أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيمان البستاني - ماناو توباباو - قصة لوحة














المزيد.....

ماناو توباباو - قصة لوحة


إيمان البستاني

الحوار المتمدن-العدد: 4275 - 2013 / 11 / 14 - 04:09
المحور: الادب والفن
    


ماناو توباباو
قصة لوحة
بقلم - إيمان البستاني

عندما وطأت قدماه أرض تاهيتي فجر التاسع من حزيران 1891 م كان قد أكمل لتوه , ثلاثاً وأربعين سنة من عمره , حاملاً معه كل ممتلكاته كما لو أنه اراد ان يبين بوضوح أنه قد انتهى الى الابد من أوربا وباريس
عمد الى قص شعره الكستنائي الطويل خوفاً من أن يُطلق عليه لقب ( ماهو ) أي رجل - أمرآة , جاء بكثير من الأوهام وما كاد يتنفس هواء ( بابيتي ) الساخن حتى أُصيب بنزيف حاد , رافقته نوبات قلبية , في المستشفى أكدوا له أن هذه الأزمة هي عارض آخر للمرض الذي لايُسمى والذين شخصوه له في باريس
عاش في بنسيون ألحي الصيني بقليل من النقود وفي ضيق ونتانة جردانه من الرغبة في الرسم , كان ينسل أحياناً ليدخن غليوناً من ألآفيون في محلات خصصت لهذا الطقس , لم تغوهِ التجربة , فمتعة الغياب عن الوعي كانت سلبية جداَ بالنسبة له , هو الممسوس بشيطان الحركة
تعّرف على ( تيتي ) في ساحة السوق الكبيرة التي تتحول ليلاً لسوق أللحم وحفلات رقص تنتهي بمجون جماعي
كانت ( تيتي ) تقدم خدماتها تللك الليلة , أتفق معها على مبلغ متواضع وأخذها الى بنسيونه , رفضت أخذ النقود بعد ليلة بهيجة وقررت البقاء للعيش معه بالرغم من هرمها ألمبكر
بعد فترة وافقت على مرافقته الى داخل الجزيرة ليعيش حياة الوطنيّين وليس حياة الاوربيين
أنتقل الى ( ماتايّا ) هناك أستآجر كوخاً قبالة الخليج يمكنه ان يخرج منه مباشرة ليغطس في البحر , وماأن استقر هناك حتى باشر بالرسم بفورة إبداع حقيقية مع قضاء ساعات في تدخين الغليون والوقوف قبالة منصب الرسم , وراح يفقد اهتمامه ب ( تيتي ) التي كانت ثرثرتها تُلهيه عن عمله , فيلجأ الى اوتار جيتاره كي لا يضطر للتحدث معها , كانت تضجر بشكل لايمكن أخفاؤه , في ثماني شهور أنجز رسم حوالي ثلاثين
لوحة لينهض صباحاً على ملاحظة وداع كانت نوع من التطهر
(وداعاً وبلا آحقاد ياعزيزي )
كان يبحث عن العالم البدائي , بعد اسابيع على رحيل ( تيتي ) بدأ يشعر بالجوع الى المرأة , نصحوه جيرانه بالبحث عن رفيقة كان الأمر اسهل مما يظن , السيدة التي تدير محلاً بعد أن جهر بمطلبه أقترحت عليه أبنتها ذات 13ربيعاً فقط بالرغم من تطور جسدها , بعد نصف ساعة من ذلك اللقاء عاد الى ( ماتايّا ) ببضاعته الجديدة , وطنية جميلة تتكلم فرنسية عذبة وتحمل على كتفيها كل ممتلكاتها , هي من أسمته (كوكي ) أسم انتشر كالبارود
الشهور الاولى من زواجه ب ( تيهامانا ) كانت أفضل شهوره التي أمضاها في تاهيتي وربما في العالم
كانت تستاء اذا ما طلب منها ان تجلس في وضعية ثابتة ليرسمها , تركها ذات ليلة في الكوخ بعد أن نفذ زيت القنديل , عتمة أفزعت المسكينة وأوهمتها بخروج ارواح الموتى وشياطين العالم فتجمد جسدها العاري رعباً وتقلصت تقاسيم وجهها , عند عودته ظن عتمة الكوخ ملاحظة وداع أخرى فأشعل عود ثقاب ليتفاجئ بمشهد ندر أن يكّونه بمفرد جهوده لجسد امرأة متشنج , حاول أن يخلد تلك اللحظة بلوحة أسماها ( ماناو توباباو ) وهي العبارة التي كانت تصرخ بها بعد ان أحست بوجوده ومعناها أنها ( تفكر في روح الميت ) , لم يفلح بأعادتها الى تلك الهيئة التي وجدها من خوف وتشنج جسد وتقوس ظهر , رسمها ولكنه غير راضٍ وبقى ذلك المشهد مبجلا ً فقط في ذاكرته
هل نسيت أن اقول لكم , كنت اتحدث عن ( بول كوكان ) أظنكم عرفتموه منذ البداية
في آمان الله



#إيمان_البستاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهى الراضي...القمر الخزفي
- نوستوس حكاية شارع في بغداد
- ديوان ريكان ابراهيم بجزئيه - هكذا وجدته


المزيد.....




- تراث عربي عريق.. النجف موطن صناعة العقال العراقي
- الاحتفاء بذكرى أم كلثوم الـ50 في مهرجاني نوتردام وأسوان لسين ...
- رجع أيام زمان.. استقبل قناة روتانا سينما 2024 وعيش فن زمان ا ...
- الرواية الصهيونية وتداعيات كذب الإحتلال باغتيال-محمد الضيف- ...
- الجزائر.. تحرك سريع بعد ضجة كبرى على واقعة نشر عمل روائي -إب ...
- كيف تناول الشعراء أحداث الهجرة النبوية في قصائدهم؟
- افتتاح التدريب العملي لطلاب الجامعات الروسية الدارسين باللغة ...
- “فنان” في ألمانيا عمره عامين فقط.. يبيع لوحاته بأكثر من 7500 ...
- -جرأة وفجور- .. فنانة مصرية تهدد بمقاضاة صفحة موثقة على -إكس ...
- RT العربية توقع مذكرة تعاون في مجال التفاعل الإعلامي مع جمهو ...


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيمان البستاني - ماناو توباباو - قصة لوحة