أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن نبو - نحو مفهوم جديد للوطن














المزيد.....

نحو مفهوم جديد للوطن


حسن نبو

الحوار المتمدن-العدد: 4274 - 2013 / 11 / 13 - 20:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يختلف مفهوم الوطن في هذه المنطقة من العالم التي سماها الروائي السعودي الراحل " عبد الرحمن منيف " ( شرق المتوسط ) من فرد إلى آخر تبعا للثقافة والميول الفكرية والإيديولوجية التي ينتمي إليها ، فالمسلم المتشدد عموما يعتبر الوطن هو المكان الذي يجب أن تطبق فيه أفكاره الدينية وحدها دون أية أفكار أخرى ، والشيوعي يعتبره المكان الذي يجب أن تسوده مبادئ العدالة الإجتماعية وفقا للنظرية الماركسية اللينينة ، وحدها والقومي يعتبره المكان الذي يجب أن ترتفع فيه رايته القومية وحده دون أية راية أخرى .
وهكذا فالمسلم المتشدد يسعى إلى تحويل الوطن إلى خلافة إسلامية تكون فيها الحاكمية لله وحده ، وتتحدد حقوق وواجبات الفرد فيها من خلال إنتماءه لجماعة من الجماعات بوصفه إما مسلما أو ذميا أو مستأمنا تحت حكم الدولة الإسلامية .
وتبعا لماورد فإن معيار المواطنة في هذه الدولة يتحدد من خلال الإنتماء إلى الإسلام ، إذ يعتبر الفرد المسلم مواطنا والفرد غير المسلم حتى وإن كان منتميا لديانة سماوية أخرى كالمسيحية أو اليهودية مجردا من حقوق المواطنة وذمة بيد المسلمين من الله .
وعندما زحف المسلمون الأوائل إلى خارج الجزيرة العربية رحب المسيحيون في الكثير من الأمصار كالعراق والبحرين وبلاد الشام في البداية بالحكم الإسلامي إعتقادا منهم أن الحكم الإسلامي سيحررهم من الإضهاد الروماني والساساني ، ونم توقيع ( عهد نجران ) مابين السلطات الإسلامية ورؤساء المسيحيين تضمن الإعتراف بحقوق المسيحيين ، إلا أن الأمور سارت عكس توقعاتهم ، فلم يمر وقت طويل حتى صدرت الأوامر أو القوانين بالحد من حرية بناء الكنائس أو تجديد القديمة منها ، وبما أن أغلب المسيحيين كانوا يمتهنوا الزراعة فقد أثقل كاهلهم بالضرائب العالية التي فرضت عليهم . أما في شبه الجزيرة العربية ، فقد خير المسيحيين واليهود بين إعتناقهم للإسلام أو إخراجهم منها ، وهناك قول منسوب للخليفة " عمر بن الخطاب " هو : ( لايجتمع في جزيرة العرب دينان ) .
ويمكن القول : أن إضهاد غير المسلمين في الدولة – الخلافة الإسلامية إستمرت حتى مشارف القرن العشرين .
وأما الفرد الشيوعي وإن كانت الإيديولوجية التي ينطلق منها في تعريف الوطن أقل تأثيرا على أرض الواقع بالمقارنة مع الإيديولوجية الدينية ، فإنه يسعى إلى إقامة دولة شيوعية أو إشتراكية في المرحلة الأولى ، على غرار الدول التي قامت في اوروبا الشرقية بعد إنتصار ثورة اوكتوبر في روسيا سنة 1917 بقياة " لينين " . دولة يكون الحزب الشيوعي وحده في السلطة ويمنع ماعاها من الأحزاب بمشاركته السلطة ، بل يمنع الأحزاب المختلفة معها من الوجود .
في مثل هذه الوطن الذي يحلم به الشيوعي قتل ملايين الناس ، ففي روسيا الإتحادية – الإتحاد السوفييتي لاحقا الذي يعتبره الشيوعي وطنا مثاليا أباد " ستالين بإسم دكتاتورية البروليتاريا ملايين البشر بحجة مناهضتهم لمبادئ الثورة وزج بالملايين في المعتقلات ...الخ . وهنا لابد من القول : أن بريق الفكر الشيوعي قد إنخفض كثيرا بسبب إنهيار النظم الشيوعية التي كانت تحكم في الإتحاد السوفييتي سابقا ودول شرق اوروبا .
وأما المتشبثون بالفكر أو الإيديولوجية القومية فيرون الوطن مجالا لفرض سيطرتهم القومية على جميع القوميات والأقليات الأخرى التي يتكون منها الشعب دون السماح للأقليات أو المكونات الأخرى بالتمتع بحقوقها القومية . ويعتبر حكم البعث في كل من العراق وسوريا هو خير مثال لتطبيق هذه الإيديولوجية على أرض الواقع . ففي ظل الحكمين المذكورين اعتبر كل من يعيش في سوريا والعراق عربيا ، ومورست سياسات عنصرية بحق الكرد الذي يعتبر ثاني أكبر مكون في البلدين المذكورين ، لابل تم إرتكاب المجازر بحق الكرد في العراق نتجت عنها إبادة أكثر من ( 200 ) ألف من الكرد في حملات الأنفال وقصف مدينة حلبجه بالكيماوي وغبرها من العمليات العسكرية التي قام بها نظام البعث ضد الكرد .
نخلص من كل ماورد ذكره : أن الأفكار والإيديولوجيات المذكورة غير قادرة على بناء الأوطان التي تعبر عن تطلعات جميع المكونات المجتمعية التي تعيش فيها بسبب الروح العدائية التي تحملها تجاه المكونات الأخرى القومية والدينية والمذهبية التي تعيش معها في الوطن الواحد . ومايحدث منذ أكثر من سنتين في سوريا من قتل وتدمير وتهجير على يد البعث القومي الإستبدادي يجب أن يكون دافعا لكل مكونات الشعب السوري بالتمسك بخطاب قومي وسياسي وفكري جديد ينطلق من الإعتراف بكل المكونات السورية وحقوقها الفردية والقومية والدينية وفقا للإتفاقيات والعهود الدولية ، ودونأي تمييز بين الرجال والنساء .



#حسن_نبو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنبقى ننتظرك
- الأمم المتحدة وإشكاية حق النقض
- ويستمر ...
- في دهاليز الذاكره
- في مكن ما
- من ملامح النظام الشمولي
- شطحة صوفية
- الديكتاتور
- حزب البعث ومفهوم الوطنية - سوريا نموذجا
- أرغب بثورة
- بلا عنوان
- ثورات الربيع العلربي والعامل الدولي
- وطني
- اللعب بالكلمات
- اللعب بالكلمات
- العلمانية بين المسيحية والاسلام


المزيد.....




- بعد رفضها الامتثال للأوامر... ترامب يجمّد منحًا بأكثر من 2.2 ...
- أوكرانيا تعلن القبض عن أسرى صينيين جُنّدوا للقتال في صفوف ال ...
- خبير نووي مصري: طهران لا تعتمد على عقل واحد ولديها أوراق لمو ...
- الرئيس اللبناني يجري زيارة رسمية إلى قطر
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- الرئيس اللبناني: 2025 سيكون عام حصر السلاح بيد الدولة ولن نس ...
- ابنة شقيقة مارين لوبان تدعو وزير الخارجية الفرنسي لتقديم است ...
- نتنياهو يوضح لماكرون سبب معارضته إقامة دولة فلسطين
- في حدث مليوني مثير للجدل.. إطلاق أول سباق عالمي للحيوانات ال ...
- بيان وزارة الدفاع الروسية عن سير العمليات في كورسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن نبو - نحو مفهوم جديد للوطن