أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الفيضُ السكاني وسياسةُ المغامرة














المزيد.....

الفيضُ السكاني وسياسةُ المغامرة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4274 - 2013 / 11 / 13 - 09:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يترافق أسلوبُ الانتاج الاقتصادي الاجتماعي السائد عربياً مع الأوضاع والأحداث السياسية من سيادةِ أساليب المغامرة في الحكم والمعارضة، مع طبيعة التدخلات الأجنبية التي تغدو بالنسبة لها ثغرات إستراتيجية يمكن استغلالها.
فالاعتماد على إنتاج المواد الخام وتصنيعها المحدود بالنسبة للبُنية الاقتصادية يخلق هامشاً سكانياً محدوداً من القوى السكانية المستفيدة من هذا الطابع الانتاجي الضيق، وهذا تحددهُ هويةُ القوى الاجتماعية السياسية الحاكمة، فهي التي تُشرعَ التحولات الاقتصادية وتوظف العاملين فيها، مثلما تحدد المستفيدين من الفوائض المالية لها من الفئات العليا.
الأسلوب الانتاجي الضيق يخلقُ في الخريطة السكانية العاملة قوى فائضةً، خارجَ الانتاج، إما أن تلجأ لأعمالٍ هامشية أو تعيش في بطالات مقنعة أو ظاهرة.
وهذا الوضع يخلق اضطراباً اجتماعياً واضحاً أو مستتراً، وعلى طبيعة المواد الخام وتصنيعها وقيمها المادية، أي أثمانها في الأسواق، تتعلق حالات التنمية والتطور أو القلاقل، مثلما أن سياسات الطبقات الحاكمة والمعارضة من عقلانية أو تطرف، تلعبُ دوراً مهماً في كل هذه الأوضاع والحالات.
كذلك فإن الخلفيات الفكرية السياسية للقوى السكانية تلعب هي الأخرى أدوارها في عمليات التنمية المحدودة من أحجام العاملين ومدى الفيض السكاني وحركته، فهي تستفيد أو لا تستفيد من التحولات الاقتصادية، وتنمو معيشتُها أو تتجمد بل وتتدهور نتيجة لطبيعة هذا الفيض المعتمد على كثرة المواليد، ولنوعيةِ إقتصاده الطبيعي الرعوي أو الزراعي، المعرض للاضطرابات الاجتماعية والطبيعية وعمليات التبادل المختلفة.
في زمنية البعث الصدامي تغدو المغامرة معتمدة على السكان من الطبيعة الرعوية القبلية حيث الأيديولوجية العلمانية الوطنية السطحية التي لم تتجذر وإنقلبتْ لنقائضها، مثلما أن قيم النفط المباعة تتحول لأسلحة كثيفة، ولا يعني هذا عدم إستغلال الفيوض السكانية الريفية الأخرى، لكن هذا يخلق حشداً سكانياً كبيراً طيعاً مؤهلاً لمغامرات كبيرة على ساحة البلد والمنطقة.
وهذا المنحى خلق في إيران سياسة مشابهة وبذات المضمون حيث أُستخدم الفيض السكاني الريفي في العمليات السياسية والعسكرية، لكن عبر سياسة دينية محافظة، وكل هذه السياسات للطبقات ذات الجذور القديمة تجعلها في نصوصيات دينية وقومية سطحية، تُركب عليها سياسات شمولية.
فأسلوب الإنتاج البيروقراطي العسكري يجعل الفيض السكاني الفقير الواسع خاضعاً للمغامرات التي خلقت عيشاً قاتلاً.
فيما أن الدول ذات الطبيعة المدنية تعيش حالات القلق الاجتماعي والاضطراب السياسي غير قادرة على السيطرة على البُنى الاقتصادية الاجتماعية، من حيث عدم وجود ديمقراطيات برلمانية تتحكم في أسلوب الانتاج وليس في عوارضه أو بعض جوانبه الجزئية وتتوجه لتغييب وجود طبقات مركزية دائمة، وجعل الفوائض الاقتصادية لتغيير بُنى الانتاج بشكل موسع دائم وتغيير حياة السكان المهنية والعملية تبعاً لها.
ومن الجوانب السلبية توجه الفيوض الاقتصادية للخارج، أو وجود تفاوتات صارخة اقتصادية بين المناطق السكانية، وهو ما يظهر في تنامي القلاقل السياسية وبروز قوى الإرهاب، كما نرى في أشكال حضور القاعدة من تحولها لنشاط عنيف في بضعة بلدان إلى تحولها ظاهرة في عموم المنطقة.
في حين نلاحظ أن الدول الاشتراكية السابقة رغم طبيعة رأسماليات الدولة فيها لكنها خلقت هياكلَ أساسية للصناعات الثقيلة، ثم الخفيفة في العقود الأخيرة، وهذا قلص الفيض السكاني غير المنتج وأدى إلى قدرة الحكومات على التحكم في التحولات السياسية ولكن ليس بشكل حاسم نهائي.
لهذا نجد هذه الدول خرجت من سياسات المغامرة بشكل واسع، رغم قيام بعضها بذلك عن طريق أطراف أخرى.
ورغم أن الدول الخليجية النفطية وجدت نفسها في نقص سكاني كبير قياساً لما أُتيح لها من موارد فهي لم تشذ عن بقية الدول العربية والإسلامية من حيث أسلوب الانتاج ومشكلاته، وبسبب هذا تواجد الفيض السكاني غير العامل والمتنامي، مع مشكلات مختلفة، هي تعدد الهياكل الاقتصادية بسبب وجود العمال المهاجرين الذين حجّموا العمال الوطنيين ولبقاء الاقتصاد التقليدي في حالات نزع وزوال وخلقه لحالات الفيض السكاني الرعوي والزراعي نحو المدن بصورة سريعة.
عدم قدرة دخول جزء من السكان في الاقتصاد يؤسس الأرضية لسياسة المغامرة حيث لا توضع الخطط لإدماج هذا الفيض في الانتاج فتظهر خطط للقفزات السياسية وتغيير الأنظمة من دون إعادة النظر في البناء الاقتصادي الاجتماعي الذي تشترك كل الأطراف في فهمه وتغييره.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسبابُ فشلِ العمل ضد المغامرة
- الطائفيون والإسلاميون
- لماذا يموتُ الشعرُ؟!
- جرائمُ أميل زولا
- أبطالُ(الماو ماو) يتسولون في الشوارع!
- الباديةُ تصنعُ الروايةَ
- مغامراتُ الثقافةِ الكبيرة
- أزمةٌ عربيةٌ إسلامية عامة
- الراقصُ في الرياحِ السياسيةِ
- يمينٌ متخثرٌ
- المحافظةُ والحرياتُ
- النبلاءُ والبذخُ
- تحدياتُ اليمينِ المعتدل
- من اليسارِ المتطرفِ إلى اليمين المتطرف
- نقابيةُ رأسماليةِ الدولةِ الوطنية
- بؤرةُ الوهمِ حديثاً
- الأزمةُ والعقلُ
- بؤرةُ الوهمِ قديماً
- سحرُ البيانِ
- القمة المضطربة لأمريكا


المزيد.....




- -لماذا لا تقوم بعملك يا سيناتور؟-.. حشد أمريكي غاضب بعد ترحي ...
- مسؤولون لـCNN: خفض عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى النصف خ ...
- موسكو: كييف تستخدم التعبئة لصالحها
- الذكرى الـ 80 لبدء معركة برلين
- الإمارات: القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمث ...
- وزير الداخلية التركي يكشف عدد السوريين الذي عادوا إلى بلادهم ...
- -بوليتيكو-: تسريح موظفين في وزارة الدفاع الأمريكية بسبب إدار ...
- وزير خارجية مصر: جهودنا لم تتوقف لإنهاء الحرب -الظالمة- على ...
- قازان.. طائرة Tu-144 السوفيتية الشهيرة تتحول إلى متحف
- نجيب بوكيلة لن يستطيع -تهريب- من تم ترحيله خطاً للولايات الم ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الفيضُ السكاني وسياسةُ المغامرة