أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - الإعلام فى قفص الأتهام















المزيد.....

الإعلام فى قفص الأتهام


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 4269 - 2013 / 11 / 8 - 18:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أختبار قدرة وقوة الإرادة الشعبية على رغبتها الحقيقية فى التغيير والقضاء على الفوضى والفساد، هو أختبار يمر بأصعب أوقاته لأنه أختبار يضع الإعلام فى قفص الأتهام ويجعله مجبراً على الإجابة على أسئلة مصيرية فى هذا الوقت الذى تحاول فيه أنصار المعزول أو بعبارة أوضح ميليشيات الجماعة المحظورة إستعادة وجودها بقوة الفوضى والرعب والإرهاب، ومحاولاتها أستغلال التمويل المالى الكبير الذى تتلقاه ممن يريدون تدمير مصر الحضارة والمدنية وتسليمها لأنصار الجماعة المحظورة وأنصارها من الجماعات التكفيرية التى تعيش بأموال وأفكار قادة الجماعة المحظورة وتجنيد الشباب البلطجية والعاطلين عن العمل للخروج فى مظاهرات تشعل الشارع المصرى، وواضح على وجه هؤلاء الشباب أنهم لا علاقة لهم بالتيارات الإسلامية إلا عندما يتعرفون على العمل الواجب عليهم القيام به وأستلامهم الأموال.

عندما أتصفح صور المتظاهرين فى الصحف والمجلات ومواقع الأنترنت، أكتشف حقيقة وواقع مؤلم لا يتكلم عنه أحد من خبراء الصحافة والمحللين الإعلاميين للأحداث، نعم أشعر بالشفقة والألم على صور شبابنا التى تدل ملامحه أنهم من المناطق الريفية أو الفقيرة من سكان العشوائيات وغيرها من الأحياء المعروفة بمستواها الأقتصادى المنخفض، أشعر بالشفقة لهؤلاء الشباب والشابات المتحمسين لأنهم قبضوا ثمن الصراخ وأستخدام القوة والعنف ضد رجال الشرطة وكأنهم أعداء وليسوا رجال الامن المسئولين عن حماية مجتمعهم، الإعلام فى قفص الإتهام لأن أهتمامه الوحيد بنشر أخبار المتظاهرين وصورهم لشغل القراء بأخبار سطحية، دون التوقف أمام هؤلاء المشتركين فى المظاهرات والتمعن فى وجوههم البسيطة التى تدل على الحرمان وإنعدام الأمل فى توفر فرصة عمل، وتعبر عن أزمة المجتمع المصرى الذى لم تستوعب بعد الحكومة المؤقتة أو وسائل الإعلام روح الثورة المصرية، إن غياب الروح الوطنية عن وسائل الإعلام ومؤسسات التعليم لها دور كبير فى هذا الفشل والأزمات المجتمعية المتوالية.

إن الخطأ الكبير الذى يقع فيه الإعلام المصرى هو بحثه والسعى بإهتمام زائد عن الحد عن أخبار الجماعة المحظورة وأنصار المعزول وأى تجمعات لبضعة أفراد أو عشرات الأشخاص ليعلنوا خبراً عن مظاهرة هنا أو هناك، وتلك الأخبار تفيد كثيراً أصحاب تلك المظاهرات ليثبتوا للعالم أنهم ما زالوا متواجدين على الساحة ولن يستسلموا للهزيمة والفشل، بل دخلوا مع الدولة والمجتمع فى صراع دموى هدفه أسترجاع السلطة وعودتهم من جديد ليركع أمامهم الشعب المصرى حتى يشفع لهم المرشد وشيخ القبيلة ويقبلهم عبيداً فى عالمه الغيبى، من هنا يبرز دور وسائل الإعلام المختلفة فى توضيح الصورة الواقعية لما يتم أرتكابه يومياً من المشاركين فى تلك المظاهرات التخريبية، وأن التصعيد فى الحرب الإعلامية والمعلوماتية التى يقوم بها أنصار الجماعة المحظورة فى الخارج بالأخبار الكاذبة يراد بها تشوية صورة مصر وثورتها، لذلك فالإعلام الوطنى عليه ممارسة دوره فى مواجهة هؤلاء الذين يريدون تدمير الوطن لخدمة مصالحهم.

لابد أن تشعر تلك القلة المنحرفة الفكر والسلوك بأنها أقلية مرفوضة من الإرادة الشعبية، وأن الشعب المصرى الآن يمتلك إرادته وسيدافع عنها ضد كل عنف وفوضى وإرهاب، سيدافع عن وطنه مصر ضد أعداء الحرية ليضع كل أعداء المدنية والحضارة والتنوير والحداثة فى قفص الإتهام ليحاكموا عما أرتكبوه من جرائم فى حق مصر العظيمة الذين أرادوا بها شراً ليجعلوها قبيلة تخضع لشيخ الجماعة المحظورة وصالوا وجالوا فى جميع شوارع المجتمع المصرى يسيطر عليهم الأنفجار العدائى لكل ما هو مصرى، لزعزعة الأستقرار الأمنى والإجتماعى بعد أن عزمت ملايين المصريين على وضع حداً للفشل والأنهيار السريع فى مؤسسات الدولة بفضل سياسات مرسى وجماعته المحظورة.

إن جرى الصحفيين وراء كل من يقول عن نفسه أنه إسلامى أى أنه ينتمى لجماعات إسلامية لينقلوا عنهم ما يقولون من أخبار أو أحاديث، هو إعلان مجانى لنشر أفكار التخلف والعنف والأصولية لتلك الجماعات الإسلامية ومسمياتها المختلفة، إن الصحفيين بنشرهم ما يصدر عمن يزعمون أنهم قيادات فإنهم يعطونهم الشرعية فى الوجود والفرص الكبيرة لتصل أفكارهم إلى أكبر عدد من أبناء المجتمع لتضليلهم وإرهابهم، وبذلك يشترك الإعلاميون فى التواصل مع جماعات وأفراد يعملون فى الخفاء ضد الدولة وضد القانون، لأن ميثاق الشرف الصحفى والوطنى مغلق للتحسينات وكل ما يهتمون به هو القيام بسبق صحفى، عندما تنشر بعض الجرائد والمواقع الألكترونية فى صدر صفحاتها الأولى بعبارة: قيادى بالجماعة الإسلامية يشبه مرسى بحفيد الرسول والسيسى بمعاوية، وفى تفصيل الخبر نكتشف أن هذا القيادى هو مجرد فرد يطلق على نفسه شيخ وأنه عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية.

إن الإعلام المصرى غير المسئول وغير الوطنى يثبت بنشره تصريحات هؤلاء الأفراد أنه يبعث فيهم الحياة مرة أخرى، ليمارسوا مزيداً من الفوضى والعنف والأرهاب لأبناء الشعب المصرى، وأن وسائل الإعلام الغير أخلاقية تسلط الضوء على جماعات دينية خرجت ملايين المصريين لتخرجهم من دائرة الضوء بعد فشلهم إلى دائرة المواطنة ليكونوا مثلهم مثل أى مواطن يمارس حقوقه وواجباته نحو الوطن والمجتمع، لكنهم للأسف خرجوا على الإرادة الشعبية فى تظاهرات غير سلمية الغرض منها إشعال النار فى الدولة التى يعيشون تحت سقفها، بل أنهم أعلنوا بأعمالهم وتصريحاتهم أن المواطنة لا وجود لها فى مبادئ جماعاتهم وتنظيماتهم الإسلامية المحظورة.

للأسف فالإعلام الذى يمارس عمله بحرية أصبح يتخبط فى ممارسة دوره فى هذه الفترة الهامة من تاريخ مصر، ونسى الإعلاميون أن الوطن يحتاج إلى دعمهم لقيم الحداثة والتنوير وإعلام المواطن بدوره الوطنى فى بناء المجتمع وحمايته وإصلاحه من الأضرار اليومية التى يرتكبها أفراد فقدوا وطنيتهم وباعوا أنفسهم ليمارسوا أعمال التخريب والبلطجة وكأنهم عصابة إجرامية محترفة، لأن أهدافهم هى الخروج على القانون وإحداث الشغب فى المجتمع لخلق الصراعات والفتن التى تخدم مخططاتهم التآمرية على الوطن المصرى، فالأعمال الإنتقامية التى يمارسها المنتمين إلى تنظيم جماعة المحظورة منذ فوزهم فى الأنتخابات الرئاسية بالتزوير والتكفير وحتى اليوم، هى طعنات قاتلة فى قلب المجتمع المصرى ونحتاج الآن لإعلام نزيه قادر على تضميد جراح هذا الشعب وضرورة توعيته بحقوقه وواجباته.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسى والتكفير
- إسلام المؤمن على المحك
- مصالح أمريكا الإرهابية
- فصائل الخطوط الحمراء
- تفجير مصر وضرب سوريا
- فلسفة ديموقراطية الإرهاب
- معقل الجماعات الإسلامية
- الببلاوى والتصدى للجزيرة
- السيسى القائد الوطنى لشعب مصر
- نصر حجاج وتكريس الفوضى بالتفويض
- حكمة الفوضى والتفويض
- ميدان التحرير والعبور الثورى
- أوباما رجل الجهاد والإرهاب
- ثقافة طيور الظلام
- إنقلاب الإرادة الشعبية
- ديموقراطية الإرهاب الإخوانى
- شكراً شباب التمرد
- ديموقراطية الشباب الحضارى
- بركان الرفض والغضب
- إرحلوا حقناً للدماء


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - الإعلام فى قفص الأتهام