السيستام هو المشكل

توفيق السالمي

الحوار المتمدن-العدد: 4268 - 2013 / 11 / 7 - 19:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ثمة شيء مهم لا بد من الإشارة إليه وتدقيقه ، لأن الكثيرين من رفاقنا وأصدقائنا ربما لم ينتبهوا إلى ما نعتبره تحصيل حاصل... السيستام كلمة مفصلية .. عندما نفهمها فهما عميقا يمكننا فهم الناس التي تنعت بالتطرف اليساري أو بالراديكالية أو الذين ينعتون أنفسهم بالثوريين. السيستام هو المنظومة العامة القائمة في البلاد أي هي الخيارات الاقتصادية بما هي الانخراط الواعي في التقسيم العالمي للعمل الذي تحدد خريطته الأسواق المالية العالمية وهيئات الإقراض والدول الرأسمالية وغيرها والتي تتمركز هيكليا في صندوق النقد الدولي وفي البنك العالمي ، ثم هي أيضا العمل على توفير الإسناد الثقافي بما هو نشر كل أشكال الفكر التي تدمر ملكة التفكير بما يساعد على خلق إنسان خانع خامل قابل للظلم ومسلّم به باعتباره قدرا ، ثم هي أيضا توفير الإسناد القانوني عبر ترسانة القوانين التي يمكن الالتجاء إليها لأيقاف أي إمكانية لتغيير المنظومة ، ثم هي أيضا توفير الإسناد الهيكلي التنظيمي عبر إيجاد تنظيمات حزبية ونقابية مساهمة أي منخرطة في السيستام بما هو خيار يصفونه عادة بالوطني والأفضل تسميته باللاوطني لأنها حقيقته التي لا شك فيها، ثم أيضا هي وأقصد دائما المنظومة أو السيستام توفير الاسناد القمعي عبر توفير أجهزة ما يسمى بالأمن من أجل تأمين صيرورة المنظومة وعدم المساس بها... كل هذه الشبكة تعمل من أجل أن يتم تنفيذ عبودية العصر المتمثلة في هتك رأس المال لانسانية الانسان وتوظيف جهده من أجل تحقيق سعادة مفرطة لغيره في مقابل تعاسة مفرطة له ولأطفاله.
هذا السيستام والموقف منه اليوم هو الذي يمكن على قاعدته تحديد الخط السياسي والأهداف الوطنية ... كل مشاكل مجتمعنا من تخلف وبطالة وفقر وجهل ناتجة عن هذا السيستام .. سيقولون لنا هذا السيستام صنع الجامعات والمستشفيات والطرقات وكل ذلك "البلّوط" الذي يخفي انتشار الجهل رغم الجامعات وانتشار كل أنواع الأمراض مع العجز عن مداواتها رغم المستشفيات ويخفي أيضا حالة التريف التي أصابت مدنا ليست كالمدن وهو أمر ليس بالجديد .. ويخفي وهو الأهم حالة من عدم التوازن الجهوي وحالة من عدم التوازن في داخل المدن بل في العاصمة نفسها إذا قارنت بين الضواحي الشمالية والمنازه والمنارات مثلا بين أحياء التضامن وابن خلدون والتحرير وحي الزهور وغيرها... وهي صورة عاكسة لمنطق السيستام : احتكار المال والسلطة ..
من ينخرط في الدفاع عن هذا السيستام تحت عناوين المغالطة : انقاذ البلاد وانقاذ الاقتصاد ومواجهة الارهاب فهو "بولونة " سيستام أو هو بوق مرتزق من شقلء التونسيين أو هو مخدوع ساذج.
على قاعدة الموقف من السيستام يتم الفرز ... طال الزمان أم قصر ..

#توفيق_السالمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات