|
هزل(انهيار الرأسمالية)السفيه!!-تأملات في الليبرالية الجديدة(1)
ماجد الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 4268 - 2013 / 11 / 7 - 17:05
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
ايها الاله المرئي الذي يصهر المستحيلات معا ويجعلها تتبادل القبلات! الذي يتحدث بكل لسان وكل غرض يالمسة القلوب! فكر،ان عبدك الانسان يتمرد،وبقوتك ضعهم في منازعات لعينة حتى تكون للوحوش امبراطورية العالم... شكسبير..
لايقول ببدعة:انهيار،وموت،وزوال الرأسمالية!!الا احمق سفيه،او مغرض خبيث،او مهرجا يخوض مع الخائضين!.وهذا ليس من باب الحجر على الافكار،او مصادرة الرأي المختلف.بل هو الواقع الذي يفقأ العين بحقيقته،ويجري التنكر له،وتجاهله،وطرح ضده.فعمل ارهابي دمر دمر برجين،قاد لاحتلال بلدين،ونشر الفوضى والاضطراب السياسي والاجتماعي في الشرق الاوسط،فما بالك ب(انهيار الرأسمالية)!!وتقف مكتوفة الايدي ولاتحرك ساكنا،للدفاع عن مصيرها!!.مانراه من واقع،هو العكس تماما.فلا زالت الرأسمالية المالية المعولمة،تكدس ارباحها الهائلة،شرقا وغربا،شمالا وجنوبا،في المراكز والاطراف.نعم هي تبدل جلدها كحرباء!وتتلون،وتتكيف،وتبدل من تكتيكها،واساليبها،وتتذبذب في تمظهرها.ولكنها تبقى ابدا حريصة جدا في المحافظة على اهدافها،وغاياتها،وهي:مزيدا من الارباح،ومزيدا من الاسواق،ومزيدا من الاستهلاك!.وما حلتها الجديدة-الليبرالية الجديدة-التي تلبسها،سوى غطاء لاخفاء تجاعيد شيخوختها،وعفونتها،وعيوبها.والتي تجلب لجيفتها ذباب المثثافين الطارئين!والذين يسبحون بحمدها،ويترنمون بمحاسنها.فاقتصاد السوق،هذا المدماك العملاق،والمسيطر على العالم،سواء على مستوى الاقتصاد النظري،او الآليات العملية،وهو وحده كافيا لنسف(الهذيان الانهياري للرأسمالية).هذا الانجيل الكوني،الذي يؤمن به عالم اليوم،عالم القطب العولمي الواحد.انسحبت السياسة،والايديولوجيا الى خلفية المسرح-مع انهما بنات الاقتصاد المفضلات!-ليؤدي الاقتصاد ،وبأمتياز،دوره الفاعل والمعلوم،في مونودراما كاسحة!فالكل يعتبر الاقتصاد علما خالصا،وهو الاكثر تأثيرا،وموضوعية وحسما في العلاقات الاجتماعية.فهو طبيب السوق المعالج،والذي يمده بالدواء،والصحة،يغلج علله،ووعكاته،ويمده بالمضادات الاقتصادية،والمهدئات الاجتماعية-وفي حالة الخطر- الاجتياحات المسلحة والحروب،او بالافيون الايديولوجي الناجع!ويرشده بتعليماته الصحية الى انجح السبل للتعافي،وتجدد الطاقات الحيوية بالتكيف، ومجابهة الازمات والركود.اقتصاد السوق،الذي يقود عالمنا،بمهمازه الرشيد والمتهور في نفس الآن!نحو التوحد والتجانس والنمطية القسرية-عنفا او اقناعا-فهو الذي يزعم،بتوفير حاجات المجتمعات المادية والحيوية دون تمييز!!.عالم واحد يفرض هيمنته الباطشة على كل مظاهر الحياة،لتخضع له السياسة والايديولوجيا والثقافة والعلوم والفنون،فهو يوظف كل ذلك لخدمته،وتكريسه،والرفع من شأنه،والتعبد بمحرابه،فلا بديل!هذه البانوراما الضوئية،بقشرتها الالكترونية،والتي تسوقها الليبرالية الجديدة،لاتعدو عن كونها،مرحلة جيدة من المراحل المتعددة التي مرت بها وعبرتها الرأسمالية،في سيرورتها المتجددة-لاطالة عمرها وامدها-وهي تستمد قوتها من تفردها القطبي المسلح،واحتوائها للاطراف-سلما وحربا- على رقعة شطرنج بلاعب واحد!!!.وكل مرحلة جديدة تضيف لها المزيد من القوة والاستحواذ على الثروات،والتحكم بمصائر ومقدرات الشعوب الضعيفة والفقيرة.فالرأسمالي الغني يزداد غنى وسيطرة وقوة،والعمال والفقراء والمهمشين،من:اقليات،ونساء،واطفال،يزدادون جوعا،وبؤسا وفقرا مدقع!فنجد:ان التوزيع غير المتكافيء والمتفاوت بحدة للثروة،بين مايمثل80%من سكان الارض،لايتجاوز نسبة الواحد الى اثنين،قبل الثورة الصناعية،امست هذه العلاقة بعد قرنين ونصف من الانتشار والتوسع والاجتياح الرأسمالي عالميا،تساوي نسبة واحد الى ستين،مع العلم بان سكان المراكز الرأسمالية المعولمة ،لايمثلون حاليا اكثر من نسبة20% ان لم يكن اقل من ذلك!.هذه الفجوة التي تزداد اتساعا بتسارع،بين من يملكون لحد التخمة والبلهنية!وبين من لايملكون لحد العراء والفاقة والعوز القاتل!ففي ستينات القرن الماضي،كان20%من سكان العالم الاكثر غنى،هم الاكثر غنى بثلاثين مرة،من 20%الاكثر فقرا!ولكننا نجد في منتصف التسعينات،ان الاكثر غنى،اصبحوا اكثر غنى بسبعين مرة،من الاكثر فقرا،وبصيغة اخرى:فان150 شخصا،وهم الاكثر ثراءا،يملكون ثروات تتجاوز ما يملكه حوالي ملياران من البشر!!!ايها البشر!!،فاين هلاوس من يقول بموت الرأسمالية واندثارها؟!.وهكذا نجد ان خطاب الليبرالية الجديد "الرأسمالية المعولمة"،ورقيقها في العالم الثالث!والتي رسخت مواقعها في بداية التسعينات بعد انهيار"منظومة البلدان الشرقية"يتابع نشيده اللاهوتي:عن اقتصاد السوق الشره للربح ،والديمقراطية البرجوازية الشكلية،وحقوق الانسان المزيفة!فلا شيء يعلو على اقتصاد السوق المعولم،فهو الاله المعبود الجديد،هو البغي والقواد المشترك للناس والامم!!فبلدوزر،صندوق النقد الدولي،والبنك الدولي،ومنظمة التجارة العالمية،كلها تسحق عظام الفقراء حول العالم ببرود وخسة ولا اخلاقية!فيجب تحطيم كل السدود والموانع،وكل مايعيق او يزعج الرأسمال المالي العولمي،والذي يجوب العالم كلوياثان جشع وشرس وقذر!.فلا تاريخ ولا جغرافية،ولا ثقافة ولاقيم ولاعلاقات انسانية،ولا اوطان،تقيم لها وزنا او اعتبارا،تلك الليبرالية الجديدة الطاغية.فهي لاتكتفي بالاسواق القديمة والجديدة،ورخص قوة العمل في بلدان البؤس،واستنزاف الثروات لشعوب الجنوب،بل هي تسعى لتحويل كل شيء الى نقود،الاله المرئي،والمعترف به!كما كان الملك ميداس يحول كل مايلمسه الى ذهب!!فقد انتهت سيادات الدول والاوطان،وهذ يبدو مغريا جدا للكوزموبولتيين عشاق الحريات الفردية المجردة في عالمنا البائس!!وهذ بالاساس ما تسعى اليه الليبرالية الجديدة،تقويض وتدمير الدول الوطنية،والعلاقات الدولية.فالرأسمال المالي العولمي،لاينتعش ويتنفس الا اذا كان حرا من دون قيود،والى الجحيم،باقتصادات العالم الفقير،والشعوب الجائعة!!والمفارقة:ان الراسمال المالي العابر للقوميات هو ضد السياسة والايديولوجيا،ولكنه لايتقدم خطوة دون استشارتهما!وهو في الوقت الذي يضعف،ويقوض،ويدمر الاستقلاليات والخصوصيات لبلدان الاطراف المتخلفة،نجده يمارس اقصى اجراءات التمركز والحماية،وتنمية القوة والسطوة من خلال جيوشه واساطيله حول العالم،نحو مزيد من القوة والهيمنة والتمركز،فهو يدعو لرفع الحواجز من كل الاصناف،امام حركة الرساميل والبضائع من قبل البلدان التابعة،ويشدد من جانبه،اجراءاته الاقتصادية الحمائية الصارمة بالنسبة لمراكزه.ويتشدقون كثيرا بحقوق الانسان التجريدية،وغير المحددة-كتهويم مثالي-وبالديمقراطية،والشرعية الانتخابية،وينسون حقوق الانسان الفعلي،وحقوق الشعوب،والتي تتعرض للابادة الجماعية،من:حروب اهلية وعرقية وطائفية،ومجاعات تقتل ببطء،دون ان يتحرك الضمير المالي لليبرالية الجديدة!!بل هي تسعى من اجل اثارتها وايقادها واستمرارها بادواتها المحلية.فماهي حقوق الانسان؟!انها تجريد اجوف وتافه،ولاغاية منه سوى التضليل والخداع والتمويه،وسلاحا سياسيا وايديولوجيا ودعائيا،لاستهلاك المجتمعات الباحثة عن افق ومستقبل افضل،وهذا السلاح يستخدم ضد كل البلدان التي تتمرد او لاتنصاع او تخنع لمقررات ورغبات الرأسمال المالي العالمي.... ..................................................................... يتبع.. وعلى الاخاء نلتقي...
#ماجد_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(الاخير)
-
لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(17)
-
لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(16)
-
لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(15)
-
فؤاد النمري/ حوار الدم...مطاردة الساحرات!!!
-
لينين-تروتسكي ...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(14)
-
لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(13)
-
لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(12)
-
لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(11)
-
كرنفال الديالكتيك،وصياح الديك!!!
-
لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(10)
-
لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(9)
-
لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(8)
-
لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(7)
-
لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(6)
-
لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(5)
-
لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(4)
-
لينين-تروتسكي..العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(3)
-
لينين-تروتسكي..العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(2)
-
لينين-تروتسكي..العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(1)
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في غزة.. نصر فلسطيني جزئي بعد خسائر لا يمكن
...
-
خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
-
الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
-
م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل
...
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل
...
-
غضب صارخ عند النواب اليساريين بعد تصريحات بايرو عن -إغراق- ف
...
-
النهج الديمقراطي العمالي يحيي انتصار المقاومة أمام مشروع الإ
...
-
أدلة جديدة على قصد شرطة ميلان قتل المواطن المصري رامي الجمل
...
-
احتفالات بتونس بذكرى فك حصار لينينغراد
-
فرنسا: رئيس الوزراء يغازل اليمين المتطرف بعد تصريحات عن -إغر
...
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|