ترجل أيها الفارس

ابراهيم حمي

الحوار المتمدن-العدد: 4268 - 2013 / 11 / 7 - 15:24
المحور: الادب والفن
    

ترجل أيها الفارس
ترجل أيها القادم إلينا
ترجل قليلا
و استرح على أرصفة التاريخ
وخذ لك قسطا من الراحة
و تناول فنجان قهوتك بعيدا
عن صهوة جوادك
و أترك سلاحك بعيدا
و أتمم سيجارتك التي بدأتها قبل النزول
و أسترح بعيدا
و تأمل أطياف جيشك المنقسم
على دروب القضية
تأمل أطياف جيشك التائه في فضاء الهوامش
تاركا حلمك
فتأمل قبل أن تنتهي من اعتصار ذخان سيجارتك
أيها القادم من الضباب
ترجل و أترك سلاحك
فربما لم تعد هناك قضية
و لم يعد هناك وطن
استريح قليلا
على رصيف التاريخ
وتأمل أطياف جيشك المشتت
بين النوازع و النزوات
ترجل و ابتعد عن كل الأطياف
و التحق بمن تأخر
و أسأل من تأخر
و أتمم فنجان قهوتك
و أتمم سيجارتك
و انطلق بسرعة
إلى حلمك و قضيتك
أو عد من حين أتيت
و أترك سلاحك و انطلق
فعودتك خلاص لهم
ليجعلوا منك ذكرى
فربما لم تعد هناك
قضية أو وطن
لم يعد هناك حلم ولا مستقبل
نحن جزء من طيفك التائه الذي تركنا
المستقبل ورائنا
و انطلاقنا نحو الماضي في ذكراك
فارحل وخذ ذكراك
و استريح
و أترك ضمائرنا تستريح
فنزواتنا أكبر من قضيتك
وأكبر من الوطن
فعد من حيث أتيت
أيها الفارس المترجل
عد إلى تاريخك
إلى حلمك
إلى قضيتك
و اترك لنا الوطن
بلا حلم
بلا قضية
و اترك لنا ذكراك
و ترجل
فالمستقل ورائنا ورائنا
أيها القادم من وراء الضباب
أتمم سيجارتك و ارحل
و أتمم فنجان قهوتك وأرحل
وخذ ذكراك معك
حتى نعود من تيهنا
و ننتهي من نوازعنا
و نشبع من نزواتنا
فالحاضر لا يتسع لذكراك
و نوزعنا .تكبر. تتألق أكثر
فارحل بذكراك عنا
و اترك ضمائرنا الغائبة تستريح
تستريح
و تستيقض يوما في السنة
فقط يوما في السنة
عندما تزعجنا ذكراك
فارحل
و خذ حلمك وتاريخك
و انطلق
و لا تعد إلا عندما نستيقظ في يوما ما...

#ابراهيم_حمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات