إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة
(Ereiny Samir Hakim)
الحوار المتمدن-العدد: 4267 - 2013 / 11 / 6 - 00:13
المحور:
الادب والفن
ماذا تعرفون عن الألم حتى تُعيّرون من يتألم؟
ماذا تعرفون عن الوجع حتى تُسخفون ممن يتأوه؟
ماذا تعرفون عن المعاناة حتى تُصمتون مَن عن معاناته يتحدث؟
لم ولن تعرفوا لأنكم شبه أحياء
تنبضون ولا تشعرون .. تتبجحون ولا تتأثرون .. انتم غير موجودين
إنما أطالبكم بتعداد كم نَفس قتلتم بلا مبالاتكم ونصف إنسانيتكم؟
فلكل منا طريقة تعبير عن شعوره بالألم
فكفاك عتابا وسخرية وتوجيه لأسلوبه
فكل منا له بصمته النفسية فى التعبير أيها السطحىّ التفكير
فاستنادا لأى مبدأ متحضر تضع تشويهك الأحمق لفطرة الإحساس؟
فقط دعه وشأنه يتنفس من وسط آلامه
ربما تتألم وتحتاج للتعبير وتصبح إنسانا مثله يوما ما
ماذا تعرفون عن القهر أيها المُدّعون حتى تتهمون المقهور بالضعف والخيانة؟
انتم بشر من بلاستيك يحترق من نار الألم وتتصاعد رائحته المُنفرة
انتم أبطال من ورق القليل من ماء عرق الجهد
يُسيح حبر كلامكم وأقوال مبادئكم تصبح بلا فائدة
انتم مُصلّون مُضلّون كذابون ومنافقون ومزيفون
ومع الاختبارات الإنسانية تنهاروا
صلاتكم شر وقلوبكم صوامع للنجاسة
فقط تتحدثون عن الألم وانتم لم تٌُصلبوا
تتحدثون عن القوة وانتم مقبورين فى الضعف
تتحدثون عن الصعود وانتم لم تقوموا من بين الأموات
تتحدثون ويتحدثون
ألا تعرفون أن الصمت يُكثر من رحمة نهاياتكم؟!
أما أنا
فلن أدين متألم فوقاحة آلامى تكفينى تواضعا
ولقد أصابتنى السماء بلعنة إبصار خبايا الأتراح وترجمة الأرواح
والبوح بكلمات الخُرس وكتابة أنات البُكم
والإصغاء لهمساتهم المزعجة ومتابعة رقص المشلولين المُرهبة
لم تسعفنى عيناى فى تكذيب ما أراه بروحى
فقد اصابنى سهم التألم مع العاجزين
وأصبح على عاتقى مسئولية إخبار الآخرين
عن عالمهم الذى اسكنه بانبهار
فأنا والضعفاء والمقهورون واحد
أنا وهم وهن مأساتنا واحدة
أنا لست أشجع منهم ولا أقوى منهن
لذا فلن احتقر الضعيف
فربما أكون اضعف الجميع
هكذا هم يتوجعون وأنا أتأوه
هم يئنون وأنا اصرخ
ماذا يحدث لى أألبس آلامهم واتلفح بعجزهم؟
لا اعلم
إنما
ربما حقا أتمخض ببوحهم وألِد تعبيرهم
لذا أيها المشغولون بجلد ضعفاتهم
يا من تنموا كرامتكم على مذلتهم
من كان منكم بلا ضعف فليرمهم أولا بحجر
#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)
Ereiny_Samir_Hakim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟