وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4266 - 2013 / 11 / 5 - 21:17
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
فيصل يذعن للانجليز ولكن ؟
وبإذعانه للانجليز , أبعد فيصل عنه الرأي العام الشعبي . ولم يُحسّن من موقعه نفيُهُ للعلماء الشيعة المعادين للمعاهدة , سنة 1923 , أو التبريرات التي أعطيت لهذا الاجراء البالغ الخطورة الذي لم يكن قد وافق عليه إلا بعد تردد . وكان العلماء قد نجحوا في وقف عملية انتخاب جمعية تأسيسية كانت قد دُعيت للاجتماع أساساً للتصديق على المعاهدة , ولكن نفيهم تم على أساس مرسوم أوكل إلى الحكومة سلطة ابعاد (( الغرباء )) الذين يرتكبون جرائم سياسية , مع ان المتورطين كانوا عرباً لا فرساً . وردت المعارضة في احتجاج موجه إلى القناصل الأجانب في بغداد قائلة : (( إذا كان الملك يزعم أن العلماء (( أغراب )) فإن هذا الوصف ينطبق أيضاً عليه لأنه حجازي أصلاً , ولأن رئيس وزرائه ـ عبد المحسن السعدون ـ حجازي هو الآخر رغم كونه من المنتفق ..... )) .
ولم يكن باستطاعة فيصل الآن أن يوسع نطاق سلطته إلا باستخدام المهارة وتدريجياً , نظراً لأنه صار يعاني من صدمات الانجليز من جهة , ومن المعارضة الوطنية من جهة أخرى .
بحلول سنة 1927 , شعر فيصل بأن الأرض تحت أقدامه أصبحت صلبة بما يكفي لمحاولة تحدي السياسة البريطانية . وبدأ اختبار هام بينه وبين المندوب السامي هنري دوبس . وكان لهذا الاختبار أن يستمر حتى سنة 1929 , وكان موضوع النزاع هو السيطرة على الدفاع العسكري عن العراق . فقد كانت الحكومة البريطانية تريد أن يتحمل العراق النفقات الإضافية لعسكرة قوة جوية بريطانية في أراضيه , ولكنها أعطت للملك أيضاً سبباً للاعتقاد بأن هذه القوة لن تكون متوفرة له في حال وقوع عدوان خارجي ـ أو على الأقل للشك بأنه لا يمكنه الاعتماد على هذه القوة في حالة الطوارىء ـ وأصرت في الوقت نفسه على الاحتفاظ لنفسها بالكلمة الأخيرة في ما يتعلق بتحركات وتوزيع جيش العراق نفسه . ورفض فيصل , ومعه الضباط الشريفيون السابقون , الإذعان و القبول باي من النقطتين . وإضافة إلى هذا , وبهدف تقوية القدرة الدفاعية للبلاد وتقليص نفقاتها , فقد سعى , مع ضباطه الشريفيين , إلى استبدال نظام التطوع القائم في الجيش بنظام الخدمة الالزامية , ولكن المندوب السامي هزم مساعيهم هذه في النهاية . يتبع
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟