أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - فذكّرْ إن نفعت الذكرى














المزيد.....

فذكّرْ إن نفعت الذكرى


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4266 - 2013 / 11 / 5 - 00:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تطالعنا أخبار وأقوال مفزعة ومهولة يشيب لها شعر الراس عن حالات فساد واستحواذ على المال العام وكأنّ بلادي طريدة صيد سمينة ينهشها هذا وذاك ويقطّع من اوصالها العابر والقاصد وكل من هبّ ودبّ دون ادنى حرَج من ضمير او خوف من الخالق او استحياء من الناس حتى ساد الاعتقاد بان البلد اصبح مشاعا منهوبا يأخذ منه اللصوص مايريدون دون ادنى وازع . ومما يؤلم اكثر ان بعض السرقات قد شرعنت بقوانين وضعية لم نألف مثيلها في كل بلدان العالم ومبررات ماانزل الله بها من سلطان
اسوق هذه المقدمة وانا أقرأ فقرات الميزانية التي أقرّها مجلس النواب العراقيّ بشأن مصاريف ملابس ومبالغ مخصصة لعمليات تجميل وايفادات وشراء كماليات وما اليها ومصاريف لم يتمّ تسميتها الاّ بكلمة " اخرى " لايعلم قنوات صرفها الاّ الله والراسخون في المنطقة الخضراء
أسائل نفسي لماذا لم تتعظ تلك الزمرة وتقرأ شيئا من التاريخ وتلتفت قليلا الى طغاة هذه الامة لترى مآل هؤلاء الذين أفسدوا أنفسهم وحاشيتهم ونسلهم نتيجة نهب ثرواتنا في الملذّات الرخيصة وحوّلوا ماوهبنا الله من ثراء في ارضنا الى أرصدة موزعة بين بنوك العالم والى قلاع وضياع وابراج وابنية وعمارات وجزر ويخوت وليالٍ حمر وفقدان اموال في طاولات المقامرة وهم يترقبون ضياع اموال السحت ويصابون بصداع المال يلاحقون حلقات الروليت التي تدور وتنبئ عن خساراتهم كما خسروا حب رعيتهم ونبَذَهم شعبهم
ألم يعلم هؤلاء ان النعم والرخاء والرفاهية لاتستقرّ على حالها ؟!. وليعرفوا ان الادمان على الرفاهية وعبادة المال وحبّ النفوذ أسقطت كل شموخ روما وبقية العالم القديم ولم تبق الاّ الاعمدة وحدها تحكي وتنادي ياايها الناس فلتعتبروا وتأخذوا العظة منا وتتفكروا فالحياة دُوَلٌ ومقالب وعلوٌ وهبوط والسلالم ذات مدارج قد تنكسر يوما ما وأقدامنا لاتقوى على الارتقاء بفعل سقم ما او كبوة زمان قويّ الشكيمة لانستطيع قهره فنعود مجددا الى اسفل سافلين فدوام الحال من المحال ومن سرّه زمن ساءته ازمان وبقاء النعم حالة خرافية لايقتنع بها الاّ اعمى البصر والبصيرة لكن مأساة هؤلاء تكمن في انهم لايصدقون زوال النعم والقليل القليل من يستعدّ لخسارتها فالثراء وبحبوحة العيش والجاه والنفوذ وصدارة المناصب وحتى الفتوة والشباب والعمر قابلة للاسترداد والله وحده يردّها متى شاء ويبدل النعيم جحيما والشباب شيخوخة متعبة والمنصب والنفوذ درَكا هابطا حتى بغمضة عين وعلى الانسان الحاكم ان يضع في حسبانه ان كرسيه الى زوال والانسان المعافى لابدّ ان يمرض وتغادره عافيته يوما ما والمحبّ يضيّع حبيبته بفراق او موت فالحياة لايأمن جانبها مطلقا
صدق اسلافنا الحكماء حين أكّدوا ان فائض النعم يخلق طغياناً للانسان وتفسد نفسه ويهيم عقله برنين الدرهم ويفقد بالتدريج سماته الانسانية ويقرب من الوحوش الكاسرة فيصلب قلبه وتموت مشاعره الانسانية ولم يعد يرى سوى مطامعه وملذاته وشهواته
وانتم ايها الغافلون الساهون تذكروا انكم بشر تعمّرون امَدا قضاه الخالق لكم ووضع ملكه بين ايديكم ليختبركم ايّكم احسن عملا فما انتم سوى مُخْلفين لنَعمهِ فضعوا ماوهبَكم الغنيُّ الخالق في قنوات الخير واصقلوا ارواحكم بعمل يرضي مالك الملك ويرضي رعيته وحاربوا شهواتكم وقصّروا اياديكم كي لاتنوش المال الحرام فالقصور التي حزتموها لن تكون مهجعا دائما وسريرا وثيرا ووسادة تريح رؤوسكم الى ابد الآبدين فما زالت الحفرة التي أوت طاغية العراق بضع سنوات ماثلة في اذهانكم
وقديما كان الفراعنة – على طغيانهم- يضعون مشهدا لنعوش موتى على موائدهم اثناء تناول الطعام كي يمنعوا انفسهم في الانغماس في ملذّات الطعام وكبح شهوات البطون وليشعروا بقدوم الموت باية لحظة وليُبقوا بصرهم وبصيرتهم مفتّحتين دائما لأن فائض النعيم يُعمي الابصار ويميت القلوب ويُفسد الارواح البشرية



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليتنا لانشمُّ زناخة النفط
- ليتنا بلا زناخة النفط
- معالم ثقافية بغدادية لاتنسى/ الجزء الرابع/فرقة المسرح الفني ...
- معالم فنيّة بغدادية لاتنسى/ الجزء الثالث ( اسطوانات جقماقجي ...
- معالم ثقافيّة بغدادية لاتنسى/ الجزء الثاني (سينما غرناطة )
- عبقرية نطاسيّة عراقية في اليابان
- عندما تتأزمُ الشعوب
- غودو آتٍ لامحالة
- ثلاث قصائد : 1) حوادث مرورية ،2) صدْرٌ منشرح 3) كلماتٌ برفقة ...
- إنهم يشتمون الديمقراطية
- قصيدة بعنوان - غيضٌ من فيض -
- اغتيال العلمانية في تونس/ مَن الضحية بعد بلعيد والبراهمي ؟؟
- قصيدة بعنوان: لِمَن تحت قدميها الجنان
- تهميش النتاج الذهني وتهشيم العقل
- كرماء رمضان - بمناسبة حلول شهر الصوم -
- قصيدتان : 1)شاعرٌ ثقيل الظلّ والجيب ، 2) أغوار عميقةٌ
- قصيدة بعنوان - وقودُها العارُ والسفالة -
- يفجّرون بيوت الله ليدخلوا جنّتَهُ
- وصايا لاتأخذوا بها
- السيّدة ذات الرداء الأحمر


المزيد.....




- رئيسة الاتحاد الأوروبي تحذر ترامب من فرض رسوم جمركية على أور ...
- وسط توترات سياسية... الدانمارك تشتري مئات الصواريخ الفرنسية ...
- لافروف: سلمنا واشنطن قائمة بخروق كييف
- الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاك اتفاق الهدنة مع لبنان
- ترامب يبحث مع السيسي -الحلول الممكنة- في غزة ويشيد بـ-التقدم ...
- بعد قرارها بحق لوبان... القاضية الفرنسية تحت حراسة مشددة إثر ...
- زلزال ميانمار المدمر: تضاؤل الآمال في العثور على مزيد من الن ...
- ماذا وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر؟
- -حماس- تدين مقتل أحد عناصر الشرطة في دير البلح وتشدد على أهم ...
- زيلينسكي يؤكد استلام أوكرانيا 6 أنظمة دفاع جوي من ليتوانيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - فذكّرْ إن نفعت الذكرى