أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - ثقافة الاعتذار رؤية في سيكولوجية العفو والتسامح














المزيد.....

ثقافة الاعتذار رؤية في سيكولوجية العفو والتسامح


علي عبد الرحيم صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4265 - 2013 / 11 / 4 - 12:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعد الاعتذار أحد السلوكيات الايجابية لنشر واشاعة الحب بين الناس ، إذ يعمل الاعتذار على مد جسور الثقة والتعاون التي هدمت بسبب أحدى التصرفات السيئة او غير المقبولة التي قمنا بها ، مما يمهد الاعتذار الطريق لأن نسير مرة أخرى في افكار ومشاعر الشخص الذي أسائنا إليه . ورغم بساطة الاعتذار أو قول كلمة محببة او جميلة في نفس الأخر إلا أن بعض الناس يجدون صعوبة كبيرة في التعبير عنها ، او يمتنعون من قولها ، او حتى برمي نظرات تدل على ان الشخص يتأسف على ما صدر منه من سلوكيات غير مقبولة ولكنه يخجل من قول كلمات الأسف ، مما يجعل المشكلة والفجوة التي ظهرت بين طرفي الخلاف تكبر شيئا فشيئا حتى تصبح عملية ترميم العلاقة الاجتماعية او الحميمة من جديد صعبة جدا ، وبذلك فأن قول كلمة أسف تحتاج الى ثقافة ومهارة خاصة يجب أن يتمتع بها كل شخص لأننا غالبا ما نتعرض الى مثل هذه المواقف سواء كانت مع الوالد او الزوج والصديق أو الجار او حتى الشخص الغريب .
ويتبادر هنا سؤال مهم يجب تناوله هل سلوك الاعتذار يعتمد على الشخص نفسه أم يرجع الى ثقافة المجتمع الذي نشأ فيه؟؟؟؟ . إن تأييد احد الاطراف في السؤال السابق يجعل الاجابة عليه ناقصا ، إذ تحتاج سلوكيات تقديم الاعتذار الى تفاعل بين سيكولوجية الشخص والمجتمع الذي يتفاعل فيه . ورغم ذلك فأن هناك دراسات تشير الى تأييد أحد العاملين على الآخر على سبيل المثال تشير دراسة Worthington,2011 أن الاعتذار يعتمد على مزاج الشخص ، وما يحمله من أفكار ومشاعر طيبة تشجعه على الاعتذار أو مبادرة التصالح مع الطرف الذي أساء إليه ، وهذا ما أكدته دراسة Noll ايضا حيث تشير ان الشخصية الانبساطية غالبا ما تكون متسامحة وتحب أقامه العلاقة الاجتماعية ولا تحب فقدانها لذا تجدها تغفر خطايا الاخرين ، وتبادر بالصلح وتقديم الاسف ، فضلا عن ذلك يرى عالم النفس مايرز صاحب نظرية الانماط في الشخصية أن هناك نوع من الشخصية يدعى بالمربي ومن خصائصه الرئيسة العفو والودية والصداقة . هذا الرأي يعارضه بعض علماء النفس الاجتماعي الذين يرون أن هناك عامل مهم في سلوك التسامح والاعتذار وهو الطبيعة الثقافية والبيئية التي يعيش فيها الافراد ، فهناك الكثير من الاشخاص المتسامحين ولكنهم في الظروف البيئية القاهرة والعدائية أو التي ينقصها اشباع الحاجات (مثل المجتمع العراقي) تقل لديهم سلوكيات التسامح وتقديم الاعتذار والمعونة للآخرين ، بل نجدهم في كثير من الاحيان غير مبالين وقاسيين ، مما يجعل هذا الأمر سلوكيات العفو والاعتذار ترجع الى ثقافة المجتمع بدرجة كبيرة .
وفضلا عن الدراسات التي تؤكد على شخصية الفرد وثقافته التي يعيش فيها هناك بعض المتغيرات الطريفة التي احب ان أشير اليها ، على سبيل المثال ان الاعتذار يختلف لدى الجنسين ، حيث يشير Thomas et al., 2008 أن النساء لديهم رغبه أكثر للعفو، أما الرجال لديهم رغبه أكثر للسعي وراء الانتقام. كما تشير الدراسات ان هناك علاقة ايجابية بين الاعتذار والوازع الديني ، والمستوى الثقافي والتعليمي العالي ، والاشخاص الذين يؤمنون بالقيم الديمقراطية . وبغض النظر عن المتغيرات السابقة فأننا بحاجة ماسة الى سلوكيات الاعتذار وكيفية تقديمها ، لأننا نمر بمرحلة عصيبة وظروف قاسية قد تضغط علينا وتجعلنا نتصرف احيانا بالطريقة التي لسنا عليها أطلاقا ، مما يجعلنا ذلك نعاني وغير راضين عن أنفسنا وأن نخسر الكثير من الاحبة بدلا من الاحتفاظ بهم .



#علي_عبد_الرحيم_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامتثال المستوحى : تخويل قدرة العقل لسلطة الآخرين
- سيكولوجية صنع الحب والسلام
- الدوامة الخبيثة سيكولوجية في العقلية القيادية المتسلطة
- الشخصية المثيرة للازمات سيكولوجيا في المشهد العراقي والعربي
- التهميش سيكولوجيا انكار الآخر
- الشخص الميكا فيلي رؤية في العلاقات النفعية
- ظاهرة الهلع الاخلاقي رؤية في تحليل القتل الجماعي للإرهابيين ...
- العزو الوهمي سيكولوجيا الانسان الخاضع
- سيكولوجيا اللامعقول في أرض المعقول
- عندما يعبد الإنسان نفسه سيكولوجيا التخليد والطغيان
- سيكولوجيا الشيطان في الدماغ العربي
- العيب فينا وليس في اسرائيل !!!!
- لماذا أنا وليس هو ؟ سيكولوجيا التبرير والتشكيك لدى المواطن ا ...
- النمط المنشغل بالموت (رؤية نفسية لما يحدث الآن)
- سذاجة الخطاب الديني بين الخرافة والتعصب المذهبي (العراق إنمو ...
- قائمة العقول المغلقة والمفتوحة (رؤية نفس - اجتماعية بشأن الا ...
- البخل الانفعالي
- الحب الاعمى
- تحت مستوى خط الجهل
- أنا أعتقد .... فهو موجود


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - ثقافة الاعتذار رؤية في سيكولوجية العفو والتسامح