إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة
(Ereiny Samir Hakim)
الحوار المتمدن-العدد: 4264 - 2013 / 11 / 3 - 21:33
المحور:
الادب والفن
الهى
أيها الإله جابلنى
يا من تعرف وحدك حقيقة عمق الحياة وأبعاد الموت
ها أنا أتذوق الموت عشرات المرات كل يوم من تعداد أيام حياتى
لم يعد يسعنى أن أحيا الحياة ولم اعد أتحمل أن أحيا الموت
فعندما يصبح الأمل الوحيد فى الحياة هو الموت!
وحين تتحول النغمات إلى لحن للألم
ويبقى من الشمس نيرانها وظلمة قسوة بريقها فى العين
وتتحول الناس إلى ذئاب والحنان إلى عذاب
اسمح لى أن أصل إلى قرار
حيث كنت ارغب فقط فى حياة أو موت
فقد سئمت ايامى الرقص بينهما
لم أجد من يفهم صلبى
لم أجد سوى من يجلد اوجاعى
لم يسع الجميع سوى رجم انّاتى
من واجه حقيقة اعماقى سخر منها
ومن قنع بها أراد قيادتها
لم يعرفوا كيف يتعاملون مع هاوية الألم سوى بالرجم
كانت كلماتهم نيرانا ونصائحهم شهبا ومساعداتهم لهيبا
من حاولوا اسعافى ادانونى
ومن هاجموا الامى حطمونى
فالجميع اعتقدوا أنهم قد اشترونى
تركونى فى احزانى وجراحى انزف غارقة
وبحثوا بمختلف توجهاتهم لكى ببصمات أفكارهم يلونونى
الهى
هم من قتلوننى انتحارا
أيا خالقى
أخيرا وربما ليس آخرا
لم أجد رحمة عند بشر
لكن قناعتى الشخصية هى
أن مصدر الرحمة مازال بقدرته الأزلية قادرا على منحها
*******************************
اااه ملحوظة*
لا تتوجعون يا صغار النفوس من هذا الكلام
فإن تلك الكتابة لا تشجع قارئيها على الانتحار
فقط إنها تتلمس أرجاء آلام المنتحرين البكماء
وتستمع إلى أنينهم نحو السماء
وتصدم بها آذان أجسادكم ومشاعركم الصماء
فكم من نفوس انتحرت وكنا نحن من دبر عملية القتل
فليس كل منتحر هو القاتل الحقيقي
#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)
Ereiny_Samir_Hakim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟