صادق البلادي
الحوار المتمدن-العدد: 4263 - 2013 / 11 / 2 - 22:20
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
الإمام علي بن أبي طالب صنف عبا د الله الى ثلاثة أصناف منهم من يعبده طمعا في جنته وتلك هي عبادة التجار، ومنهم من يعبده خوفا من ناره وتلك هي عبادة العبيد، ومنهم من يعبده لا طمعا في جنته ولا خوفا من ناره وتلك هي عبادة الأحرار.ويحتاج المرء الى شمعة ديوجونيس ليلقى بضعة نفر من الأحرار بين المسلمين، خاصة اليوم. والشيوعي وقلبه ممتلئ بالحماسة والثقة والإيمان في أنه يسهم في تعبيد الدرب الى مجتمع الحرية والعدالة ،لا يريد أن يكون شهيدا، غير أنه ، وهو يعلم حقد الذين يريدون الحفاظ على مصالحهم، مغطاة برداء الحفاظ على الدين والأخلاق والتقاليد ، يعمل وروحه على راحتيه. وصف أحد الشيوعيين الألمان من عهد كارل ليبكنيخت وروزا لوكسمبيرغ ، من القواعد لا الكوادر، أن الشيوعي شهيد في إجازة.والشيوعيون العراقيون خلال الثمانين عاما خبروا هذا الدرب. وشهد القضاء العراقي بهذا سواء في اعتبار فهد ورفاقه مناضلين من أجل الوطن، او في قرارحكم محكمة البداءة العام الماضي ، أن الإنتماء الى الحزب الشيوعي، الى الشيوعية ، شكَّل صورة من الإنتماء الى المعارضة ، والانتماء هذا لا يوفر مكاسب مادية او وعودا اخروية ، بل يعلم من ينتمي اليه ان الحزب ليس حزب سلطة بل حزب معارضة.
وقافلة الشهداء الشيوعيين في العراق لمّا تنتهي بعد، آخرها كان اختطاف الرفيق آزاد أحمد ، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي، وهو في طريق عودته من كركوك الى مدينة السليمانية ثم قتله واضرام النار في سيارته... أي جريمة ارتكب القتلة وهم يقطعون إجازة هذا الشهيد ، المناضل الذي تحدثت عنه رفيقة دربه في النضال نادية محمود " لم يتوقف هاتف ازاد عن الرنين. و لم يتوقف هو عن الحركة، ولم يتوقف عن الضحك، و لم يتوقف عن الفرح، و لم يتوقف عن العمل، و لم يتوقف عن التخطيط. لم يكتب ازاد و لم ينشر،و لكن كان يعمل و يتحرك مع عقارب الساعة. في كل ساعة هنالك عمل عليه القيام به."
أية خسارة لعائلته، أية خسارة لرفاقه في النضال، أية خسارة للحركة الشيوعية، وللحركة الديمقراطية في العراق وفي كردستان العراق.
خسارة قد يخفف منها البدء في التفكير بالتنسيق بين فصائل الحركة الشيوعية،هذا التنسيق الضروري لتنامي قوة وتأثير التيار الديمقراطي، الذي بدونه لا خلاص للعراق من ليله الدامس، الدامي الذي أوصلته اليه سياسة البعث الفاشي بحروبه ،وما جرته على العراق من حصار واحتلال وحكومات محاصصة.
ولعل القيام بغعالية مشتركة بينها في أربعينية الشهيد الفقيد آزاد أحمد تصبح خطوة في هذا النهج.
الخلود للشهيد آزاد أحمد ، الصبر و السلوان لعائلته والتضامن مع رفاق دربه,
#صادق_البلادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟