|
ثنائية المقدس والمدنس في فن المسرح من أفلاطون إلى بريخت
أبو الحسن سلام
الحوار المتمدن-العدد: 4262 - 2013 / 11 / 1 - 00:48
المحور:
الادب والفن
- هو مسرح مغاير للدراما الأرسطية وللمسرح التقليدي ، بدأه المؤلف والمخرج المسرحي الفرنسي ( أنتونان آرتو ) ، وهو يعتبر تلميذا للمؤلف المسرحي الفرنسي ( ألفريد جاري) مؤلف ثلاثية ( أوبو ملكا – أوبو يجد زوجة – أوبو فوق التل ) ويظهر فرط إعجابه وتأثره بمسرح ألفريد جاري في الكتاب الذي ألفه عن جاري بعنوان : ( مسرح ألفري جاري ) الذي يقول فيه : " إذا كنا نقيم مسرحا ليس لتقديم مسرحيات بل للوصول إلى ظلمات النفس ، إلى ما هو خفي وغير معلن ، وما سوف يحدث نوعا من التفجير المادي عند ظهوره "
- اتخذت نظرية آرتو من القسوة عنوانا لمسرحه ؛ فهو يركز على محاكاة حالة الرعب ؛ فيرى أن " الرعب الناتج من مشاهد القسوة يطهر النفس ويقويها على تحمل الواقع والتخلص مما تحمله من شر وشراسة وآثام " - هو مسرح احتفالي بكل المعاني وهذا واضح في تعريفه للعرض المسرحس بأنه حفلة تقام مرة واحدة لا تتكرر " حفلة العرض وحيدة ، لا مثيل لها ، فالعرض لا يتكرر ، بل يتجدد في كل ليلة ؛ ذلك أن المسرح قرين الحياة. " - هدف مسرح القسوة : خلق واقع جديد يؤدي من خلال المسرح إلى حقيقة ما قبل المنطق ، حقيقة الأساطير وفوضى المادة . ولكن الواقع عند آرتو له مفهوم خاص غير ما نعرفه نحن عن الواقع ، فالواقع عند يتشكل في ثنائية ( الهذيان والوضوح، والجنون والحكمة )
- يعبر آرتو عن تلك الثنائية بنصيحنه للممثل فيقول : " آه .. إذا كنت تريد التمثيل الواقعي فهذا شئ آخر . هو يريد نوعا آخر من التمثيل يسميه تمثيل ( الشفرة) ويطلب من الممثل أن يخرج تماما من شخصيته الأصلية ليندمج في الدور وليكون أيضا أداة طيعة في يد المخرج ."
الأداء في مسرح القسوة:
" من الطبيعي والمنطقي أن تختلف عناصر مسرح القسوة وتقنياته عن العناصر الدرامية التقليدية وعن تقنياتها ؛ مع أن مسرح القسوة لم يخرج على ( نظرية التطهير ) إلا من حيث اعتمادها على خلق حالات الرعب وسيلة لتطهر الجسد من شوائب المادة ؛ فالتطهير هنا ليس خلاصا من عاطفتي الخوف والشفقة ، بل من خلال معاناة صدمة مرعبة تؤدي إلى إندماج الفكر مع الحركة في حالة حلولية تطهر الروح من شوائب المادة التي تعوق تعبير الجسد ، وهي حلولية صوفية بدائية السمات يتواصل فيها الروح كفكرة مع الجسد كحركة عبر لغة إيمائية وإشارية وصوتيات أقرب إلى صوتيات غابة نائية مجهولة في مجتمع بدائي لم تدنسه المادة بعد . وآرتو في تلك الثنائية لم يبتعد كثيرا عن نظرية المحاكاةا لأفلاطونية ، حيث الإعتماد على الفكرة والحركة ، كما اعتمد أفلاطون في كتابه ( خيال الكهف ) على محاكاة الفكرة المطلقة بخيال الظل أي بالصورة ، حتى لا تدنس الفكرة المطلقة بمادة المشاعر والإرادة الإنسانية . وهي ثنائية ( المقدس والمدنس) نفسها التي بنى عليها جروتوفسكي في مسرحه الفقير المتأثر بكل من ألفريد جاري وأنتونان آرتو . وهي نفسها الثنائية التي بني عليها إدوارد جوردون كريج نظريته للعرض المسرحي بتهميش الممثل وتحويله إلى ( سوبر ماريونيت ) ففكرة المقدس والمدنس فاعلة في نظرية مسرح القسوة وفي نظرية مسرح السوبر ماريونيت ونظرية المسرح الفقير ، كلها نظريات تهمش النص المسرحي أو تنفيه وآرتو كذلك من أبرز المحرضين على نشر فكرة ( موت المؤلف ) التي تحدث عنها (رولان بارت) وغيره ؛ مع العلم أن نظرية المحاكاة عند أفلاطون تنفي المؤلف عندما يرى إبعاد الممثل عن محاكاة الفكرة المطلقة ويعهد بها لخيال الظل ، حتى لا يدنسها صوت الممثل البشري وحركته " وآرتو يؤكد رفضه للنص الأدبي للمسرح ، فالمسرح لا ينبغي أن تنبعث منه رائحة الأعمال الأدبية المكتوبة ؛ بل إن آرتو يفضل الحوار الذي يرتجل في أثناء عملية الإخراج . يقول : " لن نمثل مسرحيات مكتوبة ، ولكن سنجري محاولات إخراج مباشرة حول موضوعات أو أحداث أو أعمال معروفة . " " ومعنى ذلك أن مسرح القسوة يعتمد على الإرتجال ، لكن الارتجال لايتم في أثناء العرض على الجمهور زلكن في أثناء عملية الإخراج ( حتى تمتزج لغة الكلام في وحدة واحدة مع عناصر المسرحية الأخرى ) ويفهم من ذلك أن المخرجيت رك الممثل يرتجل دوره أمام المخرج في أثناء التدريبات قبل العرض على الجمهور ؛ ليكون المخرج رقيبا عليها أو منسقا للدور بحيث يتمكن المخرج من الإشارة للممثل بحذف ما يرى المخرج حذفه من كلامه ، أو الموافقةعليه . وفي ذلك تقييد للممثل وتدخل مباشر وتسلط على خيالات إرتجاله . فمن من الممثل ينال حقيقيين يقبل بمثل ذلك التسلط على مخيلة أدائه الارتجالي !! "
وتبعا لذلك لم تمثل من نصوص مسرحيات كتبها آرتو غير مسرحية واحدة مع أن " كل مسرحياته كتبت نصا قبل الإخراج ولم تعرض منها سوى " سنشي " فضلا عن أنه هو نفسه كان متكلفا وغير واقعي في تمثيله " تقول د. حفيظة " كان تمثيله للأدوار غير واقعي وقريب من التكلف . فعندما كان يمثل دور شارلمان في مسرحية Huonde de Bordeau " يقدم نحو العرش وهو يمشي غلى أربع . وعندما طلب منه المخرج تغيير أسلوب تمثيله قال له : إذا كنت تريد التمثيل الواقعي فهذا شئ آخر . فهو يريد تمثيل ( الشفرة) ويطلب من الممثل أن يخرج تماما من شخصيته الأصلية ليندمج في الدور وليكون أيضا أداة طيعة في يد المخرج"
اللغة في مسرح القسوة :
يعتمد مسرح القسوة على لغة الجسد وتتكون لغة الجسد في نظر آرتو من إيماءات إشارية Gestes – Signes وهي أشبه بالحروف الأبجدية الهيروغليفية ذات الأبعاد الثلاثة . هي أقرب إلى البانتومايم ، مع تمييز " آرتو " نفسه لنوعين من البانتومايم :
النوع الأول : يسمى : Ideographic وهو ترجمة مباشرة للفكر عن طريق رموز حركية تمثل أشياء ذات مغزى رمزي .
النوع الثاني : مكون من حركات بديلة للكلام ، فالحركة هنا تعبر عن كلمة أو جزء من جملة . " وتمثل الحركة في النوع الأول أفكار ومظاهر للطبيعة ، بطريقة فعلية ملموسة ؛ أي أنها تذكرنا دائما بأشياء وتفاصيل طبيعية ، مثل اللغة الشرقية التي ترمز إلى الليل بشجرة ينام فوقها عصفور قد أغمض عينا ويستعد لإغماض الأخري . "
عنصر الحركة في نظرية آرتو :
يعتبر تزاوج الفكر بالحركة العمود الفقري في مسرح القسوة . هو مسرح إلتقاء الفكرة بالحركة التي يطلق عليها آرتو لغة الجسد أو البدن . هو مسرح الفكر في صورة. هومسرح الحركة التي تستشرف المستقبل لا منازع ، فالحركات تترجم بموضوعية الحقائق " الحقائق الخافية " المتعلقة بخروج الحياة من فوضى المادة ، ويتطور العالم في اتجاهه الدائم نحو المستقبل . فالحركات تعبر عما تعجز عنه لغة الكلام ، وهي تتيح للمسرح أن يرجع إلى أصله الديني والميتافيزيقي، إنها لغة الجسد التي تعيد إلى الإنسان كل ذاته ، وتقضي على الفواصل بين الروح المادة من ناحية ، وبين الصور واللاشعور من ناحية أخرى حتى ينتج عن ذلك إندماج وتطابق بين المجرد والملموس .
اللغة في نظرية مسرح القسوة :
هي لغة محاكاة بدائية ، فآرتو يرغب في العودة بلغة المسرح إلى مرحلة الكلام البدائية ، ومن ثم فإن الصرخة تعبر عن الرعب والقسوةا لمنبعثين من قسوة السلوك الإنساني ومن المادة وخضوعها للإرادة الكونية. والصرخات تتحول أحيانا إلى تنهدات أو أنين ، لغة معبرة عن مختلف الأحوال الإنسانية . لا تختلف لغة التواصل في مسرح القسوة عن لغة التواصل عند الإنسان البدائي ، هي لغة البشر الأولين ، " مثلهم في ذلك مثل صغار الأطفال ، أو مثل الصم والبكم يعبرون عن أنفسهم بالإشارات والأصوات والهمهمات ، مكونين بذلك وسيلة مبسطة وبدائية جدا للعلاقات الاجتماعية . "
لم يتأثر آرتو بجاري فحسب بل تأثر بأوجست سترندبرج ، خاصة في مسرحية سترندبرج الشهيرة ( سوناتا الشبح ) ويرى فيها ذلك الواقع الذي يريده من خلال مسرحه ، وهو يفسر ذلك بقوله : " إنها – يقصد : سوناتا الشبح – تذكرنا بالقصص القديمة ، حيث يكون الشخص الأقل وعيا والأكثر جنونا هو في الواقع الأكثر تعقلا ، وهو في ذلك يمتلك حل كل العقد "
دور الإشارة في نظرية مسرح القسوة :
تتزاوج توظيف الممثل للإشارت والحركات في مسرح القسوة مع بعض الصوتيات فلغة الإشارات والحركات يجب أن تصحبها صرخان نابعة من الجسد كي تعيد الإنسان إلى لغة ما قبل الكلام . فالصرخات تصبح وسيلة للتعبير المباشر عن الإنسان بعد القضاء على الفوارق والفواصل المفتعلة بين الروح والمادة والشعور واللاشعور .
الشخصية في مسرح القسوة :
وضح تأثر آرتو بفكرة تناسخ الأرواح في تصويره لشخصياته المسرحية ، فهو ماثل في تخيل ( بياتريس) بطلة مسرحيته ( سينشي Cenci ) وهي على عتبة الموت قدرا دائريا ، وهي تحشى أن تعود في زمن من الأزمان إلى شكل من أشكال الحياة تتقابل فيه من جديد أباها الذي اتهمت بقتله . وفكرة التناسخ فكرة قديمة قدم التاريخ أبدع أفيد شاعر الرومان رائعته ( مسوخ الكائنات) وقد شكلت معتقدات الأمم القديمة يونانية ورومانية وهندوسية . - شخصيات مسرحياته نمطية ؛ ىفهي لا تخرج عن كونها رموزا متحركة ، وهي ب1لك أقرب إلى فكرة كريج عن الممثل ( السوبر ماريونيت ) - اتخذ عرض مسرحيته ( سينشي) الشكل الدائري ، فهناك عجلة مخصصة لتعذيب البطلة " بياتريس" المتهمةب محاولة قتل والدها . وهي ترمز إلى الإرادة أو الناموس ( القانون الأزلي) الذي يفرض على الكون دائرية الحركة ودورية ما بين ثنائية الوجود والعدم . فالعجلة مرتبطة بالأسر وهي رمز للتكفير عن الذنب وهي تمثل القدر . وفي مسرحية ( نافورة الدماء) يرمز إلى القسوة الكونية بصوت عجلة تدور .
- الديكور والأزياء في مسرح القسوة :
- يرفض أرتو الزي الحديث باعتبار المسرح يقدم قضايا تمثل البشرية جمعاء دون التقيد بزمان أو مكان . وهو يفضل الزي في مسرح النو الياباني الذي ظهر في القرن السادس عشر – العصور الوسطى – غير أن آرتو يكتفي بثياب العصور القديمة لإضفاء القدسية والجلال على العرض . فالديكور والثياب وكل ما يشغل حيزا على مكان التمثيل ، يسهم في خلق " لغة مسرحية " تخرج عن نطاق المنطق والفكر المجرد لتصبح لغة ملموسة ؛ إذ أن الحواس هي الوسيلة الوحيدة للمعرفة الحقة .
أرتو ونظرته لمسرحه :
يقول : " عندما كتبت سينشي فإنني أخضعت تراجيديتي لحركة الطبيعة ، لتلك الحركة الدائرية التي تسير النبات والكائنات والتيت كمن في الثورات البركانية للأرض "
العرض والجمهور في نظرية مسرح القسوة : أوحت له فكرة دائرية القدر المسيطرةعل ى العالم إلىا لإيحاء بفكرة تناسخ الأرواح. للدائرة إذن قيمة رمزية في مسرح آرتو ، فهي تحدد شكل العرض المسرحي ، وتتيح الاتصال والاندماج بين الجمهور والعرض ، وهو شكل غير بعيد عن فكرة مسرح الحلقة الشعبي ، الاحتفالي . كما أنه شكل قريب من المسرح الإغريقي . غير أنه يضع الجمهور في وسط الدائرة والمشاهد المسرحية وأداء الممثلين في خارج دائرة التمثيل والعرض فالممثلون يتحلق حول الجمهور وليس العكس ، فهو يطلب من الممثلين أن يلتفوا حول المتفرجين !! ولذلك يطالب بإلغاء خشبة المسرح واستخدام الأركان الأربعة للصالة المستطيلة التي تذكر بدور العبادة ؛ لإعادة روح القدسية للمسرح وفي وسطها مساحة دائرية. لتمثيل بعض أحداث المسرحية ( مكانا مركزيا )
#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في مناهج التمثيل
-
مباهج الفرجة الفنية بين تقنيات الكولاج وتقنيات الكليب
-
الفرجة التفاعلية وتأثيرات فنون الميديا
-
الرأي العام في بيت طاعة الاخوان
-
رجالة قيصر وحريم النار
-
فنون الطفل بين القانون الطبيعي والقانون الرياضي
-
عروض النوادي والإبداع الافتراضي
-
حيرة الناقد المسرحي أمام جهود العشماوي البحثية
-
الدين والدولة - حوار عن بعد بين متأسلم و مسلم علماني
-
الفاعل الفلسفي في الإبداع المسرحي
-
فكرة المخلص ( المستبد العادل ) في المسرح الشعري
-
المسرح بين أدب السيرة والتراجم الأدبية
-
هل يمكن تعلم الإخراج
-
الناقد يتأبط نظرية
-
استلهام الكاتب المسرحي للتراث بين الارتباك الاتصالي والوعي ا
...
-
تشريح نصوص مسرحية
-
الإبداع بين الحرية والالتزام
-
هوامش مهرجاناتية
-
الثقافة الجماهيرية من ثروت عكاشة إلى فاروق حسني
-
مسرح الثقافة الجماهيرية بين المد والجذر
المزيد.....
-
السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني
...
-
مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع
...
-
-طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري
...
-
القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
-
فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف
...
-
خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
-
*محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا
...
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|