شاشات وفضائيات حمراء ، صفراء وسوداء .

أحمد سيد نور الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4261 - 2013 / 10 / 31 - 15:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

إتفق المختصين فى مجال الأعلام عموما كان مقروء ام مرئى على تميز جودة أو رداءة الأنتاج بتخصيص اللون الأصفر كدلالة على وضاعة المنتج حيث انه اى الجريدة ،البرنامج او المحتوى يعتمد على أخبار الفضائح بين رموز المجتمع ،العلاقات المشبوه و الشاذ من الأنحرافات و الصفقات ليس لغرض سوى تحقيق كسب مادى أو الأنتشار فى السوق و قد يكون محتوى الأخبار فرز لخيال مريض لكاتب مغمور او صحفى مجهول أو شائعات ملفقة لتدمير و إنهاء سمعة بعض نجوم و رموز المجتمع .
و كانت وسيلة الحماية لقيم الأسرة و ثوابت الأخلاق بين المجتمع هى التجاهل التام لمثل تلك الفضلات الأعلامية و الأنشغال بتزكية النفس ،العقل و الوجدان بأرتياد أماكن لممارسة رياضة ،حضور ندوات أو تنمية مهارات و ملكات و مع حلول موجات النت و غيوم الفضائيات و لفشل معظم حكومات العالم الثالث فى إمتصاص و تدوير طاقات الشباب صارت الشاشات السينمائية ،المنزلية و القنوات الفضائية تنزع عنا لباسنا و تعرينا ليل نهار .
تأمل أسماء الأفلام السينمائية لموسم 2013 من عينة القشاش ،عش البلبل و ...
فالقماشة الدرامية تعتمد على ثلاث ألوان ... الأحمر للأثارة و الأسود للعنف و الأصفر للأفكار الفظه لتجتمع فى المسلسل او الفيلم الواحد ثلاث فيروسات قاتلة للقيم و الأخلاق .

• الأسود يشمل مسدسات مع وابل من الطلقات أو أسنة السواطير ،السنج و المطاوى البيضاء و أمواس لتسطير الوجوه و بتر للأوردة و الأطراف.

• الأحمر بملابس غرف النوم و البلاج أو إستعمال و عرض الملابس الداخلية كعنصر شد و إغراق فى الخيال او مشاهد لقضاء حاجة لشباب او رجال و لامانع من مشهد خاص بنظافة إمرأة او فتاة فى الحمام بالطرق التقليدية او البدائية ! دون مراعاة مستوى و عمر المتلقى أو وقت و زمن الأيام فمنها الجليل و المقدس كرمضان والأعياد .و لاننسى سحب الدخان و لفائف سجائر البانجو او الحشيش مع كل بطل/ ه فى كل الأحوال ضائع كان ام ناجح ،ضابط او لص ،إمراة او فتاة ! مع الحب و البغض ...إلخ

• الأصفر يكون بمناقشة الشاذ من المواضيع و الأفكار من علاقات مسمومة ،دعارة متنشرة مع كل صباح و تشويه و إغتصاب صورة المرأة الأنسانة بنقل و تصوير إنوثتها بشكل فج و ليس إنسانيتها فكل مطلقة ،أرملة أم عانس عطشى لفحولة الذكر حلال كان أم حرام ! فأين الحديث عن عقولها و عطاء قلبها و حبها للحياة و تلويث الأحياء الشعبية و نسائهن الفقراء الفارعات الجمال أنهن يعشقن او يسعين الأغواء و الأغراء المبتذل كما فى كاميرا خالد يوسف و منتجات السبكى فيلم .او إنتهاك حرمة و براءة الأطفال بتعريضهم للأفاقة الجنسية مبكرا كما فى مشاهد فيلم 8 % وهم يسكرون و يشربون المكيفات مع تلفظهم بفضلات العبارات و الجمل سواء هم أنفسهم أو من يشاهدونهم من أمثال أعمارهم.ناهيك عن قصص تتناولها الأفلام كزنا المحارم ، تبادل الأزواج والسحاق.
أصبتنا البلادة الأخلاقية بغمرنا فى مستنقع البذاءة اللفظية و الللقطات القبيحة فبعد ان كنا نخفض صوت أو نغمض عن رؤية لقطة أم مشهد لضرر او خجل قد يعترينا تبدلت القيم و إستعذبنا الجمل القبيحة و الألفاظ البذيئة و الأيحاءات الجنسية لا شعوريا ثم أقنعنا أنفسنا بأن هذا هو واقع حالنا و حقيقة حياتنا فبعد هضم العسير صار يسير أن نقول الفحش بيننا و ننقله لصغارنا .

ثم لخداع المتلقى تلصق عبارة + 18 بدعوى التحذير و الأنذار لمحتوى المنتج !!! وهى مصدر جذب أكثر من عنصر رفض من قبل عموم مراهقى الشباب ،متصابى الرجال و فاقدى عمل .

التركيز على الجمل الكريهه و القبحة بكثرة دون الحاجة لها و عدم مناقشة الأنحراف الخلقى و السلوكى لأبطال القصة او البرنامج بشكل علمى صحيح فلا نفهم مثلا كيفية معالجة و معاملة المدمنيين او المنحرفين جنسيا ، أثر التربية و القهر على الفرد أو مسببات إنفصال و نفور الزوجة من زوجها نفسيا دون الداعى و الحاجة لربط هذا بمشاهد خيانة كاملة أو سعادة بالأنتقام منه بدعوى رصد و نقل الواقع و كأننا نسوق و ندعوا للفعل لا أن نرصده و نعالج مضاره أو نمنع إنتشاره .
لعنة الأسفاف و البذاءة طالت المثقف قبل العادى من بعض الناس ،فصار الأعلامى ،الطبيب و الصحفى أم الفنان يتبنى شعار " البذائة مفتاح المهابة "

فى أى مجموع من البشر هناك الجيد و الردىء فأنقل و ساهم فى تعليم و تحديد الجميل من صفاتهم و تعاملاتهم كما تجتهد و تكّل فى بث الكريهه و الشذ من سلوكياتهم .
إن كنا نحن هكذا ،فكيف دامت مصر و كيف إستمر عطاء الخير فيما بيننا ؟

#أحمد_سيد_نور_الدين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات