جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4260 - 2013 / 10 / 30 - 00:57
المحور:
الادب والفن
قلب الرجل و معدته
كان ذلك يوم الاحد وقت الغداء و عطلة نهاية الاسبوع تتقرب لنهايتها. كالعادة قامت زوجته بتحضير اكلته المفضلة. بدأ بالاكل و وهو يمدح زوجته على فنون طبخها و يشكو من حياته التعسة و واجباته اليومية المملة: نفس الشيء كل يوم مليت يا حبيبتي من هذا التكرار العفن..
ثم ظهر بريق على عينيه فجأة و بدأ: اتدرين ماذا؟ هناك صندوق كبيرمن الخشب في السرداب يشبه التابوت دعينا ننهي العملة الان. بدأ يأكل بنهم ما تبقى من الدجاج و البطاطس وهو يكرر مدح زوجته الى ان امتلات معدته. ثم وضع يده اليسرى على معدته و قذف بالاخرى بالبصل الموجود على المائدة على زوجته و يقول: الله يلعنك انت عارفة انا احب البصل و لكن هذا البصل حار اكثر من الفلفل الاحمر.
وضع السكين و الشوكة على المائدة و نظر الى زوجته بغضب: لقد نجحت مرة اخرى في امتلاء معدتي بالاكل و سوف لن سمح لك ذلك في المستقبل. فجأة اخذ الشوكة و ضرب بقوة على كتفها. وقعت الزوجة على الارض و الدم يسيل منها و لكنها نهضت بسرعة و ضربته بين رجليه برجلها و قبضت على المقلاة و ضربته بقوة في وجهه. حاول ان يرد عليها و لكنها كانت اسرع و اخذت سكينة المطبخ الكبيرة و طعنته عدة مرات في صدره.
تذكرت الصندوق في السرداب و قالت: نعم انت ذكرت التابوت وبدأت بسحبه الى الاسفل ثم هرعت الى المائدة لتجلب البصل و همست في اذنه: الان تستطيع ان تآكله الى ان تمتليء و اخيرا رفعت رأسها و قالت: اعلم ان الحظ لم يحالفني و لكنك تعرف ليس هناك طريق للتراجع. قالت الجارة: لا يمكن ان تكون الحياة مملة هكذا.
www.jamshid-ibahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟