أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - رواية-كلام مريم- لمحمود شقير والثورة الثقافية














المزيد.....

رواية-كلام مريم- لمحمود شقير والثورة الثقافية


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4259 - 2013 / 10 / 29 - 20:59
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
رواية"كلام مريم" لمحمود شقير والثورة الثقافية
عن منشورات الزيزفونة لثقافة الطفل في رام الله، صدرت في الأيام القليلة الماضية رواية"كلام مريم" للفتيات والفتيان من تأليف الأديب الكبير محمود شقير،وتقع الرواية التي صمّمها شريف سمحان ورافقتها رسومات لمصطفى الخطيب في 88 صفحة من الحجم المتوسط.
ومحمود شقير يؤكد من جديد مواصلته الخوض في عالم الابداع في أكثر من صنف أدبي، فهو يكتب القصّة القصيرة، والأقصوصة، والرّواية، وقصّة الأطفال واليافعين، والرّواية لليافعات واليافعين، وهذا ليس جديدا عليه، بل هو تأكيد جديد على أنّه يحلّق في فضاء واسع من الابداع.
وفي روايته هذه التي خصّصها ووجّهها للفتيات والفتيان يطرق أبوابا تكاد تكون بكرا في أدبنا المحليّ على الأقلّ. إن لم نقل في الأدب العربي على وجه العموم...فهو يطرح واقعا ليس بعيدا عن الخيال، بل هو يخلط الخيال الواقعي بالواقع المعاش، ليطرح بفنيّة عالية ثورة ثقافيّة تتمرّد على الواقع الاجتماعي بسلبيّاته وايجابيّاته، والثورة الثقافية التي يدعو لها محمود شقير ليست ثورة متشنّجة ولا هي مستحيلة التّحقيق.
فمريم طالبة الصّف التاسع، ابنة الخامسة عشرة من عمرها وبطلة الرّواية الرّئيسة، وتعيش في رام الله، وقعت في غواية التمثيل المسرحي بعد أن شاهدت مسرحية، تقوم فيها الممثلة بحماية طفل وتخليصه من قبضة جنود الاحتلال، فاستهوتها الفكرة وقرّرت أن تمارس التمثيل على المسرح، وعرضت الفكرة على والدها، فرفضها بداية، وعارضها شقيقها بشدّة، لأن نظرة المجتمع الى التمثيل والفنون سلبية، لكنها استطاعت اقناع والدها بالموافقة، وشاركت في تمثيل مسرحية مع شباب وشابّات، وصادقت زميلها كنعان. وأعجبت به وأعجب بها، لكنه اعجاب بريء، وكنعان هذا ولد وعاش في عمّان، وهو يحب الرحلات فزار العقبة، ومرّ بالبتراء تلك المدينة الورديّة المحفورة في الصّخور، والتي تأسر قلوب زائريها، كما زار عجلون في شمال الأردن، ومن هناك شاهد بلاده فلسطين، أي أنّه جاب الأردنّ من شماله الى جنوبه بحرّية تامّة، وعندما عاد الى رام الله، هالته الحواجز العسكرية الاحتلالية، التي تحاصر المدن والبلدات الفلسطينية، وتحكم حصارها للقدس الشريف، وهو ينحدر من قرية يالو، إحدى قرى اللطرون التي دمّرها المحتلون بعد حرب حزيران 1967 مباشرة، وهي"عمواس،يالو وبيت اللو" بما في ذلك البيت الذي ولد وعاش فيه والدا كنعان، وعملوا على أطلال هذه القرى ما أسموه"منتزه كندا" تخليدا للصداقة الكندية الاسرائيلية. ولمّا كان كنعان ومريم غير قادرين على زيارة القدس والتواصل مع مواطنيها، فقد زارهم فريق رياضي بقيادة الشاب المقدسيّ عثمان، وتسابقوا ولعبوا لعبة شدّ الحبل، وقاموا برحلة في رحاب الطبيعة.
غير أن مريم منعت من الاستمرار في التمثيل بعد هروب فتاة من بيت والديها من الحارة التي تسكن فيها.
ويتطرق الكاتب الى الغيرة بين الأشقاء الأطفال، من خلال العلاقة المشحونة بالتوتر بين مريم وشقيقها، لكنهما اكتشفا مدى حبّهما لبعضهما البعض عندما مرض الشقيق وأصيب بالحمّى.
كما تحوي الرواية مشهدا في رحلة جماعية الى البحر، عندما نزلت الفتيات الى البحر بملابسهن، في حين نزلت مريم بملابس البحر التي اشترتها بمعرفة وموافقة والدتها.
وتتواصل الحياة غير المستقرة في رام الله نتيجة وجود الاحتلال، فهناك فتاة تهرب من بيت والديها، وهنااك أخرى تتزوج وتقام لها حفلات الغناء، وهناك جنازة شهيد أيضا، وبيوت تتعرض للهدم من قبل المحتلين. انها التراجيديا الفلسطينية.
وقد قلنا أن الرّواية تحمل في ثناياها ثورة ثقافية، أو لنقل تمردا على ثقافة سائدة، ويتمثل هذا من خلال مشاركة مريم في التمثيل مع فرقة مسرحية، وهذا المجال لا يزال مغلقا أمام الغالبية العظمى من النساء الفلسطينيات والعربيات، وكذلك الأمر بالنسبة للسباحة بملابس البحر. وقد شاهدنا في الرّواية أكثر من سباق بين مريم وكنعان، وبين فريقي كنعان وعثمان، وفي كلّ فريق عدد من الفتيات، وهذا دلالة رمزية على أن الحياة لا تستقيم إلا بمشاركة الذكور والاناث. كما أن الرّواية تطرح زيارة القدس ليس من خلال التسلّل اليها، بل بالخلاص من الاحتلال الذي يحاصرها.
وأديبنا شقير السارد البارع، وصاحب اللغة الجميلة والثرية، يطرح حكايات الرواية بأسلوب شيّق بعيد عن المباشرة والخطابية والوعظ والارشاد، ليترك الهدف المنشود للقارئ يستنبطه من بين السطور، وهذا هو الابداع.
29-10-2013



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر نزيه حسّون مشتعل في لحظة عشق
- -رواية- القابضون على الألم لمحمد عميرة
- درس أيسر الصيفي الأخير في اليوم السابع
- أيّام العيد
- أوراق مطر نسب أديب حسين المسافر في ندوة مقدسية
- المعلم يتعلم
- أوراق مطر نسب أديب حسين المسافر
- التدبير المنزلي في مدارسنا
- التعليم اللامنهجي
- تسرّب الطلاب من المدارس في فلسطين
- الزواج المبكر في مدارسنا
- الحوافز التعليمية في مدارسنا
- التعليم المسائي في فلسطين
- التعليم المختلط
- حصّة التربية
- ملاعب المدارس وأهميتها
- وسائل الايضاح في التعليم
- لنضمد جراحنا التعليمية
- لحلّ ضائقة المدارس
- مواهب وإبداعات طالبات وطلاب المدارس


المزيد.....




- انتقادات تطال مقترح رفع شرط اللغة لطلاب معاهد إعداد المعلمين ...
- -روحي راحت منّي-.. أخت الممثلة الراحلة إيناس النجار تعبّر عن ...
- -عرافة هافانا- مجموعة قصصية ترسم خرائط الوجع والأمل
- الفنانة ثراء ديوب تتحدث عن تجربتها في -زهرة عمري-
- إلتون جون يعترف بفشل مسرحيته الموسيقية -Tammy Faye- في برودو ...
- معجم الدوحة التاريخي ثروة لغوية وفكرية وريادة على مستوى العر ...
- بين موهبة الرسامين و-نهب الكتب-.. هل يهدد الذكاء الاصطناعي ج ...
- بعد انتهاء تصوير -7Dogs-.. تركي آل الشيخ يعلن عن أفلام سعودي ...
- برائعة شعرية.. محمد بن راشد يهنئ أمير قطر بفوز «هوت شو» بكأس ...
- -خدِت الموهبة-.. عمرو دياب يقدم ابنته جانا على المسرح في أبو ...


المزيد.....

- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - رواية-كلام مريم- لمحمود شقير والثورة الثقافية