أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فوزي حامد الهيتي - ثابت شعبان والفعل الاصلاحي التنويري














المزيد.....

ثابت شعبان والفعل الاصلاحي التنويري


فوزي حامد الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 26 - 15:52
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


ثابت شعبان والفعل الإصلاح التنويري
ان الحركات التنويرية في العالم تقام على شكلين من النشاط هما المنجز التنظيري هو ما ينتجه المفكرون الكبار من نظريات فلسفية ومقولات ومفاهيم فكرية مثل مقولة العقل المنتج ومقولة الحرية ومقولة الدولة المدنية والمجتمع المدني ... الخ من من مقولات شكلت العقل التنويري وأسست لحركة التنوير التي ظهرت في أوربا خلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر وانتشرت في العالم ومنه العالم الاسلامي من خلال رواد النهضة العربية مثل رافع الطهطاوي ومحمد عبده وطه حسين ولطفي السيد. وفي العراق كان لجماعة الأهالي الدور الأهم ومن رموزها محمد حديد وعبد الفتاح ابراهيم. والمستوى الاخر من حرك التنوير كان بفعل رجال ميدانيين ساهموا بترجمة تلك النظريات ونقلها الى مستوى الممارسة لعملية وهم النشطاء في مجال الثقافة والسياسة الذين شكلوا بوءر تنويرية إصلاحية داخل المجتمعات
ثابت شعبان احد هؤلاء الذين آمنوا بضرورة إصلاح وتنوير المجتمع العراقي وتجلى ذلك بنشاطه الساسي والاجتماعي منذ أربعينات القرن الماضي الى اخر ايام حياته.
لا شك انني لا اعرف بواكير حياته السياسية ولا اصلح للحديث عنها ولكنها بالتأكيد لا تختلف كثيرا عن مجمل النشاط السياسي لرجالات تلك المرحة آلتي كانت خيارات انتماءاتهم السياسية خاضعة للفضاء الفكري العام ولحوادث فردية ساهمت في تحديد انتماءاتهم الفكرية ( وهنا لا اريد ان أقلل من حجم الاختلافات بين القوى السياسية آنذاك ولا من أهميتها، ولكني حاولت وصف الوعي السياسي لتلك المرحلة)، والفضاء الفكري العام كان يدعو الى ضرورة احداث تنمية ثقافية وحضارية تتحقق إصلاحا سياسيا حقيقيا وعدالة اجتماعية.
تبنى ثابت شعبان ثقافة هذا الجيل وكان عنصرا فعالا وايجابيا في الحركة الوطنية العراقية. وبحسب مفهوم كرامشي يعد ثابت شعبان أنموذجا للمثقف العضوي الذي تبنى بحق هموم وطموحات مجتمعه .
عرفته ولأول مرة عن قرب في المعتقل سنة 1980 ولكني عرفته بشكل افضل خلال العشرين سنة الأخيرة حيث كنا نزوره باستمرار ونتبادل معه شؤون وشجون الحياة السياسية والاجتماعية .... يروي لنا تجربته السياسية وخبراته ويحاورنا بقضايا الساعة بذهنية شاب متوقدة يتقبل الاختلاف ويتفاعل مع آراء الاخر المختلف بعقلية نقدية وبقدرة عالية على التفاهم والتفاعل
هذه الصفات المنفتحة مكنت ثابت شعبان ان يقيم علاقات سليمة وصحية غير متشنجة مع القوى السياسية الاخرى المختلفة عنه فكريا والتي كان لها حضور في الساحة السياسية وبخاصة مع التيار القومي البعثي والناصري وكان يقول دائماً: السياسي الناجح هو الذي يستطيع ان يكسب ثقة الناس به ويوصلهم الى درجة الاستعداد للدفاع عنه وحمايته من الأجهزة البوليسية والسياسي الأكثر نجاحا هو الذي يستطيع اكتساب احترام الآخرين له وبخاصة من القوى السياسية الاخرى لذلك كان يتفاخر ان لديه علاقات متينة مع اغلب القوى السياسية في الساحة العراقية ....
كان لا يرضى الإساءة في الحديث عن الآخرين حتى مع أكثرهم خصومة معه وكان يؤكد على ضرورة توجيه الجهود الى توحيد القوى وليس الانصراف الى الصراعات الجانبية التي تعيق عمليات الإصلاح والتنمية والتي هي في اعتقاده هم ومطلب للجميع. يجب ان نفترض حسن النوايا عند الآخرين وان اختلفوا معنا فكريا او منهجيا وبدون هذا الافتراض لا يمكن إقامة علاقات جدية وصحية بين القوى الوطنية فالبديل عن هذه العلاقات هو الإقصاء والإلغاء وهذا بالضرورة سينسف الحياة السياسية برمتها ولن يوجد فيها تيار منتصر بل ما يسفر عن ذالك ضخراب وفوضى
هذا هو ثابت شعبان القائد الميداني والمصلح الاجتماعي الذي يأبى ان يعمل خارج خيمة الوطن الخيمة التي تحتوي الجميع بلا استثناء وخير الناس عنده أنفعهم وأكثرهم قدرة على التفاعل والعطاء خدمة للوطن وأخيرا نقول: رجل بهذا الوصف والمقام لا يمكن ان يحسب على اتجاه سياسي بعينه ومدرسة فكرية بعينها بل هو ملك للحركة الوطنية برمتها وارث للوطن.



#فوزي_حامد_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو اسمعت حيا يارفاعي
- السجناء السياسيين ومؤسستهم العتيدة
- ماركس ضد الماركسية
- نحو بناء مجتمع مدني مفتوح
- هل هناك حل لازمة العنف الطائفي في العراق
- الصراع الحضاري والحلم الفلسفي : قراءة اولية في فلسفة مدني صا ...
- الوداع الاخير لمدني صالح ... الانسان الفيلسوف


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فوزي حامد الهيتي - ثابت شعبان والفعل الاصلاحي التنويري