صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 4256 - 2013 / 10 / 25 - 16:03
المحور:
الادب والفن
في المرآة،
لم أرَ شيئا يُحسّ كما تحسّ الحياة
أرى ما يشبه قطعة فيديو قادمة من التاريخ الأثيني على وجه الخصوص
لا أرى الاّ منحوتة نفسي
منحوتة إيروس المذبوح
منحوتة العيون البيضاء المثقوبة
منحوتة الأذرع المكسورة
منحوتة الجبين المهشم
منحوتة العيون المدمّمة
والأقدام المعلّقة على الفراغ
منحوتة الدم الأزرق
والصدر المحشو بالنار
منحوتة القفا المسلوخ
واللحاف الأسود
ولكن في المرآة،
الأفخاذ البيضاء النقية أيضا لا أراها الا منحوتة
مثلما أرى المنحوتة مقطوعة الرأس
ومنحوتة الركبة المحطمة
والنهد الممرّغ في التراب
رأيت كل المنخوتات التي أعرفها دفعة واحدة
لم أرَ مطلقا المنحوتة التي أحبها:
صاحبة المطارية الحمراء
المطارية البنفسجية- البيضاء
ولكن لا بأس
فالمنحوتة تدوم أكثر إذا نُحتت من قلبي
ولو غابت عن المرآة
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟