أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الأزمةُ والعقلُ














المزيد.....

الأزمةُ والعقلُ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4256 - 2013 / 10 / 25 - 07:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أي نظام اجتماعي في تطوره المعاصر يحتاج إلى التطور المستمر للإنتاج وحياة المنتجين، وعدم دخول الفوائض الاقتصادية والطاقات العضلية الفكرية المتطورة إلى التطور الاقتصادي الاجتماعي ينتج تناقضات عميقة في البنية بحاجة لتحليلات متعددة معمقة وتحولات على ضوئها.
فشل الثورة الفرنسية في جلب الرخاء كان بسبب مغامرات نابليون العسكرية وبدلاً من استمرار انهمار الفوائض بسبب الغزو للعديد من البلدان جاءت الجيوش الأجنبية لفرنسا واستنزفت دخولها.
لهذا دخل وعي الثورة في أزمة خاصة بعد عودة الإقطاع وعدم القدرة على تطوير البنية الرأسمالية وتغيير حياة مختلف الطبقات للأحسن.
هذا ما عرفت كيف تشتغل عليه الرأسماليةُ البريطانية عبر الغزو الأجنبي وجلب الفوائض وخلق استقرار متطور للطبقات المنتجة وتوسيع دور العلوم التجريبية والآداب الواقعية.
فيما بعد حين غزت فرنسا الجزائر ووظفت سبل عيش أوسع للشباب تقلصت هذه الأزمة على حساب شعب آخر.
هذا ما تعانيه البنى الاجتماعية العربية فمع تجمد كل بنية اجتماعية عن التطور وعجزها عن دخول البنى الرأسمالية الحرة يعود الوعي العام للوراء، فيرى الناس العاديون المأزمون من النمو أن الآراء الحديثة التي اتسع نطاقها ليست مطابقة للحقيقة، وأن الوعي القديم الديني ملاذ آمن من هذه التحولات الصاعقة المخيفة، الملأى بالكوارث وعدم الاستقرار، أو يتم العودة للوعي القومي العربي حين قام بتجارب بناء مرحلية.
الوعي المضطرب زمن الأزمات الذي يصيب الفئات الوسطى والعمالية وقوى الفلاحين الفقيرة يعتمد على أفراد وفئات صغيرة منتجة للأفكار والثقافة فعلى مدى قدراتها التحليلية للأوضاع العامة ودرسها للبنية الاجتماعية وتناقضاتها وكيفية تطورها المفيد لمختلف السكان، وعدم لجوئها للاعقلانية والارتدادات الخلفية فإنها قادرة على تحديد المشكلات العامة وطرح علاجات لها عبر مختصين سياسيين من رؤاها.
هزيمة الثورة الفرنسية ودخول القوى الأجنبية وعودة البناء إلى الوراء خلق اضطرابات لمدى عقود حتى بدأ التوسع الخارجي.
وفي دولنا لم يعد مقبولاً ولا ممكناً توسع الجمهوريات الثورية على حساب شعوب أخرى، وإيجاد غنائم من الخارج، وقد حاولت بعضها القيام بذلك عبر التوسع والغزو أو استمرار الهيمنة على أقاليم أخرى، بدون تغيير البنى الإنتاجية الداخلية المتخلفة، أو العودة للوراء وإعادة دولة المذهب العابرة للحدود، وهي كلها تعبر عن انسداد رؤية تحليل الداخل وفتح المجالات للفئات الوسطى والعمالية والفلاحية بتغيير أنماط عيشها، وتقليص هيمنات الرأسماليات الحكومية.
وإذا كان هذا مغايراً للدول النفطية التي ليست لها شهية التوسع إلا أن مشكلات هذه هي تسريب الفوائض المالية الكثيرة للخارج بأشكال شتى وترك البنى الاقتصادية الاجتماعية في حالات شظف وتقتير.
في هذه البنى تتوجه الرساميل لخلق مؤسسات الربح السريعة والأجور المنخفضة مع تضخم هياكل الدول بالموظفين.
عجز أي دولة خاضت ثورة وفشلت في تجديد البنى الاجتماعية ولجوئها للغزو والتدخلات يحتاج إلى عودة لتغيير الهياكل الاقتصادية المحافظة وتوسيع عمل القوى المنتجة الشابة خاصة، ولا تؤدي الغزوات والتدخلات إلا إلى تعقيد التطور كما حدث بين فرنسا والجزائر، حيث ولدت كارثة غزو فرنسا للجزائر حروباً عديدة، وتعقد التطور السياسي في الجزائر حتى صار جيش التحرير الوطني عقبة في نمو الجزائر الديمقراطي، ولهذا نرى أن المغرب وتونس اللتين لم تدخلا مثل هذه العلاقة العسكرية الدامية تطورتا بشكل مختلف أكثر مرونة.
في المشرق الإسلامي الذي كرر هذه التجارب بين ثورات وانقلابات فاشلة وتنامي رأسماليات الدول الشمولية والحروب تعاني شعوبه من انسداد طرق التطور السلمية وتفكك الخرائط السياسية وغياب تقرير مصير الشعوب وتحتاج إلى قراءات عميقة في هذا التطور المعقد المريض وإصلاحات مختلفة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بؤرةُ الوهمِ قديماً
- سحرُ البيانِ
- القمة المضطربة لأمريكا
- مصطلحُ (الحرة) الاقتصادي الاجتماعي
- المعتزلةُ برؤيةِ إسحاق الشيخ يعقوب(2-2)
- المعتزلةُ برؤيةِ إسحاق الشيخ يعقوب (1-2)
- في التطورِ العربي العام
- ضد الانحدار المشترك
- في جدلِ المعارضة
- عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (2)
- عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (1-2)
- نقابيةٌ مستقبليةٌ
- تراكمُ الإرثِ النضالي
- الشباب والماضي
- السيرُ للوراء
- حين تتسعُ الرؤيةُ تتطورُ العبارةُ
- علاقاتُ الوعيين القومي والديني
- القوميون في الخليج (2)
- الحركةُ القوميةُ في الخليج (1)
- الإيديولوجيا والواقع في الخليج


المزيد.....




- أرضية الجامعة الربيعية لأطاك المغرب الدورة 19
- الجزائر - فرنسا: الجزائر تأخذ علما بقرار باريس مطالبة 12 موظ ...
- بروكسل
- الولايات المتحدة توافق على بيع المغرب 600 صاروخ ستينغر
- تونس: تجدّد الاحتجاجات في المزونة بمحافظة سيدي بوزيد لليوم ا ...
- فرنسا: ما وراء الهجمات على السجون؟
- غروسي يرى إيران -غير بعيدة- عن تطوير قنبلة نووية وعراقجي يعت ...
- مظاهرة لصحافيين فرنسيين في باريس ومرسيليا تضامنا مع زملائهم ...
- الحوثيون: سلسلة غارات أميركية على صنعاء والجوف
- المحللون: الجماعات المسلحة وراء اختطاف المواطنة السويسرية بأ ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الأزمةُ والعقلُ