|
في الذكرى الثانية لإستشهاد الرفيق الماركسي اللينيني كمال الحساني: أنرثيك يا كمال ؟
الرفيق حسام
الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 17:40
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
مقام المقال : دحض الاسترزاق ليس بالهين أن نكتب عن الشهيد أو من أجل الشهيد، فأول ما يوصد أبواب المغامرة ما يسود من تهافت ولهث وراء التحدث بإسمه وإعلاء يافطات الانتساب والإنتماء والحرص على السير في خطاه بالشكل والمضمون الذي يرتضيه لنفسه كل لاهث ومتهافت، وهو ما قد يشوش الصورة التي تأبى إلا أن تحضر بكامل لمعانها وبريقها الآخاذ الذي يزيل كل المغالطات والآكاذيب المروجة من هؤلاء وهؤلاء على السواء. هكذا فبمجرد أن سقط الشهيد كمال الحساني سال لعاب الكثيرين وقليل من مدادهم الذي يزور الحقائق، إلى أن جاء الرد قاطعا حاسما من لدن التنظيم الشرعي الذي انتمى له الرفيق قيد حياته وتربى في صفوفه وناضل تحت مرجعيته الفكرية وخطه السياسي الذي لا يقبل المهادنة ولا الاستجداء ... لقد أعلن فصيل الطلبة القاعديين الذي اختار المرجعية الماركسية اللينينية هوية له أن الرفيق كمال الحساني كان وسيضل أبد الدهر كالنسر فوق القمة الشماء، وأنه كان قياديا شيوعيا فذا يراكم من أجل التغيير الثوري المنشود، وأن نضاله لم يكن يوما مرحليا ولا قطاعيا محددا، بل ينصهر في بوثقة النضال الشعبي العام وفق متطلبات الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية. لم ينقطع يوما عن النضال الطلابي بمختلف جبهاته وخاصة ما تعلق بالمستوى الفكري والأطاريح النظرية والتصور السياسي الذي ناضل من أجله أيام كان طالبا مسجلا بالكلية، بل ظل يصارع كل الأفكار الشوفينية والإصلاحية والتحريفية واليسراوية الطفولية، معتمدا على ما قدمه الماركسيون اللينينيون المغاربة من إجابات في إطار منظمة إلى الأمام، وعلى اجتهادات الشباب الثوري في الوقت الراهن. هكذا فإن مقام الذكرى يستوجب أكثر من حديث ويستلزم إثارة عدة إشكالات لا يدعي هذا المقال المتواضع قدرته على الإلمام بها، لكنها محاولة أولى لا يسعها إلا أن تركع للشهيد على جسامة تضحيته، وتنوء عن أن تحمل من هول ما يريده البعض عن غير وجه حق. غصص الشهيد : جدل المكونات الثلاث حين فارقنا الشهيد كمال الحساني لم ينعم بوطن تسوده المساواة والعدالة الاجتماعية، ولم توزع فيه الثروات بشكل عادل، فكانت أولى غصصه : الوطن. لذا اختار أن ينخرط في النضال السياسي إلى جانب المقهورين من أبناء هذا الكيان المقطع الأوصال بسبب السياسات اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية التي ينهجها النظام الطبقي الرجعي القائم، واضعا نصب أعينه أفقا مغايرا يتجاوز الوضع الحالي ويهدمه عن طريق التغيير الثوري. حين فارقنا الشهيد كمال الحساني لم يشتد الهجوم الشعبي ضد التحالف الطبقي الرجعي المسيطر لدرجة أن تقلب فيه موازين القوى لصالحه وينتصر التغيير الثوري، فكانت ثاني غصصه : الثورة. إنها الطريق المؤدية إلى إزالة الغصة الأولى، إذ لا وطن بلا ثورة ولا ثورة بلا وطن : هذا هو جوهر ما كان يراكم له الشهيد إلى جانب رفاقه ورفيقاته ممن يقاسمونه أنشودة الثورة الحمراء. حين فارقنا الشهيد كمال الحساني لم يكن بمقدور الشعب أن يقرر مصيره السياسي والإقتصادي، بل ظل يرزح تحت نير الاستبداد، فكانت ثالث غصصه : الحرية. إنها الأيقونة التي تسعى أن تكتسبها الثورة حين تقوم على أسس علمية بقيادة طبقة ذات مصلحة فعلية في التغيير استنادا إلى القوانين المتحكمة في حركية التاريخ لا إلى النزوات والرغبات الفئوية والحزبية الضيقة. الوطن والثورة والحرية، هي مكونات ثلاث حمل عنها الشهيد تمثلين مفارقين لبعضهما البعض : الأول قاتم يتجسد في ما هو معيش بشكل فعلي يتوق إلى دكه وتخطيه، والثاني أرحب وأعدل ضحى بدمه وسنوات عمره من أجل أن يلجه كل الشعب بدون تمييز ولا تفرقة ... غادرنا الشهيد ولم تغادرنا غصصه وزادت ألما للرفاق من بعده، فلا الوطن أدركناه ولا الثورة ولا الحرية، لكن يقينا أننا نفتح أفقا من أجل بلوغ ما كان يصبو له؛ وهو ما اشترك فيه مع من سبقوه من الشهداء الأشاوس؛ ولن نحيد قيد أنملة عن تعميق الشرخ داخل الجدار المتآكل للنقيض الرجعي. إنه العهد الذي ترعرع عليه كل من انتمى إلى الخط الثوري ذوي القناعات المبدئية الصلبة. تذكرك في ذكراك، يا رفيقنا كمال، لا يعلو عن حضورك الاعتيادي الدائم في كل خطواتنا ومعاركنا النضالية إن على مستوى البناء الذاتي أو التحركات الميدانية الملموسة في مواقع الصراع الطبقي حين تشتد أو تخفت، ولك أن ترتاح إلى جانب خيرة من يرمز إلى الوطن القادم : زروال وسعيدة. يقينا أننا لن نفيك حقك لأنك أكبر من أن ترثى وأكبر من أن يتم التطاول أو التجاسر ولو على نقطة واحدة من دمك الذي سقي تراب جزء من وطننا الكبير الذي سيحتضن لا محالة إحدى كبريات ثورات العالم ضد الرأسمال والاستغلال رغم كل القيود. ولأننا لسنا من هواة الرثاء فإننا مستعدين للقتال من أجل قناعات الشهيد وتحقيق هدفه النهائي جنبا إلى جنب مع كل من يرى نفسه في خندق الثوار بإسم مباديء الماركسية اللينينية ووفقا لتصورها العلمي السديد. لك المجد يركع يا شهيد الوطن والثورة والحرية. دمت رمزا لكل شيوعيي هذا الوطن.
#الرفيق_حسام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|