أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بن جبار محمد - وزارة الثقافة الجزائرية و الغزو الوهابي














المزيد.....

وزارة الثقافة الجزائرية و الغزو الوهابي


بن جبار محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4254 - 2013 / 10 / 23 - 20:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تساهل ذوي الشأن الثقافي و الديني بالموجات المتعاقبة من التيارات السلفية المتطرفة التي بدأت تتغلغل في بنية المجتمع يهدد القيم المجتمعية و الدينية و الثقافية للمجتمع الجزائري .
فوزارة الثقافية و هي إحدى مؤسسات الدولة و تعتبر إحدى ركائز العمل الثقافي في التدويل الثقافي و القيمي للمجتمع و تمتين أواصر الجماعات الثقافية و الفنية و رعاية الروافد الثقافية و تعدد الثقافات وترشيدها لتصب في بوتقة الثقافة الوطنية و ترسيخ الثقافة الحقة المبدعــة .
لكن تقاعس وزارة الثقافة في تأدية مهامها و عجزها عن مواكبة التغيرات و إنكفائها و إقتصارها على إستهلاك الميزانية المخصصة في دفع رواتب الموظفين دون مساهمة تذكر في الميدان الثقافي .هذا ما يساعد في تعريض المكتسبات الوطنية الثقافية إلى الأفول و الإضمحلال بل و عدم الرغبة في تناول المادة الثقافية .
فالتحديات أكبر في مواجهة اعاصير التيارات المتطرفة و الفكر المتطرف , حيث أن فئات كبيرة من المجتمع و خاصة شريحة الشباب وجدت لدى الفكر الديني السلفي بيئة مناسبة للتعبير عن اليأس و التهور و الإحباط . فوزارة الثقافة و الهيئات الثقافية الموازية التي تحت وصايات مختلفة أو المستقلة , لا يهمها سوى دفع رواتب موظفيها دون إسهامات حقيقية . نعترف من جانبنا أن تنمية الذوق العام بالثقافة الوطنية و الفن المحلي ليس بالأمر الهين , لأن الإستعانة أو إسترجاع المرجعيات الثقافية و الفنية و التاريخية و وضعها في الواجهة يتطلب شجاعة حقيقية من السلطة السياسية من خلال الإعتراف بالنخبة الثقافية و الفنية .
المثقفون و الكتاب و الشعراء و الفنانون الذين هم متمردون بطبيعتهم , جزء من التمرد وليد للظلم التاريخي الذي لحق بهم من جراء سياسات خاطئة منذ إستقلال الجزائر على الأقل او محاولة تدجينهم و أدلجتهم أو تكميمهم أو إيجاد بدلاء في صورة مثقفين مزيفين و أقل موهبة و وضع أيضا أجهزة صماء و هياكل قاصرة في العمل الثقافي و الفني .
السياسات الخاطئة المنتهجة بإعتماد "الساحة الشاغرة" أكيدا أنه يوفت فرص حقيقية وثمينة في صد ثقافة التطرف التي تقتات من الفراغ الكبير , فبدلا من بناء و تشييد صروح ثقافية و تأهيل الإطارات الثقافية و الفنية نجد ان فلسفة السلطة تتوجه وجهات أخرى مستسهلة الأمــر و تنم في الوقت نفسه عن جهل و إحتقار كبيرين .
ظاهرة التطرف الديني كــواحدة من الأسباب المباشرة و غير المباشرة من غياب أرضية ثقافية و فنية جادة في الجزائر .(التطرف كظاهرة أخذت أبعاد إقليمية و دولية بوجود شبكات معقدة مدعومة بالمال و السلاح و العتاد و الإعلام ) التي تعمل على تفكيك مفهوم الثقافة الشعبية و القيم المجتمعية و النمط الحياتي و المعيشي للمجتمع و أيضا تعمل على تقطيع علاقات الإنتماء بالوطن و التراب و المكتسبات الحضارية في خطر ماحق التي هي نتاج التجربة الإنسانية العميقة على مــر العصــور و الحقب .
التطرف في صورتيه المــادية و المعنوية لا يستطيع النيل من أمة أو شعب أو المساس بالرصيد الثقافي و الشعبي و لا يجد منفذا بين شرائح المجتمع إذا كان المناخ الثقافي و الفني حاضرا و مؤثرا .
على الأطراف التي تحمل مسؤولية الثقافة و الفن و خـاصة وزارة الثقافة أن تعي حجم المسؤولية الملقى على عاتقها كما ان من واجبها العمل مع وزارة الشؤون الدينية في وقف المد السلفي و الوهابي و في المقابل إشاعة تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة و السمحاء المرتكزة على مباديء المحبة و السلم بين أفراد المجتمع .
أخيرا ,يجدر بي القول أن العمل الأمني قــاصر في ذاته ما لم يكن تكامل بين العمل الثقافي و المؤسسات الأخرى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .



#بن_جبار_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تنتظرون من الجماعات المتأسلمة ؟
- تونس بخلفية سلفية
- بين الولاء و الكفاءة
- صداع إنتخابي
- الهوية كقضية مؤجلة..
- هل نحن فعلا بحاجة لأعظم و أكبر مسجد في العالم ؟
- نيل أمسترونغ في أبعد من مرأى العين
- المدخل الصحيح للعلمانية
- فلاسفة الأنوار الوهابيين
- فرحت فرحتان
- عندما يصبح الإلتجاء الى القضاء مضيعة للوقت
- أسوء اللحظات تلك...
- حديث عن الرجل المناسب..
- المناضل الفذ : في ذكرى هاشمي الشريف
- أزمة إنسانية في الأفق : الأشرفيون يموتون عطشا
- مغالطات التي تبناها و آمن بها و أستسلم لها الكثير
- أمورنا.. سمن على عسل !
- وقفة إكبار و إجلال في ذكرى- الحوار المتمدن -
- أمة محمد لا تقرأ
- هوت حين هوى الرئيس


المزيد.....




- فيديو يُظهر لحظات إطلاق النار في حرم جامعة ولاية فلوريدا
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن
- روسيا تستعرض درونات ومعدات عسكرية جديدة في بغداد
- وسائل إعلام: واشنطن ستسحب مئات الجنود من قواتها في سوريا
- اكتشاف طبي ثوري: علاج جديد لمرض باركنسون باستخدام الخلايا ال ...
- مقتل نحو 40 في هجوم للجيش الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي ...
- كولومبيا.. 3 قتلى و26 مصابا بتفجيرات استهدفت قوات الأمن
- مجموعة من العسكريين الأوكرانيين تستسلم في كورسك
- يوتيوبر أمريكي يواجه تمديد احتجازه في الهند بعد مغامرة خطيرة ...
- واشنطن تعلق على مصير سفينة قمح متجهة من أراضيها إلى اليمن


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بن جبار محمد - وزارة الثقافة الجزائرية و الغزو الوهابي