محمد الزهراوي أبو نوفله
الحوار المتمدن-العدد: 4254 - 2013 / 10 / 23 - 05:33
المحور:
الادب والفن
السّنْدبـاد
أنْتَ كُلُّ الْغِواياتِ
ولا إلاّك يَحْملُ
إلَيْها شَقائِقَ الوَجْد.
رُوَيْدَك.َ.في كُلّ
فَجٍّ تُرَتِّلُكَ الرّيحُ
أنْتَ غَيْمُنا تَظرِبُ
بِجَناحَيْكَ
يامائِيّ الْمَشْيِ.
وفي التّيهِ سِدْرَتُنا !
نَسْتَسْقيكَ أيّها
الْغائِبُ
امْرأتُك حُبْلى بِرُؤانا
مِنْ مِحْبَرَتي خَطْوُكَ
ومِن قصَبِ
الْوادي مَجيئُكَ الرّحْب.
تَجيئُ رَصيناً..
لَكَ مَهابَةُ تِمْثال
وتُطِلُّ مِن بُروقٍ زُرْق.
الْوَرْدَةُ التي خَلّفْتَ
هُنا مُنْـذُ
زَمَنٍ دائِماً حَزينَة
هِي البَراكينُ مُحاصَرةٌ
وأنا الصّواهيلُ مُلْجَمَةٌ.
تَجيءُ لا كَأحَدٍ ؟ !
أنْتَ لا أحَدٌ
وأنتَ هُيامـي.
أسْمعُكَ تَسيُر نَحْوَ
الْجَلَبَلَةِ وتُغَنّـي
بِأوْطانٍ وَهْمِيّةٍ..
كَمْ مَكاناً مِن رَمْلٍ
وَريحٍ يَشْكو غِيابَكَ
وحْدَك بيْن أسْراري
ووَحْدكَ كَأسُ أُنْسي.
عَلى الأقَلِّ مُرّ
هُنا أمامي كفَحْلِ عَبْسٍ
أوْ كَواحِدٍ مِنَ
الْجُنْدِ لأسْتَريح.
بِظِلٍّ لا يُحَدُّ
تَمُرّ أمامي في
الْمَراسي غيْر مُكْتَرِثٍ.
طوبى لكَ..
عَلى كُل منُنْحَدرٍ
ينْفَتِحُ أمامكَ الْجَنوب
فيالَيْتَ أيّها الْبَعيدُ
نَلْتَقي وَلوْ خَلْفَ
قُضْبانٍ أوْ عَلى
طَريقِ الغُرْبَةِ الْمَحْتوم.
أتقَرّاكَ يا الْغابِرُ..
مَشْمولاً بِالعُزْلةِ تقْطعُ
الأشْفاقَ بِخَطْوٍ ناعِمَ
الْوَقْعِ ولَكَ في
الْمَجاهِل روحُ الصّقْر.
أيْنَكَ سنْدبادَ التّيه ؟
لِماذا نَقْرَؤُكَ أيّها
الشّبَحُ وَلا نَراك؟
إلى الْتِماعِكَ
الزّاهي أمُدُّ يَدي !
أما زِلْتَ تبْتَعِدُ
أَ أَخْفَقْتَ يا طَيْرُ في
الْبَحْثِ عنّا؟
أما تَذَكّرْتَ أنّا
في الْعُشّ زُغْبُ
الْحَواصِلِ نَرْنو إلى
طيْفِكَ الكَوْنيِّ
مِـن سِنيـن ؟
أنا وقَعْتُ في
انْتِظارِكَ مِن تَعَبٍ
وَأنامُ في كُـلّ
الْمَحَطّاتِ حتّى يَجيءَ
قِطارُك مِن الْمَجْهول.
قُلْ أيّها الرُّبّانُ
أنَحْنُ تِهْنا أمْ
هُوَ ضَلَّ..
وَلمْ تَعُدْ تَنْفَعُ عَلى
السّواحِل صَيْحاتُنا ؟
أشْواقُنا إلَيهِ
ألْوانُها فاقِعَةٌ..
ونَهْمِسُ بهِ أكْثَر!َ
بِرَبِّكِ قولـي
أيّتُها لأقاصي..
أيَنْبَعِثُ مِنْ رَمادٍ ؟
يَحْضرُ أو لا يَحضُرُ
وَهلْ لا يَشْعرُ بِغُرْبَتِنا؟
نَحْن نُريدُ
الْتِحامَهُ البَحْري..
فهَلْ مِـنْ
نظْرَةٍ نَحْيا بِها ؟
قولـي لَـهُ
أنا زَفَراتُ الْمَدى
وَحيداً..
وَلا أصْحابَ لـي !
لأِراهُ قادِماً
وحْدي أسْهَرُ اللّيالي
وَأُطِلّ مِنَ النّوافِذِ.
إذْ طَويلٌ إليَّ
وإلَيْها في غابَةِ
اللّيْلِ دَرْبُهُ الْهمَجِي
#محمد_الزهراوي_أبو_نوفله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟