أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دارين هانسن - هو الوطن














المزيد.....

هو الوطن


دارين هانسن

الحوار المتمدن-العدد: 4253 - 2013 / 10 / 22 - 23:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو كان هناك شجرة واحدة مازالت خضراء لاقتلعت جذورها لتشبثت ببقايا من موت تمتد جذوره بعيدا فربما ينتشل أصابعي مرة أخرى ويمضي بي
حيث أخبرتها أن تتعالى عن دفن الأجساد وتقضم أصابع الموت كي يعيشوا فيها
بصقت من الخاصرة لحما يستنجد بالعراة
ومن المؤخرة كان يتصاعد صراخ يحرق بقايا ساقيها
ويمضي في الظلمة يبحث عن مضغة عن علكة يسد بها فم القتيل لتنتهي القصة بابتلاع علكة السندباد المرتبطة بقصص الطفولة
نحمل حقيبتنا بما بقي من قصص ومن صور انترنت ومن علب تبغ فارغة ونودع المطارات
وحين يبتسم لنا أول بار نركض منحنيي الرؤوس لنناقش وجع البلد
وتساءلت كثيرا عن وجعنا أهي المسافة اللعينة التي تفصلنا أو المكان الذي نلتقي به أم قصص تنمو في الظلال حيث الرطوبة المعفنة تهيء لها ما تحتاج
وفي ألبوم الصور الذي راجعته أكثر من ألف مرة كنت أبحث فيه عن تجعيدة وجهها
عن صلوات غفت فوق ركبتيها عن ثدي ارتفع ليحبط أصوات المتملقين
عن جعبة تبغ و بعض القش والعلكة
تركت ما بقي من صور وانشغلت بتفاصيل الأشياء بشكل الحلم هل لأحلامنا شكل أم لمأساتنا أشكال
هل لأمنياتنا أن تطرح مولودا جديد في هذه الظلمة
وهل اليأس فعلا هو ذاك المارد الغريب الذي يبتلع تلك الطفلة المقعدة
كضربة على مؤخرة الذاكرة وبين الجبال تذكرت منامها التي روته لي قبل مجيئي إلى هنا
في الجبال حيث لا يوجد أحدا لينتبه لصوتي مشيت صرت أنادي الرب كما قالت لي
وأخبره ما أخبرتني
لم يوقفني أحد في تلك البقعة الفارغة من شرنا نحن البشر
ما استوقفني كان أنني استغربت نفسي استغربت من أنادي ومن يسمع وأين هي تلك التفاصيل التي لا تنتهي من مناداتي
أيها سأعطيه الأهمية وأيها سأرمي به الى دفتر الارشيف كي أحضره مرة أخرى حين ينبهني منام أخر
لا يرهقني هنا سوى سؤال كيف يمكن لنا ان نتخلى عن الأشياء عن الدفاتر القديمة عن الذكريات والعشق المعطر بالشغف بالدموع
كيف يمكن ان تتقبل خساراتنا التي حاربنا من أجلها وحين حصلنا عليها بصقنا بها نبكي كل لحظة
هو لا يريدني أن أمشي وأنا كذلك ولا أريد أن أبقى
وبين البقاء والرحيل كهف كبير من الألام والضحكات المصورة
وبين الكهف والدموع بعض الطائرات القادمة أو المغادرة التي تحمل إحدانا وفي المطارات الاخر ينتظر او يودع من تحمله الطائرة
يطرق الباب جارنا الجديد الذي يتعلم العربية مجددا وانفتح على وضع البلد ليسألني عن معنى الهوية في ذاك البلد
عن التربة والأقلام والأصوات والرصاص والحلم والمعارضة والوطن والشيخ القاتل والشبيح المجرم والرئيس الذي يترأس كل تلك الجرائم في ذاك الوطن
يحترق الجبل الاقرع ويبقى التراب معلقا في ذقون الحمقى يتمسكون بحذاء قديم طنوا أنه رسالة الإله لهم
لتكوى به أجساد من خلقوا من غير نطفة او لون
تبا لذاك الرصيد الاعمى من الحماقة كيف تمكن شرقنا من تشويه أذاننا من سماع الطرق المزري على الأبواب بأن اغتصاب الإله مشرع من قبل العصابات
ليس اغتصاب جنسي كما تمارسه البشر ولكنه اغتصاب البشر تحت خيمة الوطن
كان يا سادة يا كرام لنا وطنا يشبه اليتيم عار القدمين متسخ الملابس صحته رديئة لكنه كان يمشي كل صباح يفتش في الحارة عمن يشتري المازوت القديم ويذهب بعدها الى مطعم الصاج
كان لنا وطنا يشبه الوطن عجوز مترهل يتكىء على عصاه ويمشي يسقط في احد الاسواق الشعبية فيركض لنجدته اصحاب المحلات المجاورة
كان لنا ما يشبه الوطن امراة عارية تبيع الجنس في المقاهي المغلقة ولكن اذا ما نست عباءتها ركض صاحب الهوا ولحق بها يا اختاه تستري
كان لنا ما يشبه الوطن مجنون يركض بعجلة يبصق على البوليس ويلعن الرئيس والحكومة فيتكفل به مخابرات الشارع
كان لنا وطن امراة عجوز اذا ما تعبت انت من السير تطرق على بابها فتاكل وتمضي باحثا ......
سجلت رقما اخر وعلبة تبغ اخرى ونقاش لا ينتهي مع جارنا المستشرق
كان رضيع ينمو وعجوز يموت
وجارنا المستشرق يريد ان يعرف عدد الطوائف في ذاك الوطن!!!
كان نبتة برية رشت بالسم الاف المرات فلم تمت أغصانها
وهل عاش أبناؤها يسالني ذاك الأحمق! ضغطت على زر الكمبيوتر معلنة انتهاء استراحتي
يغلق الباب خلفه ويمضي وأبقى مع شتات صور وشتات أشلاء وفتات ما تبقى من وطن
في زحمة الموت انشغل حفار القبور صار الدفن عادته اليومية التي يمارسها بدل الصلاة
وصار غسيل الموتى شيء من الذكرى
وصارت لعبة الاطفال المفضلة هي لعبة الشهيد
بئس لأمة عجنت من الموت والبؤس والجشع
وبئس للدكتاتوريين الذين همهم إشباع بطونهم الفارغة وتدفئة الكرسي بضراطهم الذي لا يتوقف
وبؤس لحماقاتنا التي ما إن حاولنا أن نستخدمها حرقنا بها ما بقي من ذاك الشتات
من أجل الأنا التي لا تموت رغم موتنا



#دارين_هانسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقط الإله
- حيث بائع القهوة بانتظارهن
- كاسك يا أيقونتي الجريحة
- موعد مع الجنون
- مساماته ميتة الأن
- مشيت رغم ذلك
- خطر تفكك المجتمع السوري الأن
- وطن وأنثى وحلم مشترك
- حان الوقت لإنتفاضة المرأة العربية
- أنا هي وهي أنا
- لاجئات لا سبايا
- مجرد فيلم أوقظكم
- طوبى لياسمينك الطاهر
- مفردات يومية 1
- سيدهم البطة تهنئتنا لك باتت قريبة
- دمشق تضع النقط على الحروف
- ألم يحن الوقت عنان كي تستيقظ
- كلهم بديل
- لربما بداية ديمقراطية
- ليست فقط اسماء


المزيد.....




- -فريق تقييم الحوادث- يفنّد 3 تقارير تتهم -التحالف- بقيادة ال ...
- ترامب: إيران تقف وراء اختراق حملتي الانتخابية لأنها -لم تكن ...
- في ليلة مبابي.. الريال ينتزع كأس السوبر على حساب أتلانتا
- وسائل إعلام: الهجوم الأوكراني على كورسك أحرج إدارة بايدن
- طالبان تنظم عرضا عسكريا ضخما للغنائم الأمريكية في قاعدة باغر ...
- عبد الفتاح السيسي يستقبل رئيس جمهورية الصومال
- إعلام: قد تهاجم القوات الموالية لإيران البنية التحتية الإسرا ...
- السجن لمغني راب تونسي سعى للترشح لانتخابات الرئاسة
- الأخبار الزائفة تهدد الجميع.. كيف ننتصر عليها؟
- هل تنجح الوساطة الأميركية بين لبنان وإسرائيل؟


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دارين هانسن - هو الوطن