أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - القمة المضطربة لأمريكا














المزيد.....


القمة المضطربة لأمريكا


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4253 - 2013 / 10 / 22 - 09:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمثل سياسة الرئيس أوباما محاولات ليبرالية لتخفيف أزمة النظام الرأسمالي الأمريكي الذي يقوده المجمع العسكري الصناعي وسياسات الحروب المكلفة التي أتبعها خلال العقود الأخيرة التي هي ذروة نشاط رأسمالية الدولة العسكرية الأمريكية خلال القرن العشرين خاصة.
لم تستطع أمريكا أن تماثل دول أوروبا التي انفتحت على اليسار والقوى الديمقراطية والليبرالية ومثلت شركاء في حكومات عديدة وتبدلت بهذا هيمنة القطب الواحد وأمكن للقوى الاجتماعية المتعددة أن تصيغ تطورات المجتمعات.
بدأ الإدراك لأزمة أمريكا العميقة منذ الآثار التي حفرها الحزب الجمهوري بحروبه الأخيرة في أفغانستان والعراق والتي تصاعد الغضب الشعبي ضدها حتى تحول موقفه ضد الحروب قاطبة.
ولهذا انشلت يدُ أوباما منذ الحرب ضد الدكتاتورية في ليبيا، فلم تفت أمريكا مكاسبَها المالية لكنها ابتعدت عن خسائرها البشرية والمادية التي لم تصب الدول الغربية الكبيرة المشاركة.
فرغم المذابح البشرية في سوريا غير المسبوقة خلال العقود الأخيرة فأنها لم تهز شعرةً عسكرية واحدة أمريكية، وغدا الخط الأحمر الممنوع تجاوزه من قبل الأسد مجموعة من الألوان وعمى ألوان عند أوباما، وكل هذا لبقاء الطبقة الحاكمة من ديمقراطيين وجمهوريين مسيطرة على البنية الاجتماعية السياسية المقلقلة التي ينمو العداء لها من قبل الجمهور الأمريكي.
أدرك الرئيس بأن الدخول في أي حرب جديدة سوف يرفع الغطاء عن قِدر البخار الذي تجمعت فيه ملايين الضحايا، وحتى الحرب الجوية الخاطفة والضرب من بعيد لنظامٍ مهترىء كنظام الأسد غدت ترعب الرئيس الأمريكي.
أما الجمهوريون منتجو الحربين الأمريكيتين السابقتين فهم لا يخشون من ذلك، خاصة الصقور منهم ولهم حساباتهم الدقيقة أيضاً، فالحرب سوف تؤدي للمزيد من سير عجلات الآلة العسكرية الصناعية، المولِّدة الكبرى للأرباح، كما أن أفقهم الليبرالي معدوم، وهم يودون تغيير كافة القوى والأنظمة الشمولية العسكرية لفتح الأسواق بقوة، لهذا فأن أوباما يتطلع لمكانة كبيرة باقية لحزبه عبر التركيز على السلام الداخلي والخارجي مع تفكيك تلك الأنظمة الشمولية في المنطقة وفتح الأسواق كذلك بأساليب أخرى، لكن البؤرة السورية المشتعلة ستؤدي لمشكلات كبرى لأمريكا وحلفائها في المنطقة خاصة عبر توسع دائرة الحروب وسريان نارها إلى بلدان أخرى، مما سيرفع التكلفة ويتطلب تدخلات حاسمة، وربما لهذا سيجد الجمهوريون نفوذاً أكبر لهم وعودة للحكم!
إن عدم قطع شهية (الفاشيين) في المنطقة سيجعلهم يمددون الحروب ولا يخافون من ردود أفعال دولية حاسمة لهم وكلما طالت الأزمة تمدد المتطرفون في جهات عدة وصارت سوريا المحطمة ميداناً لإنتاج كل أنواع التطرف.
إن الدين العام للولايات المتحدة الأمريكية حسب أرقام يوليو 2011 تخطى حاجز 14 ترليون دولار أمريكي وهو ما يناهز 98% من الناتج المحلي الإجمالي. ويبلغ نصيب الجهات الخارجية من هذا الدين 9,7 ترليونات دولار أمريكي أما الباقي ومقداره 6,4 ترليونات دولار فهو لأطراف داخل الولايات المتحدة كحكومات الولايات أو الحكومة المركزية.
إي أن بلداً نسبة مستويات صناعاته الكبرى كالفولاذ تبلغ 30% من إنتاج العالم يغدو شبه متسول على بلدان نامية، تعاني سياساته من خلل كبير، لم يكن الهدر العسكري إلا أحد أشكال أزمته، لكن أن تنقلب إلى سياسة ضائعة في دهاليز بعض الأنظمة العسكرية الآسيوية التي تجرها نحو حروب أخرى مدفونة تحت رمال أزماتها وعدم حل مشكلات شعوبها، فهي مشكلة ستؤدي لضعف الديمقراطيين الأمريكيين وتغلب الصقور عليهم وهو أمر يبين وهن هذه الديمقراطية فلم تجابه تلاميذ هتلر كما واجههم تشرشل بقوة وهو الأمر الذي سوف يفقس أمثالاً عديدة من الدكتاتور الدموي.
لهذا تغدو السياسة الأمريكية مراعاة للإخوان والقوى الطائفية عامة وبقاء مشروعها السياسي المؤدي للقلاقل وتفتت الدول العربية والإسلامية وتسريب مدخرات شعوبها إلى جزر البهاما وعدم تشجيع أية مشروعات قومية تعاونية بين كبريات الدول العربية والإسلامية، تتوجه للتصنيع والتسلح الذاتي.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطلحُ (الحرة) الاقتصادي الاجتماعي
- المعتزلةُ برؤيةِ إسحاق الشيخ يعقوب(2-2)
- المعتزلةُ برؤيةِ إسحاق الشيخ يعقوب (1-2)
- في التطورِ العربي العام
- ضد الانحدار المشترك
- في جدلِ المعارضة
- عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (2)
- عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (1-2)
- نقابيةٌ مستقبليةٌ
- تراكمُ الإرثِ النضالي
- الشباب والماضي
- السيرُ للوراء
- حين تتسعُ الرؤيةُ تتطورُ العبارةُ
- علاقاتُ الوعيين القومي والديني
- القوميون في الخليج (2)
- الحركةُ القوميةُ في الخليج (1)
- الإيديولوجيا والواقع في الخليج
- العداءُ للرأسماليةِ في الخليج
- اليسارُ في الخليج (2)
- اليسارُ في الخليج (1)


المزيد.....




- الملكة رانيا والأمير الحسين يهنئان ملك الأردن بعيد ميلاده
- بعد سجنه في -معسكر بوكا-.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح ...
- الجولة الثالثة.. بدء إطلاق سراح الرهائن في غزة و110 أسرى فلس ...
- من هي أغام بيرغر الرهينة التي أطلقت سراحها حماس الخميس؟
- هواية رونالدو وشركائه.. هذه مضار الاستحمام في الماء المثلج
- سقطتا في النهر.. قتلى في اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية قر ...
- مراسم تسليم الرهينة الإسرائيلية آغام بيرغر للصليب الأحمر في ...
- -كلاب و100 ضابط من أوروبا على حدود مصر-.. الإعلام العبري يكش ...
- أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يصل إلى دمشق في أول ...
- دقائق قبل الكارثة.. رجل يكشف آخر رسالة من زوجته قبل حادثة مط ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - القمة المضطربة لأمريكا