أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - مُتَوَرِّطٌ أخوك لا بَطَر














المزيد.....

مُتَوَرِّطٌ أخوك لا بَطَر


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 4253 - 2013 / 10 / 22 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نذكر من سني حكم الطاغية : المسرحية الدموية التي أخرجت ومُثلت على الساحة العراقية ، وبالذات في بغداد ، بعنوان أبو طبر . قام أبو طبر بالعديد من الجرائم ، قتلاً وإغتصاباً وإفناءً لعوائل كاملة روّعت أهل بغداد وأسكنت الخوف في القلوب ، وكانت كلّها من تخطيط ورسم الحكومة لتحقيق أغراض خاصة في فرض سيطرتها بأسلوب القوة الرادعة ، و ما رافقها من جرد وتفتيش جميع البيوت بحجة التفتيش عن المجرم والأسلحة . وبعد أن تحقق لها ما أرادت أعلنت إلقاء القبض على " المجرم " وعرضته على شاشة التلفزيون ، وتبيّن لكلّ مشاهد أن الرجل المعروض لم يكن بأي حال من اللياقة البدنية الخارقة التي كانت وسائل الإعلام الرسمية تلصقها به قبل إلقاء القبض عليه . وقد سرد الرجل في البرنامج جرائمه وكأنما يتحدّث إلى صديق له في جلسة في مقهى ، وليس كشخصٍ يتوقع أن يحاكم ويكون الحكم عليه بالإعدام . كان الرجال في ظل نظام حكم الطاغية أذكى بكثير من رجالات هذا الزمان ، فقد كانوا مستورين بنظام قمعي لا يسمح للألسنة مجالاً للحركة دون قطع إذا مسّت جهة رسمية بسوء ، حتى لو كان ذلك بصورة غير مباشرة . ولكن رجالات هذا الزمان أخذوا يطبقون ما كان في جعبة النظام السابق من جرائم القتل والإغتيال وتربية الميليشيات المسلحة وإطلاق العنان لها في إرتكاب الجرائم ناسين أو متناسين أن الألسنة قد أطلقت من عقالها وصار الناس يتكلمون ويتظاهرون ، ويشيرون بالبنان إلى المجرمين القابعين في الأبراج العليا . لقد إنكشفت عوراتهم في العمولات التي يجنونها من صفقات الأسلحة والطائرات والنفط المُهرّب والمواد الغذائية والطاقة الكهربائية والأجهزة " الكاشفة " للمتفجرات وغيرها ، أو في التستر على المجرمين وعدم تحريك الدعاوى ضدهم وفي تكرار تهريب المجرمين القتلة المحكوم عليهم بالإعدام ، وبالأخص أمراء القاعدة ، من السجون ، وعدم توصّل " لجان التحقيق " التي تشكلها الحكومة إلى أية نتيجة بل تستر الحكومة حتى على نتائج التحقيق التي قد تشير أحياناً إلى بعض الرؤوس الكبيرة فيها . أغبياءٌ هؤلاء إذ يعتقدون أنهم لا زالوا يملكون ورقة التوت التي تستر عوراتهم .

مسؤولٌ قابعٌ في وزارة الداخلية يدير جميع هذه القضايا ، لا يهاب أعلى سلطة في البلد ، بل بالعكس فإن الرأس الكبير هو الذي يهابه لأن الملف الذي تحت يد هذا يمسح الرأس الكبير ، فكم من " الكبار " يختارون لأنفسهم المنصب الأدنى ليعملوا بإسم الأعلى وينالون في نفس الوقت التغطية منه . فلقد إكتفى صدام حسين لمدة أحد عشر عاماً بمنصب نائب الرئيس مع أنه كان يمارس صلاحيات الرئيس فعلاً . وهكذا فالمسؤول القابع في وزارة الداخلية ، رغم أنه صرّح في مرّة أن أجهزة كشف المتفجرات لا تعمل ، في أحسن الأحوال ، أكثر من 40% ومع هذا فإن تلك الأجهزة لا زالت مستخدمة من قبل مفارز وزارة الداخلية دون أن تسحب من الإستخدام مما يؤدّي إلى عدم كشف المتفجرات التي يستخدمها الإرهابيون والتي تحصد أرواح العراقيين الأبرياء بالمئات يومياً . لقد إتهم أحد النواب الحكومة ، وهو على خق ، بالقتل العمد لأبناء الشعب .

إن ما يتكشف ، يومياً ، من تورّط الحكومة بكل أسباب الفساد والقتل والإرهاب ، وما يتكرر من ممارسة تهريب المجرمين من أمراء القاعدة المحكومين بالإعدام من السجون إنما هو إرهاب الدولة وإلاّ إن لم تكن هي راعية الفساد والإرهاب لكان بالإمكان تحسس ولو بصيصاً من التحوّل الإيجابي في الوضع الأمني ، ولكن الظاهر أن الحالة السلبية تزداد سوءاً يوميّاً ، وقد وصل تعداد الضحايا إلى عشرات الآلاف في غضون الأشهر الماضية .

إن تصريحات رئيس مجلس الوزراء أن لديه ملفات لو كشفها " لتصير بالبوكسات في مجلس النواب " وأنه خائفٌ على " العملية السياسية " إنما هي حركة مسرحية يمثل فيها دور " البطران الماسك بزمام الأمور" ولكن الحقيقة الساطعة أن أخانا " متورّطٌ " وأن غيره يملك الملف الأقوى الذي يجعله " سكتم ، بكتم وهم لا يخجلون " .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسمارُ جُحا في المنطقة الخضراء
- تبّت الأيادي
- حبلُ الكذبِ قصير !
- إنتهازية أعضاء المجلس
- أينَ المالكي من عبد الكريم قاسم ؟
- الداءُ لا يصلحُ دواءً
- الإفلاسُ السياسيّ
- طلَبٌ ساذج !!
- الذكرى الخمسون لإنقلاب الثامن من شباط
- جبالُ كردستان ... سندانٌ
- الصّراعُ مِن أجلِ البقاء ... بأيّ ثمَن
- الجوّ السياسيّ العَكر !!
- إبشِر يا المالكي
- نَحنُ ... إذاعة
- إلى ( المثقفين ) !!
- مَجلِسُ النُوّاب !!!
- ديمقراطية أم أوليغاركية ؟
- حذاري من الفخ
- قانون النشيد الوطني العراقي
- بلاءٌ إسمُهُ التوافق


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - مُتَوَرِّطٌ أخوك لا بَطَر