أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - الفرحة بالدستور














المزيد.....

الفرحة بالدستور


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 4253 - 2013 / 10 / 22 - 07:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند تأسيس دستور جديد للبلاد . ان كان رئيس الدولة – المؤقت أو الدائم – قد عمل هو بعينه , ومنذ شهور قليلة رئيسا للمحكمة الدستورية العليا . فبالطبع هو خير من يعرف أرقي وأحدث الطرق لتأسيس أفضل دستور . تستظل به كافة فئات وطبفات الشعب.
الدستور الذي يعبر عن وطن بكافة أبنائه . ويحويهم ويحميهم جميعاً كما حضن الوطن . معروف لكل الدنيا . ومعروفة نماذجه , ومعروف من الذين يجب أن يؤسسونه . ومعروفة الدول المثال التي تعتمده وتطبقه , والتي يجب الاقتداء بها .
لذا فمن الطريف أن يُجمع مختلف الناس لسؤالهم عن طلباتهم في الدستور الجديد !. وكأن الدستور الجديد هو سوبر ماركت – أو محل بقالة – جاري افتتاحه – ويراد سؤال أهالي المنطقة عن أكثر البضائع والمواد التي يكثر الطلب عليها من قبل أبناء الحي . خشية اختلاف تلك الطلبات عما يكون مطلوباً من قبل أحياء أخري .. فلا ينجح محل البقالة – أو السوبر ماركت . ويغلق أبوابه .. !

أن الدستور وثيقة ومرجعية سياسية . يُساس بها الوطن . و عندما تكون فئة غير سياسية . من فئات الشعب . تريد فرض ارادتها في الدستور بالقوة وبالتهديد وبالوعيد وعلي الجميع .. هنا فقط المشكلة .
وتتفاقم تلك المشكلة عندما تكون هناك سلطة رخوة , تنصاع لتلك البلطجة , وتكون لها مصلحة سياسية . في اقحام مواد غير دستورية وغير سياسية . في دستور البلاد . ولها مصلحة في أن تترك تلك الفئة غير السياسية , تدق لها مسماراً في جدار الدستور . يشبه مسمار جحا . وتجعل من المسمار حجة دائمة للدخول منه لكافة غرف ومواد الدستور .. للعب بها وتفريغها من محتواها وتسيير الوطن بحاله حسب هوي تلك الفئة .
طريقة تأسيس الدستور الجديد أو تعديل القديم – في توقيت لا يجوز فيه التعديل – بالطريقة التي تسير بها الآن : جلب الناس من مختلف الفئات لأخذ رأيهم – أو لجبر الخواطر ..! – في الدستور . . تذكرني بواقعة قديمة حضرتها حوالي عام 1968 - 1969 ( في عهد عبد الناصر ) ..
وفتها كنت أعمل - بالتعاون الزراعي – موظفاً شاباً . لم أكن قد أكملت 21 سنة . و كان المزارعون يشكون كثيراً من سؤ عمل المقاومة الجماعية لدودة ورق القطن. التي تجري بطريقة تخرب بيوتهم ..
وفي تمثيلية ديموقراطية . جاء للقرية التي كنت أعمل بها . أفنديات من المحافظة ومن العاصمة . لأخذ آراء المزارعين في المشكلة , ومعرفة رأيهم في أنسب الطرق لمقاومة تلك الآفة الزراعية . حفاظاً علي محصول هام . له أهميته في اقتصاد البلاد .
اجتمع الأفنديات بالفلاحين . وتظاهروا بالاستماع لأصحاب الشأن ..
وتكلم الفلاحون – أصحاب الشأن – كثيراً ومنحت الفرصة كاملة للتعبير . وأكد المزارعون علي أن المقاومة الجماعية تؤذي أعواد القطن وتدمر الكثير منها . وقال أحد المزارعين " أنا دكتور غيطي .. وأعرف أنا وأولادي كيف ننظف حلقلنا من الآفة . امنحونا المبيد عند الحاجة . وسنقوم برشه . ان هذا المحصول فيه قوتنا وكسوتنا . نحن وعائلتنا , ونحن أحرص علي سلامته من مقاومة جماعية تضر أكثر مما تفيد "
استمع الأفنديات للجميع برحابة صدر .. ثم انتهي اللقاء . وذهبوا ..
ثم جاء القرار باعتماد نفس السياسة القديمة . بعكس اردة الفلاحين , بعكس كل ما قالوه وبعكس مصلحتهم !
استفاد الأفنديات بالحصول علي بدل سفر .. وانتقال . وأجر اضافي , وبدلات نقدية أخري ...
و الفلاحون فرحوا بأن الأفنديات قد جاءوا خصيصاً الي قريتهم . من المحافظة ومن العاصمة . وأنهم تكلموا معهم براحتهم – ولا همهم – في حضور أتخن الأفنديات .... !!
أما محصول القطن – الضليع في اقتصاد البلاد - فقد كان هو الخاسر .. لأن المشكلة لم تعالج وبقيت كما هي ...!
أتمني ألا تكون تلك هي نهاية الحوار والنقاشات المصرية الكثيرة التي دارت وتدور حول الدستور .. محلك سر –
أتمني أن تكون هناك نتيجة أفضل ..

بقول آخر : الدستور ليس لبن العصفور – ولا هو ابرة واقعة في كوم قش - يجب تضامن الجميع في البحث عنه .
كلا .. بل كل الناس التي تفهم معني دستور وتؤمن بوجود دستور للبلاد . يحمي حقوق كل العباد المواطنين .. يعرفون أين هو وبأي الدول يطبق , وأهم ما يجب أن ينص عليه الدستور .
ولكن المشكلة :
فيمن لا يؤمنون بالدستور من الأساس – عدا ما برؤوسهم فقط - . ويجدون من يدعونهم للمشاركة في وضع دستور . ويعملون لهم حساب , ويحرصون علي تواجد هؤلاء الناس .. وعلي استمرار تواجدهم ا!!!
****************************



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الأديان تزرع حباً ؟
- الهوية والزهايمر - شعوب فقدت هويتها
- سفراء جهنم
- عشاق الحكم العسكري يرقصون كما الشياطين
- لمنع التدخل الأجنبي المسلح 2-2
- الضربة الأمريكية لمن في سوريا ..؟
- لمنع التدخل الأجنبي في البلاد 1 -2
- أبو تريكة.. رياضة وإرهاب !
- الديموقراطية والخلافة الاسلامية
- دائما قولوا لو .
- جيش مصر يستأصل الارهاب .. أخيراً ..
- عسكر واخوان = ريا وسكينة / كلاكيت
- إبادة الأرانب البرية بمصر تهديد للبيئة
- في ليلة القدر
- ما هكذا الثورات والثوار - 4
- نحو النور والحرية
- الثوار وجزاء سنمار
- مصر في ذكري 23 يوليو 1952
- عبور مصري جديد بعد نكسة حكم تلاخوان
- تمرد التلاميذ وتمرد الثوار


المزيد.....




- بعد رفضها الامتثال للأوامر... ترامب يجمّد منحًا بأكثر من 2.2 ...
- أوكرانيا تعلن القبض عن أسرى صينيين جُنّدوا للقتال في صفوف ال ...
- خبير نووي مصري: طهران لا تعتمد على عقل واحد ولديها أوراق لمو ...
- الرئيس اللبناني يجري زيارة رسمية إلى قطر
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- الرئيس اللبناني: 2025 سيكون عام حصر السلاح بيد الدولة ولن نس ...
- ابنة شقيقة مارين لوبان تدعو وزير الخارجية الفرنسي لتقديم است ...
- نتنياهو يوضح لماكرون سبب معارضته إقامة دولة فلسطين
- في حدث مليوني مثير للجدل.. إطلاق أول سباق عالمي للحيوانات ال ...
- بيان وزارة الدفاع الروسية عن سير العمليات في كورسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - الفرحة بالدستور