مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 4252 - 2013 / 10 / 21 - 23:02
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
مجموعة تشيرنوي زناميا ( الراية السوداء ) الأناركية ( 1903 – 1906 , 1908 )
"الهدف العام للمنظمات الأناركية الجديدة ( حوالي عام 1905 ) هو التدمير الكامل للرأسمالية و الدولة , لفتح الطريق نحو مجتمع المستقبل التحرري . لكن لم يكن هناك اتفاق حول كيف يمكن تحقيق ذلك . و تركزت النقاشات الأكثر سخونة على دور الإرهاب في الثورة .
في طرف وقفت مجموعتان متشابهتان , تشيرنوي زناميا ( الراية السوداء ) و بنزاشالي ( دون حكومة ) , تدعوان لشن حملة واسعة من الإرهاب ضد عالم البرجوازية .
تشيرنوي زناميا ( الراية السوداء – و هي شعار الأناركية ) , التي كانت أكبر مجموعة للإرهابيين الأناركيين في الإمبراطورية ( الروسية ) , كانت تعتبر نفسها منظمة أناركية شيوعية , أي أنها كانت تتبنى الهدف الذي حدده كروبوتكين في مجتمع مشاعي حر يكافئ فيه كل إنسان حسب حاجاته . لكنها استلهمت تكتيكاتها المباشرة التآمرية و الإرهابية من باكونين . اجتذبت مجموعة تشيرنوي زناميا أكبر عدد من الأنصار في المقاطعات الحدودية في الغرب و الجنوب . كان أغلبهم من الطلاب و الحرفيين و العمال , لكن كان بينهم أيضا بعض الفلاحين من القرى الواقعة قرب المدن الكبرى و قلة من العمال العاطلين عن العمل و المتشردين و اللصوص المحترفين و بعض ممن اعتبروا أنفسهم سوبرمانات حسب التعريف النيتشوي . رغم أن كثيرا من أعضائها كانوا من البولنديين و الأوكرانيين و من الروس , لكن المجندين الأكثر فيها كانوا يهودا . كانت الميزة الصارخة لمنظمة تشيرنوي زناميا أن أغلب أعضائها من الشبان , غالبا بين التاسعة عشرة و العشرين . و بعض أكثر أعضائها نشاطا كانوا في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة فقط .
كان كل الأناركيين في بيلايستوك تقريبا أعضاءا في التشيرنوي زناميا . تاريخ هؤلاء الشبان كان حافلا بالحماسة المتهورة و اللجوء المستمر إلى العنف . كانت منظمتهم أول منظمة تبدأ باستخدام الإرهاب ضد النظام القائم . منظمين في خلايا أو حلقات من 10 إلى 12 شخصا قاموا بتنظيم أعمال انتقامية ضد الحكام و السادة . و صبت دار نشرهم "الأناركية" سيلا جارفا من الإعلانات و البيانات اللاهبة المثيرة للحماسة معبرة عن كراهية عنيفة ضد المجتمع القائم و داعية لتدميره الفوري"
مأخوذ من كتاب بول أفريتش , الأناركيون الروس , ص 47
كانت المنظمة ناشطة في إيكاترينوسلاف , أوديسا , و وارسو و باكو . و بلغت المنظمة ذروة عنفها الدموي في نوفمبر تشرين الثاني و ديسمبر كانون الأول 1905 مع تفجير فندق بريستول في وارسو و مقهى ليبمان في أوديسا , أكسبت هاتان الحادثتان المنظمة صيتا واسعا .
من بين أعضاء تشيرنوي زامانيا كان فلاديمير ستريغا ( لابيدوس ) , بافل غولمان , نيسان فاربر ( الذي أصبح بطلا أسطوريا للمجموعة بعد أن قتل في انفجار قنبلة ) , بيدبي ( نيقولاي رومانوف , الذي حوكم في عام 1906 باسم مستعار تير – أغانيسوف ) , "تولستوي" روستوفيتسيف ( اسم شهرة ل ن . ف . ديفنوغوريسكي ) , و زوجته ماورسيا روستوفيتسيف , بوريس سبيرانسكي , الكسندر كولوسوف ( سوكولوف ) , فلاديمير كونستانتينوفيتش أوشاكوف ( "الأدميرال" ) , و ديمترييف أو ديمتري بوغوليووف ( كان عميلا للشرطة و قام بكشف خلية بيدبي في كانون الثاني يناير 1906 ) بوريس إنغليسون ( مؤسس دار نشر "الأناركية" ) , أنطون نيزبورسكي , آرون إيلين ( اسم الشهرة "غلينيكر" ) , اشترك ستة من أعضائها في تفجير ليبمان , خمسة منهم حوكموا ( أعدم ثلاثة منهم ) , مويسي ميتز ( أعدم ) , أولغا تاراتوتا ( حكم عليها بالسجن سبع عشرة عاما , هربت إلى سويسرا لكنها عادت و ألقي القبض عليها عام 1908 ) , م . م . إيرديلفسكي ( هرب و ساهم في تأسيس خلية "بوندار" في سويسرا ) , آخرون : ماترينا بريسيازنيوك ( أناركية أوكرانية فردانية , حكم عليها بالموت , ماتت منتحرة ) , إدغار خورن ( أناركي شيوعي , كان هو من أوصل حبوب السيانيد لبريسيانيوك ) , إيغناتي موزل ( أخو نيقولاي روغداييف ) , ليف أليشكر ( من أوديسا , أعدم ) .
من الصحف التي أصدرتها : "ليستوك غروبي بيزناتشالي" ( 1905 ) , "بونتار" ( 1906 , 1908 – 1909 , "المتمرد" ) , تشيرنوي زناميا ( الراية السوداء , صدر منها عدد واحد , ديسمبر كانون الأول 1905 ) .
كان القمع ضد الأناركيين وحشيا . في عام 1907 بدأ الوزير القيصري ستوليبين برنامجا جديدا "للتهدئة" . لوحق الأناركيون و حوكموا أمام المحاكم العرفية دون أية تحقيقات أولية , و صدرت الأحكام ضدهم خلال يومين و نفذت فورا . بدلا من الاستسلام لآلام و عار السجن فضل كثير من الأناركيين الانتحار عندما كانوا يحاصرون . و أولئك الذين قبض عليهم كانوا يلقون عادة خطبا تحريضية عن العدالة و الأناركية قبل أن يعدموا , على طريقة رافاشول و إميل هنري . بحلول عام ) 1909 ( كان معظم الأناركيين إما موتى أو منفيين أو مسجونين . لن تظهر الأناركية مرة أخرى في روسيا على السطح قبل عام 1917 .
نقلا عن http://recollectionbooks.com/bleed/Encyclopedia/ChernoeZnamia.htm
تتمة ضرورية - عن العنف
ليصبح مفهوما أننا نشكل في المجتمع الحالي طليعة جيش من البرابرة . أننا لا نحمل أي احترام لما يسمى فضيلة أو أخلاق أو صدق , و أننا خارج القوانين و الأوامر . إنهم يقمعونا , يحاكموننا , يطاردوننا . يجد المتمردون أنفسهم دائما أمام ذلك الاختيار الحزين : إما الخضوع , أي التخلي عن إرادتنا و العودة إلى القطيع البائس من المستغلين ( بفتح الغين ) , أو القبول بالحرب ضد كل النظام الاجتماعي . إننا نفضل الحرب ..... نحن داخل معسكر العدو , محاصرين , و مستنزفين . السادة , القضاة , الجنود , الشرطة , جميعهم موحدون لإخضاعنا . إننا ندافع عن أنفسنا – لكن ليس بكل الوسائل لأن الجواب النهائي الذي يمكننا أن نرد به عليهم هو أن نكون أفضل منهم – لكن مع الاحتقار الكامل لقيمهم و أخلاقهم و مواقفهم المسبقة . عندما يحرمنا المجتمع الحق في عمل حر فإنه يعطينا الحق في أن نسرق . و باستيلائها على ثروة العالم تمنحنا البرجوازية الحق في أن نستعيد , بأية طريقة ممكنة , ما نحتاجه لكي نشبع حاجاتنا . لأننا لاسلطويين , تستحوذ علينا إرادة ملتهبة لنعيش أحرارا دون أن نقمع أي إنسان , و دون أن يقمعنا أحد . المجتمع الحالي القائم على الفردانية العبثية للأقوى , و على الظلم و القمع , يحرمنا من ذلك . فيكتور سيرج , 1909
لقد تخليت منذ وقت طويل عن وجهة النظر المسالمة البحتة في أنه يجب على المرء ألا يدعم الثورة الاجتماعية إذا كانت عنيفة ... لكني ما زلت مقتنعا بأن أية ثورة ستفشل في إقامة الحرية و الإخاء بقدر ما تستخدم العنف , استخدامها للعنف سيؤدي بشكل حتمي إلى الهيمنة , و القمع , و الوحشية – فيرنر بروكوي , ناشط سلام و يساري بريطاني
فرانز فانون : العنف هو إنسان يعيد خلق ذاته
الإنسان حيوان في الأساس . الحيوانات , على خلاف الإنسان , لا تتصرف كالآلات , و ليست سادية , و مجتمعاتها , داخل نفس الأجناس , أكثر سلاما بما لا يقاس من مجتمعات البشر . السؤال المركزي هنا هو : ما الذي جعل هذا الحيوان , الإنسان , ينحط إلى آلة – فيلهلم رايتش , محلل نفسي ألماني راديكالي
الأناركي هو فرد , سواء فعل ذلك بدافع العقل أو الشعور , هو فرد يعيش إلى أقصى حد ممكن في حالة دفاع شرعي ضد الانتهاكات السلطوية – أميل أرماند , أناركي فرنسي فرداني
العنف هو جوهر السلطوية , تماما كما أن نبذ العنف هو جوهر الاسلطوية ( الأناركية ) – إيريكو مالاتيستا
خلافا للفكرة السائدة ليس العنف جزءا من الفلسفة اللاسلطوية ( الأناركية ) . فقد أكد المفكرون الأناركيون مرارا أنه لا يمكن للثورة أن تنتصر , و لا يمكن إقامة مجتمع أناركي و الحفاظ عليه بواسطة العنف المسلح . فيرنون ريتشاردز , أناركي و كاتب إيطالي
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟