السمّاح عبد الله
شاعر
(Alsammah Abdollah)
الحوار المتمدن-العدد: 4252 - 2013 / 10 / 21 - 20:57
المحور:
الادب والفن
فيزم ويزمزم
ويأتي رجالٌ كثيرون عطشانون على نوقٍ كثيرةٍ عطشانةٍ
فأعطيهم قربة الماء ويعطونني أسماءهم العربية العاربة
وأسماءهم العربية المستعربة
ويسقون الغنم والنساء
ويبنون خيامهم يضعون فيها نساءهم ويطلقون أغنامهم على الحواف
ويتطلعون للنجوم ويتَنَظَّرُون
ولما يأتيهم النبأ من السماء يُعِيدون لي قربة الماء
ويستردون أسماءهمُ العربية العاربة وأسماءهم العربية المستعربة
ويعيدونني لخيمتي ويكتفونني ويذكرونني بحكم أبناء " أخناتون "
باجترار ذكريات لم تحدث بعد
فأتدثّرُ بالخيام ثانيةً
لكنني وأنا أجتر ذكرياتي التي ستحدث لي في المستقبل
تذكرت رجلا وحيدا له شاربٌ وأنف معقوفٌ وذكريات خربة
كان يبيع الفرح للبحراويين ويأخذ منهم حكاية عن نساء البحر
يمنحهم زيت النسيان ويأخذ منهم نصف أحلامهم
فظللت أدلق زيت النسيان على جسدي وأدلك أطرافي
فازدادت ذاكرتي ازدحاما
حتى زعق زاعقٌ في جوف البيد : مات الخليفة العادل
فقمت وقطَّعتُ خيمتي وربطت ضفيرتيّ ببعضهما وارتديت أزياء البدويات
وكنت لما أمشي في شوارع الليل بعد أن يخلد الخليون لنومهم
يظنونني خارجةً لصلاةِ الفجر فيشيرون علىَّ ويقولون :
ما لِعائشة بنت طلحة تعرف حقَّ العشاق فتمنحه لهم كاملا وتردف الأزواج ؟
وتعرف حقَّ الله فتمنحه له كاملا وتدخلُ الجنة ؟
كانوا يتسترون بليلٍ ويضربونني على عجيزتي
فيدوي صدى ضرباتهم في أرجاء مكة والطائف وبني ساعدة
فأترك المدينة المنورةَ كلها تلك التي ليس فيها بحرٌ تنادي قطراتُه جسدي
متسلَّلةً في زِيِّ تاجرٍ للعطور وأنضمُّ لقافلةِ بغداد
حتى أصلَ لشواطيء دجلةَ فأكسِّرُ قواريرَ العطر وأنثره على صفحته
فيبصرني عسسُ أبي الأمين والمأمون ويسوقونني إليه
========================================
السمّاح عبد الله
#السمّاح_عبد_الله (هاشتاغ)
Alsammah_Abdollah#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟