أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السمّاح عبد الله - أنا امرأةٌ قديمةٌ 3 – 6














المزيد.....

أنا امرأةٌ قديمةٌ 3 – 6


السمّاح عبد الله
شاعر

(Alsammah Abdollah)


الحوار المتمدن-العدد: 4251 - 2013 / 10 / 20 - 11:18
المحور: الادب والفن
    


أنا امرأةٌ قديمةٌ 3 – 6
شعر : السمّاح عبد الله

وسلمونا لكهنة التوحيد
فحكموا على ابن رع بالمشي مائتي سنة في ظلمات حنينه لرع
وحكموا عليّ بالحبس ألف عام وعام في صحراء لا ماء فيها ولا شواطيء
واجترار ذكريات لم تحدث بعد
وكتفوني بالحبال المجدولة وأودعوني هودج ناقة عمياء
وظلوا يضربونها بالحجارة والعصي والصراخ
حتى انطلقت تجري يمينا ويسارا بلا حادٍ ولا هدف
إلى أن نفقت في عماها جائعة صادية وحيدة
وتدثرتُ بالخيام
ولما يقوم العطش في جسدي يلوح لي ابيضاض الماء في أعلى الجبل
فأصعد جارية إلى الصفا علني أبل ريقي فلا أجد غير السراب
فيلوح لي في المروة فأهبط جارية علني أبلل الشفاه
وليس ثم غير السراب والسراب والسراب
سعيت بين الجبلين سبعا وسبعين مرة
وقذفت السراب بالحجرات سبعا وسبعين مرة
ولما تعبت جلست متقرفصة وصوبت عينيّ في حفرة
بين حجرة ناشفة وحجرة مشمسة
فضربت الحجرتين وانطلقت الشرارات وأُضرِمَتِ النارُ
نارٌ مبهرجةٌ نارٌ حلالٌ تعلو وتخفت
حوّمتُ فوقها بيديّ وقرأت أسماء الرجال الذين قتلوني :
العابر ذي الفراشات والمائل الذي لا يريم والهارب وراء أشباحه
وذي الجلال وابن القصّاب والقصّابةِ والمنذور للرياح الدوّارةِ
فلم تهتز النارُ ولم ترجف
وتلوت أسماء رجالي الذين قتلتهم :
الطواف ذي البروق وقاطع أشجار الغابات وخبّاط تمر النخل
والمطرود من ذكرياته وذي الجلالةِ وربيب الحطَّاب
والحطّابةِ والمعلق من سقف أحلامه
لم تهتز النارُ ولم ترجف
فنهضتُ ووضعتُ رجلي اليمنى على الحجرة الناشفة
ووضعت رجلي اليسرى على الحجرة المشمسة
فعلت النارُ الحلالُ وبرقت وضوّءتْ وسرت حرارتها في باطن وركيّ
فصفقتُ بيديّ وهززتهما وضربت الحجرتين بأصابع رجليّ ورقصت
فصلصلت خلاخيلي
وركزت على كعبيّ ودرتُ حول نفسي
فبرقت حلقاني ورنت الخواتم في الحُقِّ المقفول
تعطّشتُ حتى جففتُ تلوَّيتُ حتى غفوتُ
وفي غفوتي تشوّفت
تشوّفتُ حتى انجلت الآلاءُ
رأيت كأنني مُمَدَّدةٌ على ظهري والمطر يهطل على نعاس عُرْيِي
فتتجمع القطراتُ في سُرَّتي كأنها كأسٌ بللورية
والعصافير تزقزق هابطة من السماءِ السابعة لتشرب من الكأس البللورية
وأسمع رفرفات أجنحتها وأحس دغدغات مناقيرها الصغيرة في سُرَّتِي
ولا أستطيع أن أشرب
أتمنى لو ان العصافير تلتقط القطرات وتقطرها في فمي فلا تفعل
ولما فتَّحْتُ عيوني كان الماء يجري من الحفرة دافقا رقراقا سلسبيلا
ماءٌ حلالٌ
مغتسلٌ باردٌ وشرابٌ
كان يتسرّبُ من الجهات كلها وينسل إلى الجهات كلها
وأنا أُحَوِّطُهُ بيديّ وأقولُ له : زم .. زم
وأنبطح على ركبتيّ ومرفقيّ فيتدلّى نهداي وتلامسُ الحلمتان حنان الماء
وأعبُّ الماءَ بفمي زم .. زم
أرشُّ جسدي كله زم .. زم
وأبلل شَعري زم .. زم
أسقي رجالي الذين قتلوني وأسقي رجالي الذين قتلتهم زم .. زم
فيزم ويزمزم

========================================
السمّاح عبد الله
========================================



#السمّاح_عبد_الله (هاشتاغ)       Alsammah_Abdollah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا امرأةٌ قديمةٌ 2 – 6
- أنا امرأةٌ قديمةٌ 1 – 6
- لتحطمهم مثل الإبريق الخزف
- فِي نَامُوسِ الرَّبُّ مَسَرَّتَهُ
- الرجل ذو الجلباب الأزرق الباهت
- عن ضرورة البطل
- الدكتور جمال التلاوي، بين المبدع الصديق ورئيس مجلس الإدارة
- المثقفون والثورة
- بيان للناس
- أمير الشعراء أحمد شوقي ( 16 أكتوبر 1886 – 13 ديسمبر 1932 م ) ...
- الشاعر ولي الدين بك يكن
- بعد أن تغيب الشمس
- مدحت صفوت يكتب عن أغنية إلى النهار للشاعر السماح عبد الله
- محمد الفارس يكتب عن أحوال الحاكي للسماح عبد الله
- أغنية الشجرة قصة شعرية للأطفال
- لكأنك لا تبصر غيري
- هوامش على فكرة الزمن عند السماح عبد الله
- السمّاح عبد الله يواجه الزمن في ديوانه - أحوال الحاكي -
- وأنا بلا شيء
- السردية الغنائية في ديوان أحوال الحاكي


المزيد.....




- واخيرا.. موعد إعلان مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 الموسم السا ...
- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السمّاح عبد الله - أنا امرأةٌ قديمةٌ 3 – 6