أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - مصمص يا بلدي !!














المزيد.....


مصمص يا بلدي !!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4250 - 2013 / 10 / 19 - 15:10
المحور: الادب والفن
    


مصمص ... يا بلدي !!
شاكر فريد حسن
مصمص بلدي ومسقط رأسي التي ولدت فيها وتعلمت حروف الأبجدية في مدرستها ، وطفت في أزقتها واحيائها وشوارعها ولعبت "الطميمة" على بيادرها ، وأكلت أرغفة الخبز من طوابينها والبيض من دجاجاتها ، وشربت الماء من الجرار التي كانت النسوة يملأنها من عيونها وينابيعها : "عين القبو " و"عين الغنم" وقضيت الشبوبية مع أترابي . فكنا نحصد بالمناجل العشب والحشيش للمواشي وننصب الفخاخ لصيد "الزرعي" و"ديك السمن" في حقولها ورباها ، ونبحث عن أعشاش الطيور بين أفنان أشجارها في مناطق "البساتين" و"العماير" وحبايل الغنام " و"الشنقارة" و"خلة الكامل" و"خلة العزونة"..!!
مصمص بلد الفلاحين والكادحين والعمال الذين كانوا يخرجون من بيوتهم في ساعات الصباح الباكر للعمل الأسود في تل أبيب ورمات غان واليازور، ويسافرون في باصات / تركات غير مكيفة وغير مريحة كان يقود احداها ابن القرية المرحوم سعود صادق عبد المالك، وكانوا ينامون ويبيتون في اماكن العمل على أوراق الاسمنت ، وفي نهاية الأسبوع يعودون إلى بيوتهم وذويهم بسلالهم المحملة ب"خبز اليهود" ، الذي كنا نشتهيه ونغمسه بالزبدة العربية الأصلية المصنوعة من حليب الشياه قبل أن تدخل "تنوفا" الوسط العربي..!!
مصمص قريتي الوادعة التي لم يكن فيها سوى سيارتين ، يملكهما المرحوم حسين خليل (أبو جلال) والحاج كمال صالح (أبو رياض) ودكانين الأول للمرحوم ابراهيم محمد (أبو احمد) والثاني للمرحوم الحاج حسين محمود (أبو حاتم) . وكنا نحن الأطفال نشتري العلكة والبسكويت لذيذ الطعم ، الذي كان يصنع ويوضع في صناديق قصدير ، اما البوظة فكنا نشتريها من العم (أبو جمال) القادم من الناصرة على دراجته مقابل ربع أغورة او بيضة بلدية ..!!
مصمص بلد الأفراح والليالي الملاح التي كانت أعراسها مهرجانات ونموذجاً للتآخي والألفة والتعاضد والمحبة ، وزفات عرسانها كانت تملأ الشوارع ، ويضرب بها المثل في الجود والكرم وتقديم الحلويات والمشروبات والمرطبات والقهوة السادة للمشاركين في الفرح .. ولا تسل كيف كان أهلها وناسها يتعاونون في بناء دور السكن وتحضير جبلات الباطون بالأيدي والطواري والجزمات ، وفي أيام الحصاد والدراس على البيادر ...!!
مصمص القلعة الثقافية وبلد العلم والمتعلمين ، فمنها خرج المعلمون الأوائل طلعت صالح شرقاوي والمرحوم يوسف عبد الخالق ، ومن رحمها بزغ الشعراء والأدباء والمتثاقفون والصحفيون وعشاق الكلمة وكتاب المقالة الأدبية والسياسية والصحفية والكلمة الزجلية والأهزوجة الشعبية ، ومنهم: المرحوم الشيخ إبراهيم محمود شرقاوي ، الذي كان يتمتع بصوت رخيم عذب ، خصوصاُ في قراءة الموالد النبوية، والشاعر الشهيد راشد حسين، والأديب المرحوم طيب الذكر نواف عبد حسن، والمبدع أحمد حسين ، صاحب "عنات" و"ترنيمة الرب المنتظر" و"الوجه والعجيزة" و"بالحزن أفرح من جديد" و"رسالة في الرفض "وغيرها ، والقاص المغمور الراحل محمد طه حسن ، الذي توقف عن الكتابة ولم يواصل المشوار الادبي وكان له مساهمات عدة في مجال كتابة القصة القصيرة نشرت في صحيفة "اليوم" المحتجبة ، في ستينات القرن الماضي ، وكاتب هذه السطور شاكر فريد حسن ، إضافة الى رياض حسين اغبارية الذي كان يكتب زاوية أسبوعية في صحيفة "نداء الأسوار" العكية المتوقفة عن الصدور ، ومحمود إبراهيم شرقاوي ، صاحب الزجليات والأهازيج الشعبية والمقالات الاجتماعية التي نشر العديد منها في صحيفة "الاتحاد" ، وأيضاً كمال حسين الذي صدر له ديوان شعر ، ود. مسعود احمد اغبارية الذي يكتب المقال السياسي ونشر الكثير من المقالات في صحيفة "الفجر" المقدسية و"الصنارة" و"كل العرب" و"الاتحاد" و"حديث الناس" . وكذلك الصحفيون عبد الحكيم مفيد وحامد اغبارية وعادل فريد اغبارية وطه اغبارية والكاتب نبيل فتحي أبو شهاب والدكتور يوسف عبد الخفيظ ، زد على ذلك الشاعر الصاعد رأفت جمال اغبارية والناشئ رشيد حاج عبد ، وغيرهم من المساهمين في الكتابة الشعرية والادبية والسياسية والصحفية .
مصمص تلك البلدة التي ازدهرت فيها لجان العمل التطوعي والحركات الوطنية والتنظيمات السياسية كالحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية وأبناء البلد والحركة التقدمية والحركة الاسلامية ، ولاحقاً التجمع الوطني الديمقراطي ، وأسست للمشروع الوحدوي ، وكانت تعج بالعمل التطوعي والنشاط السياسي المثقف ، وشهدت معارك سياسية انتخابية ساحنة للسلطة المحلية .
حقاً .. انها أيام جميلة لا تنسى وحياة بسيطة كخبز وأكواخ الفقراء ، بينما اليوم أصبحنا مستهلكين وأسرى لثقافة استهلاكية متعولمة ، وأخذ الوعي السياسي يتراجع وينحسر ، والقيم الجماعية في خبر كان ، وأصبح الناس يركضون ويلهثون وراء المادة والمال ، ومهووسين بالمظاهر الزائفة الكاذبة ، والمراءاة والتفاخر والتنافس فيما بينهم . وتسربت بين الشباب مظاهر سلبية مرفوضة كالسياقة بتهور وارتياد مقاهي لبنرجيلة ورفع صوت المسجل في الشوارع ، وانعدمت الثقافة رغم كثرة المعلمين والمتعلمين وبتنا مجتمعاً بلا مثقفين .. فهل يعيد التاريخ نفسه من جديد ..؟ انه حلم بعيد المنال ..!



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أزمة مجتمعنا..!
- التحرش الجنسي آفة اجتماعية خطيرة ، فهل نتخلص منها ؟!
- الحالة السورية وسقوط مثقفي -اليسار- ..!
- الإسلام السياسي ما بين الصعود والأفول ..!
- المساجد للعبادة وليس للسياسة ..!
- ماذا وراء الهجوم على الأزهر وشيخه الدكتور احمد الطيب ..؟!
- إنهم يحرقون الكتب ويغتالون الفكر ..!
- سوريا تصنع تاريخها ..!
- رحيل المقكر والكاتب الفلسطيني د. فوزي الأسمر
- نحو انتخابات السلطات المحلية ..!
- عدد جديد من مجلة -الإصلاح- الثقافية
- صفحة من تاريخ جماهيرنا العربية الفلسطينية / الاضراب الوطني ا ...
- في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا..!
- في رحيل الدكتور أسامة الباز عميد الدبلوماسية المصرية
- ذكرى مجزرة صندلة
- القائد والمناضل بشير البرغوثي في ذكراه ال 13
- وسقطت ورقة التوت عن البرادعي ..!
- عن السيسي ومستقبل مصر المنظور ..!
- انهم يدقون طبول الحرب ضد سوريا.. 1
- في ذكراه : محمود درويش / لماذا يموت الشعراء ؟!


المزيد.....




- -أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل ...
- -يا فؤادي لا تسل أين الهوى-...50 عاما على رحيل كوكب الشرق أم ...
- تلاشي الحبر وانكسار القلم.. اندثار الكتابة اليدوية يهدد قدرا ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة92 مترجمة للعربية تردد قناة star tv ...
- الفنانة دنيا بطمة تنهي محكوميتها في قضية -حمزة مون بيبي- وتغ ...
- دي?يد لينتش المخرج السينمائي الأميركي.. وداعاً!
- مالية الإقليم تقول إنها تقترب من حل المشاكل الفنية مع المالي ...
- ما حقيقة الفيديو المتداول لـ-المترجمة الغامضة- الموظفة في مك ...
- مصر.. السلطات تتحرك بعد انتحار موظف في دار الأوبرا
- مصر.. لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا بعد أنب ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - مصمص يا بلدي !!