عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم
(Abdulsattar Noorali)
الحوار المتمدن-العدد: 4250 - 2013 / 10 / 19 - 10:11
المحور:
الادب والفن
حرير وذهب وماس
عبد الستار نورعلي
الى إيزابيللا العربية د. إنعام الهاشمي :
هلْ أنا أفرطْتُ..
إذ قلتُ لها:
ماسٌ..
وقد قالوا: ذَهَبْ
وحريرْ؟!
إنّها ثالوثُنا الأزهرُ..
ما بينَ مزاميرِ السواقي
ومسلاتِ الهديرْ.
ما أنا المُفرِطُ يوماً،
علِمَ الداني..
وذا القاصي..
على الخطِّ يسيرْ.
ذهبٌ، ماسٌ، حريرْ:
هي في الافراطِ ايجازٌ..
وفي الايجازِ افراطٌ..
من الشمسِ، تنيرْ.
ما أنا المُفرِطُ ..
والمكنوزُ في أحرفها يشهدُ ..
أنَّ الماسَ في منجمِها..
فَرْطٌ.... غزيرْ.
* * * *
كلَّما قيلَ: ذَهَبْ،
يعتريني،
ببريقٍ منْ صداهُ،
كلُّ ألوانِ الطربْ.
كلّما رفرفَ فوق الشجرِ..
المُزهِرِ بالحرفِ حريرْ،
صارتِ الألفاظُ عصفوراً..
منَ الماسِ يطيرْ،
بجناحٍ مِنْ حريرْ.
إنّهُ الماسُ..
كريمٌ ، حجرٌ،
يخطفُ الأبصارَ..
أخّاذٌ، شفيفٌ،
صَلِـبُ العود..
عصيُّ اللينِ..
ما منكسرٌ.
هلْ أنا أفرطْتُ..
في نظمِ عقودٍ منْ حريرٍ،
بخيوطٍ منْ ذهبْ،
وبحبّـاتٍ من الماسِ..
وفي جيدِ كلامٍ
منْ حريرٍ وذهبْ؟!
* * * *
يا حريراً وذهبْ!
عزفَ الغزوُ على..
أوتارِ ماسٍ قادمٍ..
بين فراديسِ حريرٍ وذهبْ!
فإذا اللحنُ على أوتارهمْ..
نارٌ....
رمادٌ....
وحَطَبْ....!
فاعترى القلبَ غضبْ،
يُسرجُ الخيلَ..
على جمرِ لهبْ!
أكذا يُمسي لنا الوادي الذي ..
أخصبَ عشّاقَ الأغاني
بلسانٍ منْ حريرٍ وذهبْ،
وببرّاقٍ من الماسِ..
على صدرِ نخيلٍ،
وجبالٍ،
وسهولٍ،
ومياهٍ،
وكريمٍ مِنْ نَسَبْ؟!
إنّها أسرابُ غربانٍ،
جرادٍ،
وشَغَبْ...
ملأتْ تاريخَنا موجاً..
منَ التزويرِ بالتزويقِ..
والتلوينِ بالألسنِ..
في مصنعِ شُطّارِ المَهاوي،
والعَطَبْ.
هو ذا الوادي..
على نارِ رَهَبْ،
وعلى موجِ صَخَبْ،
بينَ أيدٍ عاشرَتْ قتلاً..
وأيدٍ عاشرَتْ..
فنَّ دهاليزِ النَـهَبْ.
#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)
Abdulsattar_Noorali#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟