أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي المالح - بوح عن - هروب الموناليزا – بوح قيثارة-














المزيد.....

بوح عن - هروب الموناليزا – بوح قيثارة-


سامي المالح

الحوار المتمدن-العدد: 4248 - 2013 / 10 / 17 - 07:18
المحور: الادب والفن
    


أشياء كثيرة، يصعب تشخيصها بدقة وتسميتها بوضوح، تتراكم، تتداخل وتفعل فعلها في حياة فتاة تولد في سوق الشيوخ، تترعرع في كنف عائلة مغرمة بالشعر والكلمة الساحرة. يقدر لها ان تعيش طفولتها وثم بلوغها وتكوين شخصيتها وتطورها الفكري، والعبور الى محطة التعبير عن الذات والحلم ، في مرحلة صعود الدكتاتورية وخنق الحريات وتكبيل عقل الفرد وعسكرة المجتمع وانزلاق العراق لمتاهات الحروب والدمار والخراب.
ربما حب الناس، ربما الحلم، الشعر، العشق، أو ربما التمرد على الواقع والقيود التي كانت تكبل أجنحتها، دفعها، مبكرا لأختيار الأصعب. ويترتب على ذلك الخيار، كما تبوح قيثارتها، تلك الفصول المكثفة بالمعايشات والاحداث، الحبلى بالمعاناة والاوجاع والرحيل، والخوف والقلق. ويكبر الخيار، في المنعطفات الحادة متخذا صيغ مختلفة، لكنه يحافظ على ذات الاتجاه، ليبقى حتى النهاية خيار المواجهة بكل الوسائل و الادوات، خيار والوقوف الثابت في خندق الدفاع عن كرامة الانسان الفرد والانتصار للقيم الانسانية وتقديس الحب والخير والجمال.
تبرز بلقيس حميد حسن، مبكرا، في ميادين المواجهة، في الوطن وثم في كل البلدان التي احتضنتها ولم تعوضها حضن الوطن ودفئه. تبرز كشاعرة مبدعة جدية حكيمة وكريمة، كناشطة مثقفة ترفع راية الحرية والانسانية دون كلل عابرة حدود الايديولوجيا وأطرالانتماءات الصغيرة، لتنشد للوطن ولتبني جسور الحب والامل والاخوة والمساواة بين الناس.
وتاتي روايتها " هروب الموناليزا – بوح قيثارة" كتجربة أدبية جديدة للتعبير وطرح الافكار وأغراء القاريْ لولوج عوالم جديدة غير عوالمها الشعرية والنثرية الغزيرة. تخلد بلقيس بعنوان روايتها صديقتها "موناليزا" الشهيدة. وبالنسبة لي شخصيا يمثل هذا الاختيار شرفا وأعتزازا، لأنني التقيت موناليزا القادمة من الجنوب وعرفتها عن قرب وهي تختار التصدى للدكتاتورية بأرادتها وأيمانها وحلمها الباذخ ولتضحي بحياتها الغالية على قمة جبل بات أكثر شموخا بعطر شجاعتها ووفائها. وتأخذنا عبر اوتار قيثارتها لنعيش فصل من سيرتها الذاتية وفصول عن نساء عرفتهن في طريق الحياة، بأسلوب شاعري ممتع، متجاوزة الاساليب التقليدية في سرد الاحداث وبناء الرواية الكلاسيكية، لتبدع أسلوب بلقيس حميد حسن المتميز. وبعد ملامسة متأنية لاوتار قيثارة الكاتبة وجدت نفسي أمام موضوعات هامة تناولتها من زوايا متعددة، منها بعمق وتفصيل ومنها بعجالة. وبودي أبراز الموضوعات التالية:
- وضع المرأة وخياراتها في مجتمعنا.
- ازدواجية الرجل الشرقي وموقفه من المرأة والحب والجنس في المجتمع الذكوري.
- الخوف المكتسب وتأثيراته على حياة الفرد وبناء علاقاته وعالمه ومستقبله.
- الحب وعلاقته بالسعادة و بالقيم والاخلاق والخيانة والزيف والكذب.
- المرأة والفن وموقف العرب من المرأة الفنانة ومن الابداع والجمال.
- الغربة وأمكانية التأقلم والاندماج وموقع الوطن في روح وعقل الفرد المغترب.
تتناول بلقيس هذه الموضوعات بمستويات مختلفة، تتوقف عند بعضها بتمهل، لتسرد لنا بلغة شاعرية، على لسان سومر وعدالة وضابط الحدود والاطفال، تجربة حياة نساء وناس عاديين، في مجتمع تكبله القيم الدينية والعشائرية والذكورية وتنهشه تناقضات وصراعات أجتماعية وأقتصادية وسياسية، تخلق بمجملها بيئة ضاغطة تسلب الانسان الفرد منذ الطفولة، وبشكل خاص المرأة، الحرية وأمكانات التطور الطبيعية وحق التعبير عن الذات ولعب دور هام في التغيير ورسم ملامح المستقبل. بينما تعبر على موضوعات اخرى بعجالة، بشكل مكثف وحاد ان جاز القول، على هامش احداث وعلاقات وموضوعات اساسية. تقول مثلا " .. غالطت المبدأ القائل بأن الانسان وحدة واحدة لا يتجزء، والاخلاق حينما تتردى من جهة ما، ستكون جاهزة لشق نسيج القيم القويمة من جهات اخرى" و تواصل تأكيد نفس الفكرة الفلسفسية لتقول " كان علي ان اعرف ان من يسرق الافكار ويدعيها لنفسه، او يختلس المال ويراوغ ويعمل كل شيْ من اجل الحصول عليه، سيخون حتما"
في بوحها تعزف بلقيس على الكثير من الاوتار لحب المرأة ومقاومتها ومشاعرها وأخلاصها وتمردها وتضحياتها، تعزف على أيقاع يكشف أزدواجية الرجل الشرقي وأنانيته وتمسكه بقيم يكتسبها منذ الصغر في الوطن، لا يفلح في تجاوزها او تشذيبها في بلدان الغربة. الملفت في اسلوب الكاتبة هو اعتماد ما يشبه منولوج داخلي، روحي، تسرد به سومر قصة حبها وتتحدث عن آلامها وقناعاتها ورؤيتها. كما انها لا تعير الكثير من الاهتمام للمكان وتفاصيله وتأثيراته المباشرة على ابطال روايتها، وكأنها تفتح لهم الحدود الجغرافية ليفتحوا دواخلهم ويتحدثوا بحرية مطلقة وببساطة عن انفعالاتهم وأرواحهم.
ان القارئ الذي لم يقرأ لبلقيس حميد حسن سابقا، سيكتشفها، وهو يداعب اوتار بوحها، بأن الكاتبة شاعرة حب وجمال وانتصار المرأة والقيم الانسانية، شاعرة تعشق الحياة والحرية والتمرد.



#سامي_المالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنت في قلب الانفال – صور محفورة في الذاكرة
- في السليمانية حملة تستحق الدعم والتقدير
- جرائم التعصب والتطرف لن تهزم الديمقراطية في النروج
- تضامنا مع المنظمة الاثورية الديمقراطية وشعب سوريا المنتفض
- في خندق الجماهير وضد قمع مظاهراتها واحتجاجاتها
- في ذكرى اولوف بالمه - قادة يخلدهم اتاريخ وقادة تتقفهم مزبلته ...
- انحني احتراما لشباب ثوار يصنعون التاريخ
- مبارك، بن علي في انتظارك – تحية لشعوب تنتفض
- اطفال العرق - هل من يتذكركم؟!
- الانتخابات في السويد - من يحدد اتجاهات تطور البلد؟
- درس مانديلا البليغ يا قادة العراق
- اوقفوا قتل وتهجير المسيحيين في الموصل!


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي المالح - بوح عن - هروب الموناليزا – بوح قيثارة-