أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار عكاش - أبصر جثّتي أسفل السفح














المزيد.....

أبصر جثّتي أسفل السفح


عمار عكاش

الحوار المتمدن-العدد: 4247 - 2013 / 10 / 16 - 22:06
المحور: الادب والفن
    


(أبصر جثتي أسفل السفح )

1 - قافلةُ حريرٍ
على زمنِ القيامةِ الرتيبِ
وأحياؤها حَسَرتْ رؤوسهم
كما الكَمَأَةُ
في الغابةِ بعدَ غبشٍ
تحتها سقط فارسٌ وسيمٌ بلدغةِ أفعى
وسيفهُ إلى السماءِ صُوّبَ
...

2 - غريبةٌ عن بعضها تمدّدتْ بقاياهُ
كأيّ شيءٍ آخرَ:
قميص نومٍ وفرشاةُ أسنانٍ مهملة
أنا أم أنتَ،
ذاتها رتوشُ الجدارِ:
قدما راقصةٍ،
روحُ راعٍ نُفِثتْ في القصب،
طفلانِ أسمرانِ يرتّلان فاتحة الخطى ..
ملءَ شدقيهما يضحكانِ
وتنتفخ أوداجهما كقربة مزمارٍ فلسطيني
إذ يدغدغ خديهما فراءُ أرانبِ الطفولة..
فتوّة العمر ولعابٌ أنثوي يبلل شقوق الشفتين.
أنت أم أنا..
أعلى السفح أم أسفله
لم يعمّر طويلاً زهر الحزامى ليرى جثتي


3 - تعريّت
وتممدت على منعطفٍ
بكامل ثيابي
ولكن دون جوربيّ
مرّ قرنا حلزون على أصابعي
وسبع أقزامٍ دغدغوا باطن قدمي
عندها ... فجأة حصدتني رصاصة ساعة ذروتي
أنا أجمل الموتى ...


4 - قالت أنثى
وهي تقلّبُ الفحمَ في المدفأة:
أجمل الرجال أطفال الحرب...
ثم غابت كخيط الدخان في الديجور.


5 – مُذْ كنتُ طِفلاً وغرابُ الموتِ صديقي
وكلّ عامٍ حينَ يصبغُ تشرينَ الشجرَ بالكدرْ
كان يدنو
يأخذُ أحبّائي..
فأرجوهُ: "صديقي ألا أكفيكَ، خذني معكَ
ودعهمْ سالمينَ في ضجرهمْ،
دعِ الخدرَ يرطّبُ عروقهمْ بأرقِ الذئاب،
خذني ألا أكفيكَ"
يُرقِّص قدميْه .. ينعبُ ساخراً:
"أحتاجُ نقيضي ليُؤنِسَني
في مدائنَ يلاعبُ فيها الهواءُ الأصفرُ أسقفَ الصفيحِ
أما أنتَ فمرآتي "
ثم يطيرُ إلى مجثمهِ على غصنِ السنديانةِ العجوزِ
يرمقني منْ عليٍّ ثم يقولُ بلسانِ الحكماءِ:
" موتٌ وموتٌ لا يلتقيانِ"


6 - أبدٌ أو لا أحدْ
زائل أنا الحيّ في جسدٍ للصلاةِ والغواية
أما أنتِ سرمديةٌ أنتِ يا عظام القبور...
آلهةٌ أو جسدْ
عابق أنا بعطرِ النبيّ يا أريج المعصية
أما أنت فأزليةٌ أنت يا أكفاناً تدورْ

7 – هذه المرّة سأبلغ آخر الزقاقِ
وستنسلُّ عقربٌ وديعةٌ من صحرائي الصغيرة
تلدغني من قدمي الحافية
ويعمّ الخدرُ اللذيذ
هكذا تنام شهرزاد قبل الليلة الألف
هي لحظتان :
رضيعٌ ضمّ يديه على الحلمة
يغرف حليب الحياةِ
محاربٌ تعِبٌ تُرضعه لدغة أفعى حليب الآخرة

كتبت مقاطعها في عام حزيران 2011 ونيسان وآب وأيلول 2013 في لقاءات مختلفة مع غراب الموت البهيّ
عمار عكاش – شاعر سوري من مواليد حلب 1981
من عمل نثري أعمل على إنجازه بعنوان : غيم رطب ثقيل أو برزخ المهرج



#عمار_عكاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الحرب - تكريم الجندي
- قمح ( نثرية)
- ما لم يًرْوِه السيد داكو ( نثريّة)
- ما تعلمته من حرب العراق عن سوريا
- (أمة عاجزة عن إنهاء الحرب)
- ( الشباب ينتفضون على الرجل المريض ونخبه السياسية والثقافية)
- نهاية الأيدلوجية : أيدلوجية الرأسمالية المعولمة
- قراءة في كتاب الإنسان ذو البعد الواحد لهربرت ماركيوز :من الق ...
- بيروت ست الدنيا لم يبق منها سوى الطرقات و الضجيج
- سيكولوجية الإرهاب في المجتمعات العربية
- (سورية نموذجاً)البرجوازية الصغيرة و مشروع التنمية العربية)
- ((حسين مروّة و منهجية النقد الأدبي ))
- (( تحية حب إلى مارسيل خليفة ))
- صورة المرأة في الشعر العربي المعاصر
- ابن خلدون مؤسساً لعلم التاريخ
- الماركسية و علم النفس
- الجذور المادية للشعر و الفنون
- الماركسية العربية و إشكالية المعرفة
- تهويمات على نهر الرماد- من خميرة التفسخ و الانحلال تولد نواة ...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار عكاش - أبصر جثّتي أسفل السفح