أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد صالح - عشبة صفراء














المزيد.....


عشبة صفراء


محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4247 - 2013 / 10 / 16 - 01:55
المحور: الادب والفن
    


لم يكن بيني وبين حافة النهر سوى بضع خطوات حين غربت الشمس تماماً، وبدا الشفق يتموج على جسد الماء وسط الظلمة، شعرت بحركة ما في النهر، استطعت أن اتبينها مع استمرار خطواتي، تحت ضوء قمر يتوسد السماء بخجل وراء أشرطة الغمام الأسود، شعرت بالفزع حين رأيت أياديَ وأرجلاً تمتد من النهر وهي تفرد أصابعها، كانت حمراء .. او تهيأ لي ذلك، فزعت أكثر عندما دوى صراخ قادم من النهر .. وخرجت الأيادي والأرجل، بإتجاهي .

كانت فرادى .. وتقطر دماً غطاها تماما .. ضجت الضفاف بصراخها .. هربت ، وكانت تلاحقني .. تعثرت وسقطت على العشب المتيبس .. استدرت بجسدي ، واستطعت مع تشوش نظري ودوار رأسي أن اتبين تجمع الأيادي والأرجل حولي، وهي تقطر دماً .. تحدق في بلاعيونها ..
ظننت أنها نهاية درامية لي، كإنني في فيلم رعب تجاري أبطاله مصاصو دماء وجدوا أن دمي الفاني صالح لخلودهم .. مع فارق أن أبطال فيلم نهايتي بقايا أجساد .. تصدر أصواتا هادرة من اللاحناجر وتظهر أنيابها من اللاأفواه .. شعرت بلهاثها المسعور يأتيني من لا أنوفها وهي تقترب أكثر، لتلتهمني .. أغمضت عيني هلعا، وأنا أطلق صرخة جنونية هزت جسدي .

فتحت عيني، وأنفاسي تلهث وصراخي يدوي في رأسي .. واجهني السقف الشاحب فوقي، وببطء تحسست أصابعي فراشي .. تحولت بنظري يمينا ويسارا مذهولا .. وجدت الحيطان المعتادة والثاث و.. كذلك النافذة الوحيدة في الغرفة، والمتوارية وراء الستائر.
تركت السرير بتثاقل، نحو الحمام . كنت بحاجة ماسة لاغتسل من التعرق . ومع انسياب الماء على وجهي شعرت بانتعاش الظمآن بعد شدة عطش .
وحين نظرت الى وجهي في المرآة، لمحت شيئا يتدلى من شعر رأسي . مددت يدي اليه، كان عشبة صفراء تلطخ جزء منها بدم .



#محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الحزب أم حزب الأزمة
- رسالة الى الله
- هل حقا ستعود؟؟؟؟؟؟
- الفصل 47 والأزمة الحكومية
- بين الشرعية وشرعية... !
- طيور الظلام مرسي سقط ... بنكران يترنح
- تزويج الضحية للجلاد، مكافأة وليس عقاب
- ملهمتي
- صرخة
- إلى رفاقي المعتقلين
- هناك كنت أتواجد..
- دور جماعات الضغط في صناعة القرار السياسي في الولايات المتحدة ...
- عودة من الموت
- كابوس اللاكابوس
- حلم غير مشروع
- مسار سياسي
- عودة الحلم
- تقرير اولي حول اليوم الدراسي
- تعييم الحكومة وإعفائها بين دستزري 1996و2011
- قراءة في النظام الداخلي لمجلس النواب (الجزء الثالث)


المزيد.....




- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
- الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو ...
- -ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان ...
- تخطى 120 مليون جنيه.. -الحريفة 2- يدخل قائمة أعلى الأفلام ال ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد صالح - عشبة صفراء