الدمقراطيه في العراق واشكاليه الفهم والتطبيق

مصطفى محمود جلال القريشي

الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 20:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تعد قضية الديمقراطية احد القضايا التي انشغل بها الفكر العربي فموضوع الديمقراطية كان وما زال محور اهتمامات الامة العربية بجميع فئاتها فالتحول نحو الديمقراطية في الحكم شكل احدى الموجات التي شهدها العالم المعاصر منذ منتصف السبعينات واستمرت في الثمانينات حتى تأكدت ملامحها في تسعينات القرن العشرين .
وتعد الديمقراطية التي ابرز ظهورها العقل والحاجة وعزم الانسان على الانتقال من حكم الاقلية إلى حكم الاغلبية وهي هدف وغاية سامية تسعى كل الشعوب إلى الوصول اليها ومنها الشعوب العربية , فالديمقراطية هي حكم الشعب وحينما يحكم الشعب فلن يكون هناك استبداد وقد ادت التطورات التي مرت بها الدول إلى إن اصبحت عملية التحول إلى الديمقراطية حتى وان تطلب ذلك وقتاً وهي امر واقع تحتاج إلى عدد من المتطلبات ووضع حاول عملية للمشاكل التي يعاني فيها العراق خاصة والوطن العربي عامة وان تتخذ مراحل تدريجية بسبب عدم استقرار الديمقراطية كثقافة وسلوك في الوعي الاجتماعي والسياسي العراقي .
إن المشكلة التي تواجه مسالة الديمقراطية في العراق والنظم السياسية العربية هي هيمنة طبقات اجتماعية على مصالح شعوبنا والوصاية عليها فالحكام العرب يرون إن الحكم امتيازاً وليس مسؤولية وذلك مرتبط بنظرتهم إلى السلطة والى طريقة وصولهم اليها فهؤلاء الحكام لا يعيرون أي اهمية في التأثير الشعبي في مسالة بقاءهم في السلطة أو مغادرتهم لها لان الجماهير لا تشكل المرجعية لهم في تداولها إن تحقيق اكبر قدر من العدالة في المجتمع لا يمكن إن يتم الا من خلال اتاحة الفرص امام مختلف فئات الشعب وطبقاتها للمشاركة في الحكم فالاعتراف بأوجه الاختلاف في المجتمع والتعامل السليم معه يتطلب إن يكون لكل قوى اجتماعية وسياسية حق دستوري في المشاركة السياسية فالنظام الديمقراطي مقارنة بغيره من أكثر الانظمة السياسية التي تمارس فيها السلطة بدرجة عالية من الشرعية خصوصاً وان عدم شرعية السلطة يقلل من فاعليتها .



لذلك تحتل ظاهرة التحول الديمقراطي اهمية كبيرة في الوطن العربي في الوقت الحاضر لما يترتب عليها نجاح هذا التحول أو اخفاقه من اثار على طبية النظام السياسي واستقرار مؤسساته فالديمقراطية هي هدف تسعى كل الشعوب الوصول اليه لأنها نظام وقيمة عليا تؤكد على حرية الفرد وكرامته الانسانية وعلى تعزيز احترام حقوقه الأساسية وفتح المجال لمنافسة سياسية مفتوحة في عملية الوصول إلى السلطة وممارستها وتداولها من خلال منح كل فرد حق في المشاركة بإدارة شؤون العامة في ضل توفر مؤسسات نيابية على المستويات كافة يتم اختيارها بأجراء انتخابات حرة ونزيهة على فترات منتظمة يعبر فيها الشعب عن ارادته الحقيقية .
إن الديمقراطية ليست مفهوم جاهزاً أو مجرداً ولا هي بذرة موجودة في الثقافة الخاصة باي شعب لكنها حاصل تظافر عوامل متعددة داخلية وخارجية كما انها ليست قضية مجردة من الزمان والمكان بل انها تمارس ضمن واقع اجتماعي معين وبناءً على ذلك فان التحول الديمقراطي في العراق واجهته العديد من المعوقات بعضها ناتج من رسوخ التقاليد غير الديمقراطية في الثقافة العراقية وبعضها يعود إلى حالة التخلف الاجتماعي إلى جانب العامل الدولي أي إن ذلك لا يعني اغلاق باب الديمقراطية في العراق بل يجب علينا إن نحدد ما هي القوى التي تساعد في بناء الديمقراطية وما هي العوامل أو القوى المعرقلة لهذا التحول ويتم العمل على ارساء انماط جديدة من العقلانية في المجتمع العراقي قائمة على تنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم في اطار التعايش السلمي وذلك بإقامة الحوار والعمل على تحقيق المشاركة الفعالة في ادارة ومراقبة الشؤون العامة وتحقيق المساواة .

#مصطفى_محمود_جلال_القريشي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات