أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - وتبقى (الدراما) هي الأساس!














المزيد.....

وتبقى (الدراما) هي الأساس!


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 01:06
المحور: الادب والفن
    


في القرن العشرين كثرت أجناس فنون الأداء وتنوعت تقنياتها فظهرت التوجهات التجريبية وفرقها قبل (المسرح الحي) و(مسرح الشمس) و(المسرح البيئي) و(المختبر البولوني) وظهرت (الطريقة) و(البايوميكانيكا) و(مسرح القوة) و(المسرح الفقير) و(ما بعد المسرح) و(الكوميديا الموسيقية) و(مسرح ما بعد الحداثة) وأخيراً (الواقعة)، كل ذلك كان القصد منه التجديد وحتمية تغيير الاعراف والتقاليد في الفن المسرحي، وبالطبع من اجل كسب جمهور اكبر عددٍ واكثر تذوقٍ تمهد هذه التقدمة لظهور ظاهرة (الواقعة) وهي تسمية او مصطلح يحل محل (المسرحية) وهو اتجاه من اتجاهات فنون الاداء لا صلة له بالمدرسة الواقعية ولكنه يستفيد مما هو موجود في الواقع، والحياة اليومية، وفنون العرض المختلفة.
(الواقعة) نوع من العروض طوّره (ألان كابراو) في اميركا في نهاية الخمسينات من القرن العشرين وبدأها برسومات تمثل افعال الانسان عموماً وقام بتنفيذ (كولاجات-تلطيخ صوري عشوائي) كما هو موجود في البيئة والحياة اليومية ثم اضاف اليها اضواءً واصواتاً متقطعة واعتبر ان المشاهدين لتلك العروض جزء من الواقعة.
ولابد ان تكون تلك التجمعات متعارضة ومتحركة وهي صور تمثل ما في الحياة من تناقضات.
عام 1959 قدم (كابراو) ثمانية عشر واقعة لكل منها ستة اجزاء في احد المعارض في نيويورك، وبعد ذلك في باريس حدثت تطورات اخرى للواقعة قدمتها مجموعة من الرسامين بقيادة (ببير رستاني) بدأوا عملهم في فينا حيث راح كل منهم يعمل باستغلال عن الاخرين ولا يوحدهم سوى الرغبة بالاكتشاف- اكتشاف بين تعتمد على الزمن وتقديم صور من الحياة اليومية.
انطلقت مبادئ (الواقعة) من رفض الحدود التقليدية المفروضة على الفنون بمختلف انواعها واستبدالها بمبادئ جديدة او لنقل جماليات جديدة تبغي البؤر المتعددة والتزامن والصدفة وعدم الاستمرارية والتداخل في العناصر، وجميع هذه المبادئ مقتبسة عن المدرسة السوريالية ومؤثرة في (مسرح ما بعد الحداثة).
كان (جون كيج) وهو مؤلف موسيقي من المتأثرين بكابراو، وكان مهتماً في تحريك ادراك المتفرج وتنقله من صورة الى اخرى ومن صوت الى اخر، وكانت اعماله تقصد تجاوز موضوع العمل الفني والوقوف عند تعدد الاشكال طالما ان الحياة نفسها لا تستقر على موضوع معين ولا تثبت على شكل معين, ونظم (كيج) اول واقعة أميركية عام 1955 في كلية (الجبل الاسود) شمال كارولاينا، واستغرق البرنامج خمسة واربعين دقيقة متضمناً عرضاً لرسوم الرسام (بوب روشنبرغ) ومقطوعات راقصة للفنان (ميرس كنغهام) وافلاما وشرائح وفوتوغرافا واذاعة والقاء اشعار للشاعرين (جارلس اولسن) و(أم. بي ريشارد) وعزفا على البيانو ومحاضرة القاها (كيج) بنفسه، وكان عامل الارتجال هو المهيمن على جميع الفقرات.
كان (كابراو) من المعجبين بالفنان (كيج) وقد طور عمله ابتداءً من اهتمامه بالبيئة وتأثيراتها على سلوك البشر وهي نفس الافكار التي تبناها الرادائيون وعمل بموجبها السورياليون. وهو يعتقد ان متفرجي الواقعة انما يكونون جزءاً منها.
ولابد لي ان اذكر بانني عندما كنت أدرس في جامعة اوريغون في الولايات المتحدة الامريكية شاهدت واقعة نظمها احد اساتذة قسم الكلام- المسرح في الجامعة وكانت تتألف من عروض مختلفة في منصات مسرحية داخل قاعة كبيرة ويمر المتفرج عليها جميعاً ليشاهد (مصارعة رومانية) و(رقصا شرقيا) و(العابا اكروباتيكية) و(مشهدا دراميا) وغير ذلك، وبوقتها ناقشت ذلك الاستاذ حول عمله وانتقدت افتقاره لجماليات العمل المسرحي واعتماده على سهولة تنفيذ العروض وبساطتها وحتى سذاجتها ايضاً.
وتبقى (الدراما) هي اساس جميع فنون العرض وهي الاكثر عمقاً وتأثيراً في نفوس الجمهور لانها تمس احاسيسهم ومشاعرهم وافكارهم.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا على الإدارة الجديدة للسينما والمسرح أن تعمل
- المسرح والتداخل الثقافي بين الأمم!
- الديمقراطية والمسرح الإغريقي القديم
- الرمز والترميز والرمزية في المسرح
- لنتذكر (بدري حسون فريد)
- المسرح الكردي و علاقته بالمسرح العراقي
- بدايات المسرح الحديث
- قاسم محمد التجديد في المسرحية الشعبية
- جعفر السعدي .. مسيرة حافلة بالتألق


المزيد.....




- واخيرا.. موعد إعلان مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 الموسم السا ...
- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - وتبقى (الدراما) هي الأساس!