أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرعي أبازيد - عيد و دموع!














المزيد.....


عيد و دموع!


مرعي أبازيد

الحوار المتمدن-العدد: 4245 - 2013 / 10 / 14 - 04:38
المحور: الادب والفن
    


العيد من العودة والمتكرر بمناسبة حزن أو فرح،،،،، ها هو يعود،، والدماء والدموع تنهمر كالمطر على أرض الوطن. هل هذا العيد أفضل من الأعياد السابقة؟! سؤال يحتاج إلى إجابات كثيرة، ومن الممكن أن لا توافق البعض و تتناقض مع رأي البعض الآخر. إذا أخذنا العقود الأخيرة، بعد أن استولى حزب البعث على السلطة في سوريا، فالكل يعرف أن العديد من العائلات السورية كانت تمر عليها الأعياد وبعض أبنائها في السجون والمعتقلات، مغيبون قسراً،، وهذا ينسحب على مرحلة سابقة هي الوحدة بين سوريا و مصر، عندما قضى الشعب السوري ثلاثة أعوام عجاف في المنافي والمعتقلات والعديد منهم لقي حتفه تحت التعذيب وفي أحواض الأسيد. أي عيد وأية أعياد كانت تمر على عائلاتنا وأحبتنا؟؟؟ وهل المراحل السابقة كانت أفضل؟ بالطبع لا، فمرحلة الديكتاتوريات والانقلابات التي مرت بُعَيْدَ الاستقلال لم تكن أقل قساوة من فترة الاستعمار الفرنسي وقبلها الاستعمار العثماني الذي استمر أربعة قرون بلياليها!! أي عيد وأية أعياد كانت تمر على هذا الشعب المعذب أبداً في بلد من المفترض أن يكون من بلدان الدنيا السعيدة إن لم نقل أسعدها!!!
أما في هذه الأيام، العيد ليس ككل الأعياد! وليس كأعياد السنوات الماضية، إذ تشهد البلاد أوضاعاً سياسية و اقتصادية و اجتماعية و أمنية لم تشهد مثلها منذ قرون،، دماء تسفك على كامل التراب السوري،،، و دموع تذرف في كل مدينة وفي كل قرية،، في كل منزل و في كل شارع على فقدان الأحبة والأعزاء. فهذا العيد يستحق بحدارة أن يكون "عيد الدموع و الأحزان و الأنين"، لأنه يأتي تحت أزيز الرصاص وأصوات المدافع التي لا تهدأ على طول البلاد و عرضها،،، تحصد المزيد و المزيد من أرواح الأحبة أطفالاً ونساءاً، شيباً وشباباً!!!
وهذا يذكرني بقول الشاعر: يا عيد عدت و أدمعي منهلة ،،،،، والقلب بين صوارم و رماح!!!! نعم، أتوقع أن يتغير اسم العيد في سوريا لأعوام عديدة قادمة،، ليصبح "عيد الدموع،،،" لماذا نحن محكومون بالأحزان على مر التاريخ،، بينما شعوب أخرى تقضي أعيادها بفرح وطمأنينة؟ لماذا أيامنا مصبوغة بالسواد؟ و أزيائنا الشعبية يغلب عليها اللون الأسود،، حتى المرأة التي يجب أن تكون ثيابها ملونة زاهية،، لباسها الشعبي أسود!! هل هذا فرضه الواقع الاجتماعي نتيجة للأحزان المتكررة منذ قرون على شعبنا؟ والمرأة هي العنصر الرقيق في المجتمع الذي يتأثر أكثر من غيره بالمآسي ويعبر عنها!.
لنعود إلى الحاضر،،، يأتي العيد والعديد من المدن والبلدات السورية تعيش بلا كهرباء ولا ماء و لا غذاء،، فمن كان يتصور أن يموت الإنسان جوعاً في سوريا؟ ها هي سوريا تسجل أول حالة وفاة لطفل من الجوع!!! فأي عيد بلا طعام؟ وأي عيد بلا عزيز؟ المآسي تعيد نفسها منذ أعوام،، و يعجز عن حلها الحكماء!. إلى متى؟ فأي عيد نتحدث عنه إذاً! ولا نعرف ماذا تخبئ لنا الأيام والسنوات و الأعياد القادمات! أصبحنا نعيش ضعفاً لا مثيل له،، ننتظر الغيث من الآخر، ننتظر الآتي القادم بلا اكتراث و كأننا سلّمنا أمرنا لقوى الغيب المجهولة.
هذه هي دموعنا تُذرف أمامكم، هذه دمائنا تنزف، فمن سيمسح دموعنا؟ ومن سيضمد جراح نزفنا؟ لقد تعبنا ولم نعد نقوى على مسحها بأنفسنا، لقد هرمنا أيها العيد!



#مرعي_أبازيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الربيع العربي- وسياسة روسيا في منطقة الشرق الأوسط
- الترجمة أمانة لا خيانة،
- حركة الترجمة في العصر الذهبي للحضارة العربية
- الأدباء الروس واللغة العربية
- لماذا توسيع حلف شمال الأطلسي ( الناتو ) يشكل خطرا على روسيا ...
- قصة نساء حفرن أسماءهن على جبين الإنسانية


المزيد.....




- سعاد بشناق عن موسيقى فيلم -يونان-.. رحلة بين عالمين
- الشارقة تكرم الفنان السوري القدير أسعد فضة (فيديو)
- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرعي أبازيد - عيد و دموع!