أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محفوظ أبي يعلا - نزعة العرق على الصعيد النفسي














المزيد.....

نزعة العرق على الصعيد النفسي


محفوظ أبي يعلا

الحوار المتمدن-العدد: 4244 - 2013 / 10 / 13 - 23:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نزعة العرق هي تلك الصفة التي توجد في المولد و التي يكتسبها من جد بعيد جداً . فقد يكون الأبوين أشقرين و يولد الابن أسمر البشرة , و ذلك لأن بشرة أحد أجداده كانت سمراء . هذا على الصعيد البيولوجي , غير أن ما أنوي الحديث عنه في هذه المقالة هو نزعة العرق على الصعيد النفسي . فماذا أقصد؟

لئن كانت نزعة العرق على الصعيد البيولوجي تعني تلك الصفة التي تظهر في جسد المولد فإنها على الصعيد النفسي تعني تلك الأفكار و التصرفات الرجعية و التقليدية التي نبديها في مواقف معينة و التي لم ننتبه لها من قبل . بل انها قد تكون مخالفة لقناعاتنا التي ندعيها . إن نزعة العرق على الصعيد النفسي كثيراً ما تظهر على الأشخاص الذي يظنون أنهم متحررون . فمثلاً , قد تجد شخصاً مؤمناً بالحرية الجنسية و لكن حين تقول له خطيبته أنها فقدت عذريتها فإنه على الفور يهجرها . و تظهر أيضاً نزعة العرق في الأشخاص الذي يدعون المساواة و الترفع عن الروح القبلية , اذ انك قد تتفاجئ بشخص تعرفه ذو توجه انسانوي في أقواله و لكنه فجأة يصبح جريراً أو فرزدقاً مدافعاً شرساً عن هجوم لفظي تعرضت له قبيلته . و في بلدنا كثيرا ما يكون أمثال هؤلاء من بعض المثقفين الأمازيغ , فهم يفاجئونك بدعواتهم الإنسانيّة و لكنهم أيضاً يحيرونك حين تجدهم أشد القوم تعصباً لقضيتهم العرقية بل يكادون يطالبون بطرد العرب أو الأقوام الأخرى من أراضيهم كما يزعمون . فماذا نقول عن هذه المواقف؟ أليست هي مواقف تعبر عن نزعة العرق؟ عن ذلك الجد القديم الذي لازال يسكننا؟

إن نزعة العرق تظهر أكثر ما تظهر في كتاباتنا و في خواطرنا و في زلات اللسان , و في الكثير من المواقف التي تتطلب منا الحزم و الجد و اتخاذ القرارات . و لا أخفيكم أني تفاجئت من ناشطة تحررية على الفايسبوك كنت من متابعيها . فقد كتبت ما مفاده أن المرأة تحب الرجل المتحرر و لكنها أحياناً تتمنى ذلك الرجل التقليدي الذي يغار عليها و يصرخ في وجهها .. إلخ .

و نزعة العرق تظهر أيضاً في الملحدين , كما تظهر في المثقفين الأنسانوين كما أشرت . و أذكر مشهداً من فيلم لوودي آلين حين أخبر صديقه أنه قتل شرطياً لأنه سخر من اليهود . فرد صديقه : لكنك ملحد ! ليكون جواب وودي آلين معبراً : نعم , و لكن الشرطي حرك فيّ أصولي .

و مع ذلك فإن الإنسان الغربي الذي يمثله وودي آلين بمقدوره أن يتحرر من نزعة العرق , إن لم يكن تحرر منها أصلاً بسبب التربية و التعليم و ظروف حياته العامة . أما الإنسان العربي و المغاربي فإنه لا يكاد يخلو من هذه الصفة التي تجعله إنساناً فيه أكثر من شخص واحد .

و إني و ان ضربت أمثلة لأشخاص تظهر عليهم نزعة العرق , فإني لا أبريء نفسي من هذه الصفة أيضاً لأني كثيراً ما أتفاجئ من نفسي في مواقف معينة . و من هنا يسعني في النهاية القول : يبدو لي أنه لا يمكن أن نعرف أنفسنا أبداً , و بالتالي , تبدو لي تلك الحكمة القديمة : " اعرف نفسك " مجرد حكمة طوباوية يصعب تحققها , فكلما ظننا أننا عرفنا أنفسنا تفاجئنا من مواقفنا و تصرفاتنا خصوصاً حين تظهر فينا نزعة العرق أو أيضاً حين يخرج " الهو " بشراسته للعلن .



#محفوظ_أبي_يعلا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموقف مما يحدث في مصر
- أي علم ينفع؟!
- ابن رشد و استباق الخيرات
- المثقف المغربي : المتوحد , الملتزم , الجديد
- أسس الديمقراطية
- في انتظار المُخلص
- 20 فبراير , المجد لمن قال لا !
- زَيد الرُومَانْتيكي وَ عَمْرو العَقْلاني
- أبْجَدِيّة الحَيَاة أنْتِ !!.


المزيد.....




- مشهد طريف لقطيع أبقار تهرب من مزرعة.. والشرطة -تستعيدها- بعد ...
- -فقد ذراعيه-.. صورة طفل فلسطيني جريح تفوز بجائزة -وورلد برس ...
- -فاينانشال تايمز-: الرسوم الجمركية تهدد طموحات الولايات المت ...
- غزة عطشى: ست ليترات يوميًا للفرد لا تكفيه
- بعد 4 أشهر من هجوم ماغديبورغ الدامي.. السلطات الألمانية تتبا ...
- تجربة تكشف زيف -قاعدة الخمس ثوان- الشهيرة!
- الولايات المتحدة تفكّر بالهروب من سوريا
- محام: إدارة سجن ألباني بريطاني تحد من حقوق كاراديتش -خشية فر ...
- حاكم كاليفورنيا يتعهد بمقاضاة إدارة ترامب بسبب تفكيك برنامج ...
- الأمن الفيدرالي يحبط عملية إرهابية جنوب روسيا


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محفوظ أبي يعلا - نزعة العرق على الصعيد النفسي