أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الله مزرعاني - مبادرة سياسيّة سوريّة؟ هذا أوانها














المزيد.....

مبادرة سياسيّة سوريّة؟ هذا أوانها


سعد الله مزرعاني

الحوار المتمدن-العدد: 4243 - 2013 / 10 / 12 - 20:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 -;-يقود الحديث، أو تكرار الحديث، عن ضرورة إقدام السلطة السورية على صياغة مبادرة سياسية إلى عدة أمور ومستلزمات، وما أكثرها! سنضرب صفحاً عن فكرة وجيهة من نوع أن الوقت قد تأخر على هذا الأمر. أبعد من ذلك، سيقول آخرون، وليس بدون مبررات جدية، إنه ليس من طبيعة النظام الذي أدمن الأمن أن يجنح نحو السياسة: أي نحو المرونة والتسويات والتغيير... في بعض الجواب على ذلك يمكن الاستعانة بالقول المأثور: أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً. فكيف إذا كان الأمر يتعلق بمحاولة وقف شلال الدماء المتدفق أبداً في أرجاء سوريا، مقروناً، بذلك الدمار الهائل والخسائر الفادحة والهجرة المخيفة والأذى العظيم... والتي تصيب سوريا وناسها ودورها وتاريخها وعمرانها، كما تصيب العرب بما يمكن وصفه بالنكبة الثالثة بعد اغتصاب فلسطين ونكسة عام ١-;-٩-;-٦-;-٧-;-.
الظروف الراهنة ملائمة تماماً لصياغة مبادرة سياسية رسمية سورية: تبدأ من زوال خطر توجيه ضربة عسكرية أميركية على غرار ما كان قائماً أوائل الشهر الماضي. يضاف إلى ذلك أنّ الإدارة الأميركية نفسها، المشغولة إلى حد كبير بهموم أزمتها الداخلية، هي أكثر من يشيد بـ«التعاون» السوري للتخلص من المخزون الكيميائي تنفيذاً لقرار مجلس الأمن ذي الرقم ٢-;-١-;-١-;-٨-;-. إلى ذلك، فمنذ معارك القصير حتى اليوم، يتسم الوضع الميداني بتحقيق تقدم للجيش النظامي على قوى المعارضة في محاور ومناطق ذات أهمية لا شك فيها. ثم أضيف أخيراً عامل جديد، وهو نشوب قتال بين الفريق الأكثر تشدداً وارتباطاً بـ«القاعدة» وفصائل أخرى، وخصوصاً «الجيش الحر» والمقاتلين الأكراد. يضاف إلى ذلك، أيضاً وأيضاً، مناخ الخيبة الذي ساد بعد إلغاء مشروع الضربة العسكرية، والذي شمل أنقرة والرياض خصوصاً... هذا إلى ارتباك المواقف حيال تسليح المعارضة وحيال مرجعيتها القيادية (بين الرياض والدوحة وأنقرة...). ويصب في مصلحة السلطة السورية أيضاً بروز دور القوى المصنفة إرهابية وتناميه. فهذا البروز مربك للمعارضة بالجملة، ومضعف لإمكان توحدها، ومعقّد لعلاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية والغرب.
في حسابات السلطة السورية، حساباتها المعتادة، أنّه طالما الأمر على هذا النحو، فلماذا المبادرة السياسية أساساً؟! ويذهب كالعادة، أنصار السلطة السورية إلى حدود المزايدة عليها في تحديد مواعيد للحسم والانتصار الكامل. ليس الأمر على هذا النحو. وتحسن بعض شروط الصراع لمصلحة السلطة السورية لا يعني أبداً أنها باتت قادرة على حسمه لمصلحتها في وقت قريب أو بعيد. القوى التي تقاتل السلطة السورية، الداخلية منها والخارجية، تملك الكثير من الإمكانات التي تسمح لها بإدامة الصراع إلى أمد غير محدود... وبعضها، كما هو معروف، يعتمد تكتيكاً قائماً، بشكل شبه كلي، على استمرار استنزاف سوريا وحلفائها إلى أقصى درجة يستطيعها (للعدو الإسرائيلي وحماته مصلحة كاملة في ذلك). ولا شك أن من نتائج إدامة الصراع بلورة لوحة جديدة من التحالفات والتناقضات على حساب التناقض الأساسي مع العدو الإسرائيلي وحماته.
إن تقديم مبادرة (لا مناورة) سياسية هو أمر شديد الاتصال بمحاولة إيجاد حل للمحنة السورية ولوقف معاناة شعبها. وهو أمر مطلوب، بالدرجة الأولى من السلطة السورية قبل سواها. وهو أمر مناسب لها الآن، بالضبط، لأنها في مرحلة تقدم ميداني كما أشرنا. بديهي أنه لا يجب الاستعاضة عن ذلك، أو التعبير عن ذلك بإطلاق مواقف من نوع: لا حوار مع المسلحين. سيكون ذلك تعبيراً عن رفض الحوار، لا عن السعي إليه. إنّ في ذلك أيضاً إمعاناً في الاستقالة من مسؤولية التفتيش عن مخارج وتسويات وإيكال هذا الأمر إلى القوى الخارجية والتدويل المهيمن.
ثم إنّ تقديم مبادرة هو عمل سياسي صائب من حيث المبدأ. وليس تقديم مبادرة مشروطة بنجاحها المسبق والمضمون. وما سبقت الإشارة إليه من تناقضات المعارضة السورية ومن ارتباك القوى الداعمة لها يشجع على إحداث انعطافة نوعية في مواقف السلطة السورية. ويمكن القول، بدون مبالغة، إنّ أي مبادرة جدية من قبل السلطة السورية، باتجاه الحل السياسي، ستحقق نصف أهدافها سلفاً: فهي ستشير إلى مسار سياسي صحيح وضروري من قبل السلطة. وهي ستربك معظم أطراف المعارضة وداعميها الخارجيين. وهي ستعزل القوى الإرهابية المتطرفة، كما ستفضح أولئك الذين لا همّ لهم سوى تدمير سوريا.
قلنا مبادرة لا مناورة. ذلك يعني إعادة قراءة مسؤولة للمعطيات وللممكنات وللمخاطر. وذلك يعني أيضاً استخلاص الدروس الضرورية في ما يتعلق بمستقبل النظام الذي يحتاج إليه الشعب السوري. وهو نظام ينبغي أن يكون، بالضرورة ديموقراطياً ومقاوماً في الوقت نفسه!



#سعد_الله_مزرعاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيادة أم الفئوية والتفريط؟
- تفاقم الطائفية وتعاظم أضرارها
- عذراً فرج الله الحلو
- أزمة دمشق: هل فات الأوان؟
- الأميركيون وخصومهم
- عن معمّر القذافي: ما له وما عليه
- تصحيح الأجور والوضع النقابي والديموقراطي
- فارس لم يترجّل
- الحمل والولادة الطبيعيان
- سهيل عبود يثير التحدّي مجدّداً
- العراق في دروس ومهمات
- مراجعة خيار المفاوضات: فلسطين أوّلاً
- الطائفية... عنصرية ؟
- مؤتمر الحزب الشيوعي اللبناني: رهان الأمل وتحدّي المشروع والآ ...
- تشافيز يصنع «اشتراكيته»
- الحفاظ على سلاح وتعطيل آخر!
- نحو تعاقد جديد لإنقاذ لبنان
- ببساطة
- الأزمة اللبنانية: مقاربة للحلّ ذات أساس وأفق ديموقراطي
- الشيوعيون والمقاومة: بعض من ...


المزيد.....




- حماس ترفض الاقتراح الإسرائيلي وتقول إن تسليم سلاح المقاومة - ...
- -بلومبرغ-: واشنطن تُعرقل إصدار بيان لمجموعة السبع يُدين الهج ...
- ما الذي يحدث في دماغك عند تعلم لغات متعددة؟
- الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف للمساس بالأمن الوطني- على صلة ...
- أبو عبيدة: فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألك ...
- في سابقة علمية.. جامعة مصرية تناقش رسالة دكتوراة لباحثة متوف ...
- الإمارات تدين بأشد العبارات -فظائع- القوات المسلحة السودانية ...
- ديبلوماسي بريطاني يوجه نصيحة قيمة لستارمر بخصوص روسيا
- الحكومة الأردنية تكشف تفاصيل مخططات كانت تهدف لإثارة الفوضى ...
- -الحل في يد مصر-.. تحذيرات عسكرية إسرائيلية رفيعة من صعوبة ا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الله مزرعاني - مبادرة سياسيّة سوريّة؟ هذا أوانها