أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - تجارة الرقيق السوري.. الأبيض و الأسود.















المزيد.....

تجارة الرقيق السوري.. الأبيض و الأسود.


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4241 - 2013 / 10 / 10 - 18:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تجارة الرقيق السوري.. الأبيض والأسود
وصلت باخرتان ما بين مساء الثلاثاء وصباح الأربعاء 9 أكتوبر 2013 إلى المياه الإيطالية المواجهة لجزيرة Lampedusa, ناقلة مئات المهاجرين الهاربين من دون فيزا أوروبية.. بينهم أفارقة.. والباقي سـوريون. الأولى تحمل علم الدانمارك والثانية علم باناما... بواخر بتسجيلات تجارية بحرية مركبة مغشوشة مزورة الأصحاب الحقيقيين الذين يصعب الوصول إليهم. تملكها أو تستأجرها مافيات تخصصت بنقل وتهريب البشر. تجارة نتائج أرباحها تفوق تهريب المخدرات والأسلحة.
الباخرتان قادمتان من مــرفــأ لــيــبــي.
(وكالات الأنباء)
صباح البارحة لما قام بزيارة الجزيرة, كل من سكرتير عام الاتحاد الأوروبي, ووزير الداخلية الأوروبي, وسكرتيرة شؤون اللاجئين, مع وزير الداخلية الإيطالي, استقبلهم سكان الجزيرة الأصليون بالهتافات الشاتمة اللاعنة, لتقصيرهم بالبحث عن حل إنساني, لهذه الجحافل البشرية التي تصبها يوميا المافيات التركية والليبية وغيرها, كأكياس القمامة على الشواطئ الإيطالية كل يوم... دون أن تــجــد أوروبا المنكوبة بالبطالة الرهيبة والإفلاس وطفر ميزانياتها, أي حـل إنساني لهم. وافتتاحيات الصحف الكبرى تظهر كل صباح لمشاهديها وقرائها مناظر مئات الجثث التي تجمعها أجهزة حرس الحدود وجنود الانقاذ... بالإضافة أن مخصصات المؤسسات الخيرية والدينية الإيطالية والأوروبية, قد نفذت نظرا لتفاقم وانتفاخ أعداد اللاجئين الهاربين يوميا من جحيم الحرب والجوع وفقدان المواد الغذائية.. والأمان.. علما أن هذه المافيات تقبض من اللاجئين الهاربين ما بين عشرة آلاف إلى خمسة عشر ألف دولار من الشخص الواحد.. كما تسربت أخبار أن تجارة الفيزا لدى مافيات (سماسرة الفيزا) لبعض السفارات الأوروبية التي لم تغلق بعد مكاتبها في البلدان العربية.. ترتفع إلى خمسة عشر ألف أورو للفيزا لمدة شهر لغاية ثلاثة أشهر للشخص الواحد...
*********
بعد بيع اجساد السوريات المهجرات إلى لبنان وتركيا والأردن وغيرها من دول الجوار, خلال هذه السنوات الثلاث من المأساة والنكبة السورية... نظرا للضائقة المعيشية لكل هؤلاء اللاجئين واللاجئات اللواتي اضطررن لممارسة تجارة أقدم المهن.. تضاف إليها تجارة أرواح الهاربين من الموت والجوع والخوف والترويع.
مـن يفكر اليوم بكل هذه الملايين من السوريين الذين يعانون بأجسادهم وأرواحهم, خلال هذه الحرب الغاشمة التي أعلنت ضد بلدهم.. وســاهم بإعلانها وحرض لها سوريون, كانوا من أول المنتفعين والمنتفخين والفاسدين من قلب هذه السلطة.. هذه السلطة التي ما زالت مـتـمـتـرسـة على رأس قمة هذا الهرم الذي لـم يتحضر ولم يــع في أوانه المطلوب لما يحاك بالمنطقة من مؤامرات وأخطار وتحضيرات وأجندات وتغييرات تــرسـم للمنطقة كلها.. ولسوريا بشكل خـاص.. وذلك رغم أحداث لبنان وتونس والعراق وليبيا... ومــصــر اليوم... دون أن ننسى إلى شطرين.. بسيف التقسيم الطائفي.. أو الثروات البترولية والثروات الهامة الأخرى.......
من سيعوض لهؤلاء السوريين المنكوبين عن خسارة بيوتهم.. عن خسارة أرواحهم.. عن خسارة أعراضهم.. عن خسارة وطــنــهــم؟؟؟!!!...
السوريون اليوم لو ترونهم, على أبواب السفارات الأوروبية والأسترالية والكندية والأمريكية... بالآلاف... بالإضافة إلى من ينتظرون من أول ساعات الصباح على أبواب دوائر المحافظات والشرطة في المدن الفرنسية... كالمساكين.. كالمحتاجين.. كالمرفوضين والمنبوذين من كل مكان...لأنهم دخلوا هاربين... بانتظار قبول لجوء إنساني.. أو ما شابه من شروط اللجوء التي تتصاعب يوما عن يوم, بوجه السوريين بشكل عــام...
من سيعوض لكل هؤلاء.. كرامتهم.. ووطنهم؟؟؟!!!...
آه لو ترونهم في جزيرة Lampedusa الإيطالية... أو في أزقة مرفأ Calais الفرنسي... أساتذة جامعة.. حرفيون.. مزارعون... عمال... موظفون تركوا وظائفهم.. من كل طبقات الشعب السوري.. رجال ونساء وأطفال.. بلا فيزا.. ناجين من الموت.. من الموت غرقا في البحر.. يحدثونك عمن ماتوا هربا.. وماذا تركوا...
من المسؤول عن مأساتهم.. أمريكا؟؟؟ أوروبا؟؟؟ المملكة السعودية.. حكومة قطر؟ حكومة أردوغان وغول التركية.. جيراننا العربان.. السلطة السورية الحالية ومورثوها.. ومن نخروا الفساد والخيانات في قواعدها وعظامها؟؟؟... من سيحاكم المسببين الحقيقيين لنكبة هذا البلد التاريخية, خلال هذه السنين المأساوية الثلاثة الأخيرة.. وكل ما سبقها.. وقاد البلد وأرض البلد وشعب البلد.. إلى هذه النكبة الإنسانية التي لم تــر لها سوريا مثيلا... منذ مئات السنين.. وما تزال مستمرة... دون أن يعي الفرقاء السوريون المتناحرون أنفسهم على السلطة.. أو ما تبقى منها.. ومدى عقباها وآثارها ونتائجها السلبية.. وإحصائيات خرابها وموتاها... تاركين للغرباء تخطيط قيادة مجازرها.. ومصالحاتها المسعرة.. حسب العرض والدفع والطلب...
أيها الزعماء المتناحرون... تعالوا إلى جزيرة Lampedusa.. وتعالوا إلى مدينة Calais وأزقتها, حتى تشاهدوا العائلات السورية الممزقة المشردة فيها.. بثيابهم الرثة القذرة.. بأطفالهم الذين لم يغتسلوا من أيام وأيام... ولم يتذوقوا سوى النادر من الغذاء الذي وهبهم إياه سكان عاديون بسطاء من سكان الجزيرة.. وفكروا.. وحللوا... واتركوا قصوركم ومتاريسكم وفنادقكم وحرسكم.. وكافياركم وسيجاركم.. ومنفخاتكم وخطاباتكم المسعرة الدونكيشوتية الخشبية الفارغة... وحينها... وحينها قد تتساءلون عن مستقبل مطالبكم وشروطكم وإصراركم وقبولكم أو رفضكم للحلول المسالمة المعروضة المقبولة... أو تقبلون أو لا تقبلون المصالحة.. لصالح هؤلاء المشردين اللاجئين الجائعين... ومن هنا.. من هذه الشواطئ التي تستقبل الناجين من اللاجئين.. سوف يقرر مصيركم... ســـوف أقرر ما أكتب ــ باسمهم ــ عن مصيركم... لأن صوتهم المخنوق اليوم.. هو وحده الذي سوف يتبقى لـه جميع حقوق محاسبتكم.. وفضح ماضيكم وحاضركم... وفتح حـسـابـاتـكـم... ومـحـاكـمـتـكـم... وإدانـتـكـم!!!...

للقارئات والقراء الأحبة.. كل مودتي ومحبتي وولائي لهم.. وصداقتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حـــزيـــنـــة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى السيدة الرائعة فلورنس غزلان
- أحجار دمشق...
- ماذا يجري على الأرض السورية؟.. وهامش حزين آخر
- رد على مسائيات فيسبوكي بعثي مخضرم
- حالتنا اليوم... نكبة!!!...
- توقف الضرب؟؟؟...لمتى؟؟؟...
- صديقتي.. وخلافاتنا المتوازية...
- خطاب أوباما.. وبعده خطاب هولاند في الأمم المتحدة
- تحية من الفكر والقلب إلى.. جوليا بطرس
- الدكتور هيثم مناع.. وجنيف 2.. والبابا فرانسوا
- الماريشال فرانسوا هولاند...
- الكاهن.. فيسبوك.. وأنا...
- جنيف 299
- هل تسمعنا المحاكم الدولية.. والمنظمات الحقوقية.. وهل تعدل؟؟؟ ...
- نداء إلى أحفاد الفريد نوبل
- رضاهم علينا... وأشياء أخرى...
- حوار.. أو لاحوار.. و حالات عربانية
- رأي شخصي.. دفاعا عن جهاد مقدسي
- جواب على تفسيرات ومعاتبات سورية
- أتصور المستقبل يا بلد مولدي.. سوريا


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - تجارة الرقيق السوري.. الأبيض و الأسود.