في مناهج التمثيل

أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 4239 - 2013 / 10 / 8 - 23:02
المحور: الادب والفن
    

تعددت نظريات التمثيل منها نظرية تركز على الأداء الصوتي للممثل أكثر من حركة جسمه وفيها أداء يركز على حركة جسد الممثل أكثر من الصوت . ونظرية تدمج الصوت وحركة جسد الممثل في التجسيد.

1- نظرية قسطنطين ستانسلافسكي :
منهج ستانسلافسكي منهج طبيعي يعتمد على إبراز الممثل للصفات الداخلية للدور ( الدوافع النفسية) مع الصفات الخارجيد ( المظاهر المادية الجسدية والسلوك وطرق الحركة والكلام ) ويعتمد أداءالممثل في منهج ستانسلافسكي على أربعة مستويات:
1- مادة الفعل ( تحليل دوره) - ماذا يفعل ؟
2- دوافع الفعل ( السببية) لماذا يفعل ما يفعل ؟
3- كيفية الفعل ( طريقة تجسيده للفعل) كيف يفعل ؟
4- ملاءمة التعبير عن الفعل (مراجعة تعبيره عن.الفعل) قيمة الفعل .

وفي كتاب ( إعداد الممثل) لستانسلافسكي والمترجم محمود مرسي ومحمد زكي العشماوي . وهو مخرج مسرحي روسي ونظريته في إعداد الممثل نظرية أساسية في تدريب الممثل على تجسيد الشخصية المسرحية تجسيد ذاتي معتمد على البعد السيكولوجي للشخصية التي يمثلها ؛ لذلك عرفت بنظرية التمثيل النفسي . وفيها يهتم الممثل بتركيز الانتباه ، وبالخيال
كي يتخيل أفضل أسلوب لتجسيد صورة لمشاعر الشخصية بقلب دافئ وعقل بارد كما يقول هو نفسه .
ويعتمد في ذلك على ذاكرته الانفعالية ، باسترجاع صورة انفعال سابق مر به في حياته يشبه الموقف الذي يقوم بتمثيله . وحتى يحقق الصدق في أداء الشخصية يجب أن يندمج في الدور الذي يلعبه .
والممثل في نظرية ستانسلافسكي يقوم بتقسيم دوره إلى مراحل وأهداف حتى ينجز الدور كما يجب في فهم تفاصيل الدور ومراحله في الحدث الدرامي .
تعتمد الممثل في نظرية ستانسلافسكي على تجسيد الصفات الداخلية والخارجية للشخصية ( تجسيد مشاعر الشخصية مع مظهرها الجسدي الخارجي )

2- منهج فوسوفولود مايرهولد :
مايرهولد مخرج روسي وكان تلميذا لستانسلافسكي لكنه اتخذ لنفسه طريقا آخر غير منهج ستانسلافسكي
وله كتاب لنظريته في التمثيل في جزئين هو ( الفن المسرحي ) ترجمت في دمشق . ونظريته تعرف بنظرية ( البايو ميكانيك) أي (الألية الحيوية) ومسرحه يعرف بالمسرح الشرطي فاهتمامات الممثل على الصفة الخارجية للشخصية تشخيص بعكس نظرية ستانسلافسكي المعتمدة على الصفات الداخلية والخارجية ، فالمؤثر في منهج مايرهولد يركز على المظهر الخارجي للدور وبذلك تبدو حركته ألية. يسمح منهج مايرهولد للممثل بأن يرتجل في أثناء أداء دوره ويقول ( دائماً ما يرتجل الممثلون المجيدون حتى في أثناء أكثر الخطوط الإخراجية دقة )
كما يفضل مايرهولد في منهجه الممثل المحب للموسيقى - كما يقول نقلعنه (د. صالح سعد في "من أوراق مايرهولد الأخيرة " (مجلة الثقافة العالمية ) ع25يناير 1997- شعبان 1417) يقول مايرهولد: " العمل مع الممثل الذي يحب الموسيقى أفضل عشر مرات من غيره " ( نفسه ص- ص 146-147)
ويعتمد أداء الممثل في منهج مايرهولد إلى جانب الارتجال على الأداء المحتمل ؛ بمعنى تشخيص المظهر الخارجي للدور من وجهة نظره . فهو يقول : " اختلاف أداء الممثل للدور المسرحي من ليلة عرض إلى ليلة عرض أخرى " ( ص145)
يعني الأداء محتمل أن يغير الممثل من طريقة أدائه للدور الذي يقوم بتمثيله بين ليلة وأخرى .

3- منهج برتولت بريخت :
برتولت بريخت أو بريشت مؤلف ومخرج ميرحي وهو صاحب فكرة المسرح الملحمي ويقوم منهجه على نظرية التغريب الملحمي وهي نظرية يراعي فيها كل من المؤلف والمخرج والممثل وضع مسافة بينه والجمهور حتى يفكر بإدراك لكل ما يعرض أمامه ، ليظل محايدا كأنه قاض يفهم ويحلل ما يعرض عليه من أحطاث دون أن يظهر ميلا أو تأثرا عاطفيا بما يعرض أمامه ويظل هكذا حتى نهاية عرض المسرحية ليكون له موقف في النهاية مع ما عرض عليه أو ضده . ويعتمد المؤلف والمخرج في هذا المسرح على ما يطلق عليه بريخت ( التأرخة : أي تقديم ماهو تاريخي أو تراثي بشكل معاصر ,, من جهة نظر عصره أي عصر الجمهور ليصبح حكمه عليه حكما معبرا ىعن مجتمع عصره ) ويعتمد أيضا على ما يعرف بـ ( الرائع في المشوه والمشوه في الرائع ) بمعنى تقديم الحدث ووإعادة تصوير الممثل للشخصية التي يمثلها بما فيها من قيم وأفعال جميلة وما فيها من قيم وأفعال سيئة أو قبيحة فالجمال والقبح ثنائية في الإنسان ، والممثل يشخص الدور من خارجه باعتياره صفة إجتماعية وليس صفة ذاتية تخص شخص بعينه من لحم ودم الشخصية باعتبارها نموذجا لطبقتها الاجتماعية . وحتى ينجح الممثل الملحمي في تصوير الدور ال1ي يلعبه فهو يمثله من خارجه ويضع المشاعر بعيدا عن الأداء ، يمثله تمثيلا محتملا صدقه ومحتملا كذبه وهو بذلك يقترب من ممثل مايرهولد ؛ ويبتعد هن ممثل ستانسلافسكي

#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات