|
أحداث يوم الأحد 2013/10/6 الدامي 2/1
محمد ضياء عيسى العقابي
الحوار المتمدن-العدد: 4239 - 2013 / 10 / 8 - 11:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان يوم الأحد المصادف 6/10/2013 دامياً بإمتياز في العراق. مع هذا رصدتُ فيه جانباً "مفرحاً" هو: لم يفلح الإرهابيون (الذين لا يقطنون السماء ويهبطون منها ويضربون ثم يعودون إليها!!) في ضرب مناطق سنية. هذا جانب مفرح ليس بسبب تقليل خسائر الشعب العراقي وحسب. بل الأهم هو قطع الطريق على أصحاب الرصاص والكواتم والعبوات والمفخخات "البيضاء أو الناعمة" التي لا يُسمع لها دويٌ يشق الآذان، ولا تُشهد لها شظايا تمزق الأجساد؛ بل تسمع لها كلمات رنانة طنانة من فضائيات معروفة، وتُقرأ لها حروف نارية على ورق أو في مواقع إلكترونية أو في مواقع التواصل الإجتماعي، وتُلحظ لها سهام مسمومة تستهدف ما في الرؤوس والنفوس. كثير منهم بالطبع يدين "الطائفية" وكثير منهم ينتصر لـ"الحريات أولاً" والكثير منهم، وهو الأكثر صراحة ووضوحاً وأمانةً وصدقاً من الجميع في التعبير عما يريد، إذ يقول "نريد سحق الخنازير الصفويين ونعيد الإسلام إلى بغداد" أي "أحكمك أو أقتلك أو أخرب البلد".
كل هؤلاء، موضوعياً، يلتقون في خندق فكري واحد مهما نفوا وأقسموا ونمّقوا وتحذلقوا وتفلسفوا بفلسفات آخر زمان التي طلّقت فلسفات أول زمان. لا أبخس التطور حقه في الحياة ولكن ليس التطور المفتعل المعوج. مثلاً: لا أتعلم الديمقراطية وحقوق الإنسان من السعودية وقطر والبحرين؛ ولا أتعلم "الحريات أولاً" من شركات النفط الإحتكارية وإسرائيل!! ولا أتعلم حقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية من وكالة الإستخبارات المركزية (سي.آي.أي.) وعماد جاسم، ولا أتعلم مكافحة الطائفية من قادة التيار الديمقراطي عدنان حسين وشاكر كتاب وصبيان شارع المتنبي؛ وأفهم طبيعة تظاهرات الأنبار من النائب أحمد العلواني والشيخ عبد المنعم البدراني ولا أنتظر ما يقوله لي عضو المكتب السياسي جاسم الحلفي وزميلته هناء من أنها، التظاهرات، تطالب بالحكم المدني!!!. النقد البنّاء المستديم والتظاهر الجاد مطلوبان بكل قوة في النظام الديمقراطي خاصة في أيام نشأته الأولى ... ولكن ... ليس التخريب ... وليس الإنطلاق من قرار مؤدلج (والأدلجة طُلِّقت في كل شيء لصالح البراغماتية إلا في هذا الأمر!!) صامت يفترض أن حكومة العراق مصابة بأمراض نقص المناعة والسرطان والسل والطاعون والطائفية مجتمعة ما ينبغي إجتثاثها وبالبساطة التي إجتثت بها شعوب الربيع العربي حكوماتها الدكتاتورية حسبما صرح تنويهاً السيد جاسم الحلفي في فضائية الحرة – عراق / برنامج بالعراقي وذلك، بتقديري، لمجرد أن رئيس الحكومة شيعي ناسين أنه مواطن عراقي ملتزم بدستور مدني أقره الشعب العراقي وهو، بالمناسبة، ذات الشعب الذي لم يكن مغيباً يوم إقترب من الإشتراكية في أعقاب ثورة 14 تموز 1958 المجيدة وذلك حسب تقديرات البعض الذي يراه اليوم شعباً مغيباً.... كيف؟ .... لا أدري!!. هذا الأفندي يريد تغيير العملية السياسية وذاك يريد ثورة على الأمريكيين وعملائهم والآخر يريد محاربة الجار الشرقي السعيد الذي "صدّر لنا الطائفية"، والأفندي الآخر يريد دستوراً جديداً يمنع فيه تشكيل أحزاب دينية!!! ولكن الأفندية لا يوضحون المطلوب بصراحة لنفهم قصدهم وكيف يستقيم المنع مع الديمقراطية؛ بل إنهم يبقون في الظل لأنهم ليسوا، كما قلتُ، الأكثر صراحة ووضوحاً وأمانةً وصدقاً في التعبير عما يريدونه. لكنني أعرف ما يريدون لأنني أعرف خلفياتهم السياسية وأقرأ لهم وأسمعهم رغم أن الناس غير مكترثة بهم. ولكن، كيف قُطع الطريق على أصحاب السلاح الناعم الأبيض؟
دأب هؤلاء على بناء قلعة وهمية يريدون أن يسمّوها بالقلعة الشيعية ليوازنوا بها قلعة وهمية مقابلة، بناها عقل الإفتراض المتحكم فيهم دون مراجعة جذرية شجاعة رغم الأهوال التي مرت على العراق منذ تأسيسه، - قلعة وهمية مقابلة مفادها أن السنة هم الذين يقتلون ويثيرون الطائفية. بالطبع هذه الأوهام خاطئة، من وجهة نظري، فهناك خلط بين السنة والطغمويين* وهم لملوم من جميع أطياف الشعب العراقي بهذه النسبة أو تلك ولا يمثلون أياً من الأطياف. [راجع الهامش (*) أدناه رجاءً.] الطغمويون يقمعون الديمقراطيين السنة لذا فصوتهم ليس عالياً. أصحاب السلاح الناعم يتصيدون الكلمات البريئة التي يستطيعون لوي عنقها؛ والأحداث المدبرة والأحداث الكيدية والأحداث المفبركة ليجعلوا منها حطباً يحرقونه لجعل القلعة الشيعية ذات وهج يستشهدون به على طائفية الطرفين، السني والشيعي، وتورطهما بالإرهاب المتبادل والتعامل مع الإجانب على حساب الوطن. وبذلك فهم يظلمون الطرفين. ينسبون للسنة ما يقوم به الطغمويون والإرهابيون؛ ويفبركون إتهامات للشيعة كي يوازنوا بين الطرفين. وهكذا فهم يتجنون على الواقع ويتهمون بريئاً ويساوون بين البرئ الآخر والمجرم الإرهابي والطغموي. وهذا، بالنتيجة، يشكل دعماً للطغمويين والإرهاب لأنهما يشعران بأن ألاعيبهما قد إنطلت أو قبلت لذا فلا يريان نفسيهما مطالبين بإعادة النظر بستراتيجيتهما وتكتيكاتهما. بحكم التناغم القائم بين الطغمويين والتكفيريين وكل من في الخندق، تنتقل الفكرة والمطلوب إلى أجندة التكفيريين، ذات البنود المتنوعة، لتلبيتها عندما تتاح الفرصة. الفرصة لا تتاح على طول الخط، بيسر، لضرب الأهداف السنية كيدياً، خاصةً وأن المفضل منها يقتضي أن يكون في مناطق شيعية لضبط المشهد والإخراج على أحسن حال. الإغتيال في الزبير أو تفجير مسجد مصعب بن عمير في سامراء لا تقنع الكثيرين بأنه فعل شيعي لأن سعيد اللافي حرم دخول عبد الزهرة هناك والنائب أحمد العلواني هددهم بالفناء. ولكن التحرش المتعمد في بعض عوائل آل السعدون في البصرة والناصرية والكوت وإفتعال مسألة الهجرة كاد أن ينطلي على البعض لكن حكمة المسؤولين على مختلف المستويات ومن جميع الأطراف فوتت الفرصة ووأدت الفتنة وهي في مهدها. لو صدّق الناس الشاعر الكبير شعرياً والسخيف سياسياً سعدي يوسف لسهّل على أصحاب السلاح الناعم الأمرَ لأنه يعتبر أن جميع أعمال الإرهاب المتنوعة في العراق هي من صنع السيد علي السيستاني .... وكان الله غفوراً رحيما!!! اليوم، الأحد 6/10/2013، كان أحد الأيام التي لم تتح الفرصة للإرهاب لإضاءة المصابيح في قلعة الإرهاب الشيعي الوهمية. إذ لم يتوفق في إصابة هدف ديمقراطي سني فركز كل جهده على أهداف شيعية. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *: للإطلاع على "مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي" بمفرداته : "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع أحد الروابط التالية رجاءً: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995 http://www.baghdadtimes.net/Arabic/?sid=96305 http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181
#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تنسيقية 31 آب تقترب من خط الإستهتار
-
النائبة وحدة الجميلي والمجاهدة آنيا ليوسكا
-
من أتى بآنيا ليوسكا إلى بغداد؟!!!
-
السعودية في حالة إرتباك
-
النجيفي يتهجم على المالكي لمهاجمته البعث
-
رد على تصريحات للسيد أياد علاوي
-
الجياد الأمريكية والجياد العراقية الديمقراطية
-
مخطط -حرق الأعشاش- الجديد
-
علاوي يقترح فرض حظر جوي على سوريا بدل ضربها
-
ملاحظات حول بعض أحداث يوم الأربعاء 2013/9/4
-
صور الخميني والخامنئي في بغداد
-
لماذا العويل وقرع الطبول حول عمليات -ثأر الشهداء-؟
-
قضية الرواتب التقاعدية جزء من ستراتيجية الفساد
-
دعوة -متحدون- لمقتدى خطة لحرب أهلية
-
تعقيب على نداء لتشكيل -حكومة إنقاذ وطني-
-
عودة الحلفاء إلى بعضهم رغم أنفهم!!
-
إرحموا العراق يا صدريون
-
سقطت الديمقراطية في مصر
-
أعلن النجيفي إنتصاره على علاوي في لقاء الحكيم وأيامنا صعبة6/
...
-
أعلن النجيفي إنتصاره على علاوي في لقاء الحكيم وأيامنا صعبة6/
...
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|