أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - أرجوكم، لا تقتلوا السيسي!














المزيد.....

أرجوكم، لا تقتلوا السيسي!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 4237 - 2013 / 10 / 6 - 13:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أرجوكم، لا تقتلوا السيسي!

القصر هو الذي يصنع الكوخ في غالب الأحوال، ولكن سكان الكوخ قد يتبرعون باعادة تأهيل سيد القصر قبل أن ينطلق في قيادة الوطن سواء اختار الطريق الصواب أمْ .. حاد عنه.

الغثيانيون هم فئة من البشرلا تـُـفـَـرِّق بين تلميع حذاء، وتلميع زعيم، وهم في كل الأحوال والمواكب، ويطلـّـون علينا في الفضائيات، ويـُـصدرون كتبا تجميعية لمقالات وحوادث، تماما كما يفعل نصف الأمي علىَ النت وهو يقص، ويلصق، وينتفخ كأن جائزة الدولة التقديرية لن تـُـمنح لغيره.

خرج الفريق أول عبد الفتاح السيسي بعدما فاض الكيل، وفشلت كل محاولات زحزحة الاخوان عن مواقعهم، وأعلنت عشرات الملايين عن رغبتها أن يتولى الجيش الاطاحة بالديكتاتورية الدينية حتى لو جازفنا بوصول ديكتاتورية عسكرية يستتب بها الأمن، ويعود المزايدون دينيا إلى جحورهم.
وكالعادة لا ينتظر المنافقون حتى تتضح الرؤية، فالمناصب محجوزة للمادحين، وتشهد كل العهود والعصور أن المُصفق الأول يضع ساقا فوق ساق في الصف الأمامي.

كم تمنيت، مخادعا نفسي، أن يستضيف التلفزيون المصري في عهد الفريق أول عبد الفتاح السسيسي ثلة من الذين تغزلوا في كل الأسياد، فيأتي ممتاز القط والشقيقان أديب وعبد الله كمال ولميس الحديدي وتامر بسيوني وخيري رمضان ومحمود سعد ومكرم محمد أحمد وعشرات غيرهم ليجهشوا بالبكاء أمامنا، ولا تسعف حفنة من المناديل لتجفيف دموعهم، ويُقسموا أنهم لن يعودوا لتلميع سيد القصر الجديد مرة أخرى.

لكن الذي يُحدث الآن أكبر من حالة التأهيل الغثيانية، وهي تضطرنا إلى حمل مشاعر توجس من السيسي بدلا من الترقب حتى نراه في صورته الكاملة والحقيقية والوطنية.
صف طويل بطول مدينة الانتاج الإعلامي وبطولة صحفيي كل الأزمان لنفخ الفريق أول فخشيت أن يتحول تعاطفي معه إلى مناهضة، فأنا وهؤلاء لا نلتقي إلا لــِـماما على أرضية واحدة.

إنهم يقتلون الرجل الذي أطاح بكتاتورية المرشد، وأسياد المقطم، وأحفاد البنا، وتلامذة الإرهاب.
إنهم ينفخون السيسي ويوحون إليه أنه يبلغ البرج طولا، ويخرق الأرض عُمقاً، وهذا عمل غير أخلاقي بالمرة، فالسيسي قائد في مرحلة الانتظار، فإذا أصبحت مصر آمنة، وتراجعت المزايدة الدينية، واحتوت زنزانات قذرة مبارك وأهله ورجاله وكلابه، وتطور الوطن، وعمَّت المساواة بين مسلميه وأقباطــه، وتساوى المسجد والكنيسة، واختفى أباطرة الفتاوى الفجة، ولم يعد في السجون والمعتقلات بريء، ولهث المصريون لمحو الأمية في وقت قياسي، وأصبحت مهانة المواطن في السجن أو في الشارع شيئاً نادراً، ووضعت أم الدنيا قدميها في بداية عصرها الذهبي، واستقل القرار المصري، وأعيد تعريب مصر بعدها أربك الانعزاليون هويتها، فهنا سنصفق للسيسي فرحين حتى تدمىَ أكفـُّـنا.

مرة أخرى، فأنا مع فضِّ الاعتصامين بالطريقة التي حدثت أو.. أشدّ، وأنا مع منع ترشح أي شخص يأتي إلى صندوق الانتخابات زاعما أن الله معه، فهذا غش وتدليس واحتيال.
شكرا للجنرال عبد الفتاح السيسي في ذكرى أكتوبر المجيد، لكنني مازلت في لحظات الترقب والانتظار لئلا يتم تصنيفي مع الغثيانيين.
أشعر بقرف شديد لصدور كتب تعيد الكرباج إلى يد مبارك فيلهب ظــهورنا به مرة أخرى، والبصقة إلىَ لعابه فيقذفها في وجوهنا كما كان يفعل طوال ثلاثين عاما.

أرجوكم، لا تقتلوا السيسي بمديحكم الأصفر كابتساماتكم البلهاء على الشاشة الصغيرة، فثلاثة طــغاة، مجرم إثر الآخر، مبارك والمشير ومرسي، كافية لتدمير مصر، فلا تضموا السيسي إليهم، فقدرات الرجل وآماله وطموحاته تتعطل تماما برفعكم إياه فوق الأعناق.
دعوه يعمل، وراقبوا عمله، وانتظروا النتائج، وبعدها افعلوا ما شاءت لكم ضمائركم.

الذكرى الأربعون لأكتوبر المجيد محجوزة فقط للجنود الصغار والشهداء والجرحى والمهندسين ومُحطــّـمي الخط الحصين الذين وضعهم المصريون في المكان الأصغر والمنسي من الذاكرة.
الذكرى الأربعون ليست للقيادة فقط ولأبطال الضربة الجوية وللنسور فوق الأكتاف، لكنها للجندي المجهول الذي عــَــبــَـر جحيم بارليف، فحصد النصر الجنرالات فقط.

أعود مرة أخرة للغثيانيين الذين جمعوا النفاق كله في كل العصور، ثم توجهوا الآن ناحية الفريق أول عبد الفتاح السياسي ليقتلوه بالمديح، ويفجــِّْروه بالنفخ، ويــُـبهتوه بالتلميع، وينسبوا إليه كل الانتصارات حتى قبل مولده.
وأنصح الفريق أول عبد الفتاح السيسي أن يَصُمَّ أذنيه عن الغثيانيين، ويُنصت فقط لجموع الشعب التي خرجت بعشرات الملايين تطلب منه إنقاذها من المُرسيـّـين المتخلفين، ويصنع مجتمع المدنية والتسامح والأمن والمساواة.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 6 أكتوبر 2013



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفراح القتلة وأعراس اللصوص!
- السطريون يسيطرون!
- سيعود الإخوانُ لحُكْمِ مصرَ رغم أنْفِنا!
- الدرويش البطل
- معذرة، فأنا لا أصَدِّق خبرَ الضبطِ والاحضار والقبض على مجرم!
- لماذا يختل ميزان العدل مع الدين؟
- هل أصبح مؤيدو الإخوان طابوراً خامساً؟
- الجبان الديجيتالي!
- أيها المصريون، قفوا مع السيسي في حربه ضد الإرهاب الديني!
- من أين ينبع بركان الكراهية لدى الإسلاميين؟
- كارثة حرب النصوص!
- رسالة إعتذار لسيدنا الرئيس حسني مبارك!
- دعوة لتنازل الملك عبد الله بن عبد العزيز عن العرش!
- أنا أعرف، إذن فأنا جاهل!
- السيارة المفخخة ليست مفاجأة!
- لماذا ساءتْ أخلاقُ الإنترنتّيين؟
- استرداد أموال المصريين خط أحمر!
- حفارو القبور ينتظرون السوريين!
- لماذا تراهن قطر على الحصان الخاسر؟
- الاستعمار الجديد يقرأ في الكتب المقدسة!


المزيد.....




- تزايد الضغط على بايدن للانسحاب مع انهيار جدار الديمقراطيين ح ...
- الكرملين: بوتين وأردوغان يبحثان -قضايا مهمة- في لقائهما بأست ...
- -صعود اليمين الفرنسي المتطرف يُحيي الهوس القديم باستهداف الم ...
- -كاد النوم أن يغلبني- ـ بايدن يدافع عن إدائه أمام ترامب
- صحفي تركي يتوقع لقاء أردوغان والأسد في أستانا
- مفتي داغستان يفرض حظرا مؤقتا على ارتداء النقاب في الجمهورية ...
- اليابان: نراقب عن كثب تطور العلاقات الروسية الصينية
- هيلاري كلينتون توافق في حديث مع مخادعين روسيين على التآمر ضد ...
- حافلة تقل سائحين من روسيا وبيلاروس تتعرض لحادث في أنطاليا ال ...
- رئاسيات إيران.. جليلي وبزشكيان يتواجهان بمناظرة أخيرة قبيل ج ...


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - أرجوكم، لا تقتلوا السيسي!