وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4235 - 2013 / 10 / 4 - 21:40
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
العنصر التجاري اليهودي يستفيد من التغيير
وكما لاحظنا سابقاً , فقد استفاد العنصر التجاري اليهودي كثيراً من عملية التغير التي في الثلث الثالث من القرن التاسع عشر الذي نجم عن دخول السفن البخارية إلى أنهار العراق وعن افتتاح قناة السويس . ولكن هذا العنصر ازداد ثروة من دون أن يكون لذلك أية نتائج سياسية . صحيح أنه صار له صوت في مجالس ادارة البلديات والولايات التي استحدثت في السبعينيات من القرن التاسع عشر , وأنه كان يستهدف , ضمن حدود محددة بعناية , مشاركة الأعيان المحليين في أعمال الحكومة , وخصوصاً في مجال الضرائب و الأشغال العامة وما شابه ذلك , ولكن دوره في هذه الهيئات كان قليل الوزن . طبعاً , كانت للتجار اليهود , كما في السابق , القدرة على شراء النفوذ لدى الدوائر الرسمية في ما يخص تزييت عجلات أو دواليب تجارتهم , أو على الأخص تخليصها من العقبات المثيرة , ولكن هذه الطريقة مكلفة ولم يكن من الممكن الاعتماد عليها دوماً في تحقيق التقدم لمصالحهم أو حماية هذه المصالح . وقد يمكن لهذه الظروف أن تفسر سبب تعاطفهم مع ثورة (( تركيا الفتاة )) سنة 1908 , ودعمهم بالمال النوادي السياسية – (( لجان الاتحاد و الترقي )) المحلية – التي أدت إلى قيام هذه الثورة . ولكن ما له المغزى السببي الأهم في هذا الصدد كان عاملاً آخر , ألا وهو الوزن الخاص جداً الذي كان أبناء دينهم قد كسبوه لدى مستشاري تركيا الفتاة في اسطنبول . ويبدوا أيضاً أن كاركاسّو , وهو نائب يهودي من سالونيك , أظهر سنة 1909 (( حماسة عنيفة )) في الدعوة إلى السير إلى العاصمة والإطاحة بعبد الحميد . وحظي أخيراً برضى أن يكون ناطقاً بلسان الوفد المفوض الذي نقل إلى السلطان قرار عزله . ومن المثير للاهتمام أن يكون عبد الحميد قد سجن بعد اعتقاله في فيلا يملكها المصرفيون اليهود في لجنة الاتحاد و الترقي . ولم يمض وقت طويل حتى عين جاويد بك , وهو نائب يهودي آخر من سالونيك , وزيراً للمالية . وإضافة إلى هذا , واستناداً إلى السفير البريطاني في اسطنبول , فإن عناصر يهودية نجحت في تشكيل (( حلقة لا يمكن اختراقها عملياً )) في امارة البحر ووزارة الحرب التركيتين , وإلى حد أن مسؤولي السفارة الألمانية بدأوا يظهرون لهذه العناصر مودة خاصة في ما يبدو أنه كان يهدف إلى تأمين دعمهم لأغراض ألمانيا السياسية وفي ما يتعلق بالإمتيازات وطلبات الأعمال . يتبع
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟