عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .
الحوار المتمدن-العدد: 4235 - 2013 / 10 / 4 - 00:14
المحور:
الادب والفن
أضواء ترسم صورتها الباهتة على المياه، وزوابع تنذر بحلول الشتاء، وهرج يتماوج من هناك، يجلس حسن على المقعد المجاور للبحيرة، يتناول الذرة المقلية، يصمت، لكن في صمته شجون، يستفسر ؛ سرعان ما يرتكن إلى الصمت، فالبحيرة التي رآها البارحة هي التي يراها اليوم، والوجوه نفسها تخلق أفعالها ؛ لا شيء تغير غير نقيق الضفادع الذي أصبح يأتي من بعيد هذه المرة .
يجلس في هذه الآونة فوق كرسي مجاور للبحيرة، من هناك تتماوج علب، والماء كل يوم يزداد تعكيرا، والنفايات تتراكم شيئا فشيئا، وكلما تراكمت تتبلد العقول .
اليوم ؛ شرح للتلاميذ معنى الأغورا ؛ شرح لهم أن مجموعة من الناس يلتقون في ساحة عامة، فيتناقشون، ثم يبثون في قضاياهم العامة، ولكن أين نحن من الأغورا الآن ؟
يتبدد الخيال كما تتبدد حبات الذرة التي تتلاشى أمامه الآن، والعالم الذي يحيط من حوله يموت كما تموت الثورات العربية ؛ نشأت من وسط الساحات العامة، تهفو وتنادي الإنسان، لكنها تفقد زمهريرها الآن، لا شيء هنا غير زوابع من الرياح تشطب كل شيء كالمكنسة .
حسن يتأمل، وفي أمله حلم، والحلم حبة صغيرة تعبث بها الرياح، لكن لديه ثقة أنها ستنبت يوما...الأزبال تتراكم، والرياح تعجز عن تحريكها، فتضيق الساحة شيئا فشيئا، أما البشر المتجمعون، فذات يوم كانوا يتظاهرون، فكبر الإنسان فيهم، لكنه الآن يصغر، فيتحول إلى شبح، فيتبدد، فيخترق الظلام كل شيء ...
عبد الله عنتار - الإنسان - / 02 أكتوبر 2013 - واد زم - المغرب
#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟