أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - أوراق أيلولية . الورقة التاسعة .. الورقة العاشرة .. الورقة الحادية عشر .














المزيد.....

أوراق أيلولية . الورقة التاسعة .. الورقة العاشرة .. الورقة الحادية عشر .


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4234 - 2013 / 10 / 3 - 21:03
المحور: الادب والفن
    



لا قدرة لي على مجابهة الحياة .. كنت أريدها رحلة شيقة في ظل خريفٍ كنتُ أظنّه لي .. ما كنتُ أريدها حرباً شعواء مع هذه الحياة .. ليس استسلاماً مني .. أو تقهقراً إلى جاهلية سلفت .. لكنه خوف وخشية على هذا الكتاب .. هو لم يستأمني على حياته .. لم يودعها بين يديَّ أمانة .. لكني أنا دائماً من أنَصّبُ نفسي المسؤولة عن كل نفسٍ في هذه الحياة ..
الحياة تغارُ مني .. الحياة تكيلُ لي .. الحياة أقوى مني .. الحياة شرسة وأنيابها غليظة جداً .. ولكن بصدق كل هذا لم يهمني لو حركَّ هو ساكناً .. هو لم يحركّ أيُّ ساكنٍ .. ولم ينبسَّ ببنت شفة .. فكيف أخوض حرباً ضروساً كهذه وأنا لم أتلقَ منه وعداً بلقاء .. كيف أقف نداً لند لهذه الحياة وهو لم ينظر في عينيِّ مرة واحدة .. ولم يقرأ إصراري على البقاء .. هو لم يفهم تعنتي ورغبتي بقراءته .. ولم يدرك أنني قادمة في رحلة سريعة .. عبر طيات كتاب ..
ولكني لم أتخيل أنها سريعة إلى هذا الحد .. وأن سلالي ستعود فارغة من العنب .. وكل ما أضفته إلى حياتي خصماً جديداً .. هو هذه الحياة .
خصيمتي هذه الحياة .. لم يتسع الوقت لأخبره بهذا .. لأحذره من أنَّ الحياة قد تنقض علينا فجأة فتمزق بأنياب الغيرة كل ما غزلناه .. لكنه أُغلق فجأة .. طُويت صفحاته في وجهي .. ولم يبقَ ظاهراً إلا العنوان " المذبوح " ..
فهل أصبحنا برمشة عين اثنين ؟
إنها مشيئة القدر أن ننتهي قبل أن أبدأ .. قبل أن أقول كلمتي في حضورك .. وقبل أن أسمعها منك تسري في أوصالي فتدب في مسامات روحي الحياة ..
كم تخيلتها بألوان الفرح .. بألوان الطيف .. بألوان السعادة .. كم تخيلت نظراتي إليك ساعتها .. وكيف سترقص طرباً حين تداعبها كلمة خرجت من صدرك لأول مرة .. كم رسمتها في دفتري نجوماً وأقماراً .. وكم نبت منها غصون وفروع .. فكيف سأجتث كل أحلامي .. وأعود من حيث أتيت فارغة الأحلام واليدين والقلب ..
ولكن مع خصم جديد هو هذه الحياة .

الورقة العاشرة
فقدت الأمل في البقاء و كان عليَّ أن أُعدَّ نفسي للرحيل .. وكيف أرحل وقد بقيَّ جزء مني هنا .. بين طيات هذا الكتاب ..
لا أعلم لماذا أتيت .. ولكني أتيت وانتهى هنا الأمر .. وأردت المكوث بين أضلع هذا " المذبوح " ولكن الحياة لم ترد .. فكيف أمضي وقلبي لا يزال قلبه هنا .. ورمشه معلق على نسمة قد تمرُّ على غفلة من القدر فتفتح لي صفحة جديدة .. وأعيد تثبيت عيوني مرة أخرى على أول السطر ..
لا يزال قلبي يخفق .. ونبضاته تتسارع .. ولا يزال الحلم في روحي يحدثني بأن هناك شيئاً ما بالأفق .. ولكني لا أراه .. أحسه ربما .. صوت من خلف المحيطات .. يقول ابقي هذا المساء .. وكل مساء .. لا تدعي الليل ينال مني .. لا تدعي الوحدة تلتهمني كلقمة سائغة على مائدة العشاء ..
ولكن اللغة لا تسعفني .. لغتك أيها " المذبوح" قدَّت من الصخر .. وأنا لغتي مياسة .. حنونة .. صارخة البهجة .. تلائم جميع طقوس الفرح .. فكيف ستُعانق لغة من الصخر .. لغة تتراقص تيهاً وفرحاً على أبواب الحلم ؟
هل كان يتوجبُّ عليَّ الحذر .. هل كان عليَّ أن أقف في بابه طويلاً وأمعن النظر .. وألاَّ أرتب حروفه وهي تسير تجاهي كما أشاء وأهوى .. بل أتركها تمشي في دلالها .. كما هي تشاء .. دون شارات مني .. دون دلالات أو إمارات .. فالتكهن هنا لم يُجدِ .. وذكائي المفرط ُ لم يفدِّ .. فكيف أطوي صفحة .. وأنهي رحلة .. كانت ستكون شهراً من العسل ؟

الورقة الحادية عشر
كيف تضعنا الحياة فجأة على حافة الاختيار .. كنتُ دائماً أرى أن أيلول هو الوحيد القادر على أن يكون ظلِّي .. أختلف معه .. ويختلف معي .. لكننا لا نفترق .. ويبقى ظلِّي الذي يلازمني طِوال الوقت ..
" المذبوح " كان سرّاً استعصى على الفهم .. استعصى عليَّ فك رموزه .. كان أقوى من عاصفة هوجاء .. أكثر حماسة من نشيد بلادي .. وكان أرق من معزوفة صيفية حالمة غادرت أبواب الصبا تبحث عن العشق في ديار الجوار .. " المذبوح " كان قصة كاملة متكاملة تبدأ من قطف أوراق الوردة .. وتنتهي بتكليلي بتاج من الندى .. فكيف أغلق قصة عشق جادت بها السماء وبخلت فيها الأرض ..
كيف أدع الحياة تضع براثنها على كل ما أحبُّ .. وأنسحب أجرُّ أذيال الخيبة والفشل ..
وقلبي هذا المسكين الذي بدأ يبني قصوراً في الهواء .. وقلاعاً على الرمل .. كيف أقنعه .. وأنا لكتاب .. لعدد من الصفحات .. لم أستطع أن أقنع ..
ومع ذلك أيها " المذبوح " تأكد أنك كنت أيلول آخر .. قد أحتاج فصولاً من العمر .. حتى أستسلم لفكرة أن أعيدك إلى مكانك بين الكتب في آخر رف ..
قد نلت مني أيها " المذبوح " وأصبحتُ على رمشك أنام .. وعلى رمشك أصحو ..
فهل هذا يكفي ؟



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس على هذه الأرض ما يستحق الحياة
- أوراق أيلولية .. الورقة السادسة والسابعة والثامنة .
- أوراق أيلولية .. الورقة الخامسة
- أوراق أيلولية .. الورقة الرابعة .
- أوراق أيلولية .. الورقة الثالثة .
- أوراق أيلولية .. الورقة الثانية .
- أوراق أيلولية .. الورقة الأولى .
- أيلوليات 1
- ماذا ينقصني ؟
- آخر حماقاتي
- دخلت في الخمسين
- الاختلاف ثم الخلاف
- أطلقت عليك نيراني
- بتوقيت الغربة
- سلسلة حافية القدمين والبحر جزء 10
- وتعطلت لغة الكلام
- رواية
- الصامت إلى حين !
- سلسلة حافية القدمين والبحر جزء 9
- أوراق تنعي أصحابها .


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - أوراق أيلولية . الورقة التاسعة .. الورقة العاشرة .. الورقة الحادية عشر .