أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صائب خليل - اكتب لتقرأ جيدا














المزيد.....

اكتب لتقرأ جيدا


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1209 - 2005 / 5 / 26 - 10:21
المحور: الادب والفن
    


" لاتخبيء افكارك والا نسيت اين وضعتها"
"لا تقل اعطني موضوعا, بل قل اعطني عينين"
"السلاح الذي (قد) تحتاجه مرة واحدة, عليك ان تحمله العمر كله, لكن ابيات الشعر تكتب مرة واحدة لتخدمك العمر كله"
– رسول حمزتوف ( داغستان بلدي)

عندما عاد خالي في النصف الثاني من الستينات من دراسته الجامعية في الخارج, وكنت في الثانية عشر من عمري, اهدى الي كامرة كان قد جلبها معه. حملت الكامرة معي حيثما تمكنت من ذلك, وعيناي تبحث عن كل ما هو جميل لاصوره, وبقدر ما كنت احصل من نقود لشراء الافلام وطبع الصور.

لم يبق الكثير من تلك الصور التي اعتز وافتخر بها لكن هناك شيء اخر رافقني وبقي معي ولا سبيل له لان يتركني. الا وهو تجربة البحث المستمر عن كل ماهو مثير للاهتمام, عن الخطوط والظلال والضوء واللون والتناقض والتناسق في كل المواضيع التي حولي. البحث الدائم عن الجمال.

فامكانية تسجيل الجميل والمدهش وتثبيته في صورة تشجع البحث عنه, لانك تشعر انك تستطيع ان تخلده وتحتفظ به وتفتخر به امام اخرين وتشاركهم متعته. هذا البحث صار ادمانا يرافقني حتى حين لم تكن الكامرة معي.

قبل فترة اخبرني صديق اعتز به عن عبارة قرأها حول اهمية استمرار القراءة للكاتب تقول : الكاتب اشبه بالنبع, يمتلئ بالقراءة ليطفح بالكتابة.

كلمات اتفق معها تماما, فمما لاشك فيه ان القراءة ضرورية للكتابة الجيدة, لكني اريد هنا ان انبه الى الوجه الاخر من العملة, فالكتابة ضرورية هي الاخرى للقراءة الجيدة. فالكتابة تشعرك بمسؤولية حين تقرأ خبرا او موضوعا, اكبر بكثير من مسؤولية القاريء الذي لا ينوي ان يكتب.

هذه المسؤولية النابعة عن امكانية "تسجيل" ما "تراه" من حقائق, وعرضها على الاخرين ومشاركتهم تحليلك اياها, يعطي رؤياك دقة اكبر وموضوعية اكبر ويجبرك على التفكير بشكل اعمق وانت تقرأ وتسمع وترى. انها تجبرك على ان تضع خطوطا وحدودا واضحة للاشياء, وتقدم لك القسوة اللازمة للموضوعية احيانا.

ان كنت يا قارئي تفكر بالكتابة, فلا تنتظر كثيرا. الانترنيت تعطيك فرصة رخيصة جدا لنشر ما تكتب, فاكتب. فانك ان كتبت قليلا بنيت كامرتك التي ستحملها معك حيثما ذهبت, وصرت تبحث عن الحقيقة والجمال دون ان تجبر نفسك على ذلك.

قبل بضعة سنوات كنت انتظر صاحبي في حديقة عامة صغيرة في امستردام, لكنه تأخر, فرحت اتمشى لاقضي الوقت. فجأة رأيت من بين الاشجار تمثالا نصفيا لرجل يلبس نظارات كبيرة يتطلع الي بابتسامة في غاية الود والتواضع! لم اتمالك نفسي من الرد على ابتسامته بابتسامة مماثلة, واقتربت منه لاقراء اسمه الذي نسيته الان, وعبارة تقول: "ان سمحت لي ان اقدم لك نصيحة واحدة: صر كاتبا!"
بقيت اتجول لاعود عدة مرات واعيد قراءة العبارة واتمعن في عينيه وابتسامته التي ابدع النحات في تنفيذها فنقل الينا تلك الروح المحبة الجميلة ليخلدها عبر الزمن, فمنح هذا الكاتب الفرصة ليوصل ما يتوق لقوله للناس حتى وهو في قبره. لم يكن مبتسما فقط, انه يكاد يتوسل اليك ان تستمع له!
لاشك ان هذا الكاتب وجد كنزا من السعادة حرص حبه للناس ان يوصله اليهم ويتمناه لهم. وها انا بدوري اوصل نصيحته اليك يا قارئي.

اكتب ولا تخش ان لايقرأك الكثيرين. بل ان في ذلك جانبه الجيد. فكتاباتك الاولى ستكون بلا شك مليئة بالضعف والنقص والخطأ, وانت لا تريد ان يرى الكثيرين كل ذلك. اكتب من اجل نفسك اولا, ثم سيأتي دور الاخرين.

اكتب ما دام الامر ممكنا.. اكتب فقد لايستمر ذلك طويلا...من يدري




ملاحظة: بينما كنت استعد لارسال هذه المقالة للنشر, قرأت مقالة صبحي الحديدي الممتعة : وما أدراك ما القراءة
وهي تتحدث عن القراءة لدى كاتب عالمي. مقالة تترك اثرا, فاقرأها:

http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?t=0&userID=134&aid=37982



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما رأيك بهذا اللون الناشز القبيح الخالي من الذوق؟
- لقاحات ضد الجنون: 1- الكلمات المفتاحية – التطبيع مثالا
- الديمقراطية والصدامية - من يجتث الاخر اولا؟
- دع الخجل وابدأ النفاق: دعوة عاجلة
- حكمة من روما القديمة الى بغداد الجديدة
- القطيع والراعي الجديد
- انليل: ذات صباح رطب في روتردام
- لقاحات ضد الجنون:الحلقة رقم صفر- مدخل الى الجنون
- سيف ديموقليس الجديد
- مسرحية يارة الصامتة
- بياع الخواتم وصحبه الكرام
- مهمات الحكومة القادمة: لكل معركة خيولها
- من يخجل مِن مَن؟ : دعوة لتجربة احترام طوعي للقانون
- هل كان السادات متخلفا عقليا؟
- ااشرف عبد الفتاح والسادات مرة اخرى, واصول الرد على كتابات ال ...
- بعض الناس يحس بالنقص
- التعامل الفعال مع ازمة الاردن
- الطلبة والعصابات والنكتة الايرانية: حول احداث جامعة البصرة
- تفجير الحلة مؤامرة اردنية عمرها اكثر من عام
- لبنان يكتشف دواء للسرطان


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صائب خليل - اكتب لتقرأ جيدا