قصص قصيرة جدا / جثة

عماد ابو حطب‏

الحوار المتمدن-العدد: 4234 - 2013 / 10 / 3 - 12:04
المحور: الادب والفن
    

1/


قصة قصيرة جدا



اصابيع البوبو



بعد عشر سنوات قضاها مجاهد في المعتقل أفرج عنه أخيرا.أقاموا مهرجانا خطابيا على شرف فك أسره ثم انفض المولد . تلفت باحثا عن رفاق الدرب فوجد حالهم قد تبدل وباتوا من علية القوم.أشهر وهو يجاهد بين الدوائر لتأمين معاش له.حينما مل انسحب بهدوء.في البيت الصغير في زاروب المخيم بنى عربة صغيرة .في الصباح الباكر يسمع صوت مجاهد عاليا في الأزقة:أصابيع البوبو يا خيار...ما بيصير أكتر ما صار...لا تجرب ولا تحتار عندى الريحاوي مش على نار.





2/



قصة قصيرة جدا




حركة



منذ أشهر وهو لا يهدأ.يقفز ما بين اللابتوب ليتصفح بريده الفيسبوكي.وحينما يجده خاويا يفتح الهوتميل.أيضا لا أثر لمرور أحد فيه.يمسك بهاتفه الأي فوني يبحث في رسائله الهاتفية.هي الأخرى خاوية. يتذكر صندوق البريد في مدخل العمارة فيهرع اليه.لا يجد الا فواتيرا واعلانات.لا أحد يتذكره.لا أحد يعرفه.لا أحد يراسله.حينها فقط أدرك أنه لا أحد.



3/




قصة قصيرة جدا



حظ



حرص على أن يجلس ملاصقا لزجاج المقهى.حينا يبحلق في وجوه المارة.وحينا يقلب بعصبية صفحات الجريدة.يدخن ثم يتمتم نادبا حياته.كان يبحث عن أيقونة الحظ المفقودة.دب اليأس في روحه . تناول فنجان القهوة ونادى على البصارة لتقرأ له حظه.و



4/




قصة قصيرة جدا



ابداع




سود عشرات الصفحات ليكتب قصة قصيرة جدا.أتم كتابة واحدة من عشر كلمات.لم يفهمها أحد لكنها فازت بالمركز الأول في مسابقة القصة القصيرة جدا وسط انبهار النقاد بجنون ابداعه .




5/



قصة قصيرة جدا



مسابقة




قرأ الاعلان عن وظيفة رئيس قسم خالية في وزارة المالية. جهز أوراقه وتوجه منذ الصباح الباكر الى مقر الوزارة. اندهش من الطابور الطويل من المتقدمين الى الوظيفة.انتبذ جانبا ووقف متفرجا.وقف الى جانبه شخص كان يحدق بالمتقدمين ويبتسم بسخرية.تعرف عليه ثم انصرفا معا دون أن يتقدما للمسابقة . بعد أيام قليلة أعلن عن اسم الفائز بالوظيفة العتيدة.لم يكن الا المتفرج الساخر من الطابور الطويل.



6/



قصة قصيرة جدا



جثة



اجتمعت الكلاب الضالة حول الجثة المتعفنة.هاجمتها من كل صوب الا كلب واحد ابتعد عن الجميع باحثا عن قلب لجثة طازجة.

#عماد_ابو_حطب‏ (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات