محمود عساف
الحوار المتمدن-العدد: 4234 - 2013 / 10 / 3 - 01:39
المحور:
الادب والفن
في السابعة والنصف من مساء كل يوم اكون متواجدا عندها احتسي قهوتي ونتحادث حتى يحين موعد برنامج حروف الوطن على قناة عودة نتابعه بكل تفاصيله عن قرية او بلدة فلسطينية ، وكنا نضحك من قلوبنا على بعض اللقاءات فيه عندما تكون مع احدى كبار السن على عفويته / عفويتها في الحديث .
وكانت هي تضيف الى تفاصيل البرنامج تفاصيلا اكثر واكثر وتشرح بعض الأكلات او الكلمات التي لا افهمها فكانت تذهب في الى ربوع فلسطين ايام ما قبل الأحتلال او بداياته وتذهب في اكثر الى امجادا عاشتها في كنف عائلتها وعشيرتها . ونقول لي من الأمثال الفلسطينية في تلك الأيام وكانت تتنهد بحسرة على كل ذلك .
اليوم ذهبت كعادتي الى بيتها رغم انني اعرف انها لن تكون موجودة ، فجلست واعددت قهوتي وانتظرت ان يبدا البرنامج ، فلم استطع ان استمر في الجلوس حتى انني لم استطعم بقهوتي وكادت العبرات ان تخنقني وتخونني دموعي ، فنهضت واغلقت التلفاز واغلقت باب بيتها وخرجت وقلبي ينتفض على عدم وجودها .
كانت هي تعلم انني لن أتي لكي اودعها وكنت في نفسي مصمما على ان لا اكون في وداعها ، لأني لا اطيق الوداع ، كانت وما زالت هي هبة الله في نفوسنا وستبقى هي الرحمة من الله في حياتنا ولن تنطفيء جدوة عطائها فلا قلب كقلبها الذي عرف الألم وذاق قسوة الحياة واعتصر ألما على فراق فلذة كبدها في حياتها ، هي كل الوجود في دنيانا وستبقى ديدن حياتنا .
======================
امي اعادك الله سالمة من رحلة الحج .
#محمود_عساف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟